الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمود نجاد بين السيكولوجيا والسياسة

سعاد جبر

2006 / 8 / 31
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تحتل تصريحات الرئيس الإيراني محمود نجاد الأعلام العالمي بأسرة ، على محورين سياسيين محددين ؛ التقنية النووية الإيرانية والرؤية السياسية للعدو الصهيوني ، وما يعتمل بينهما من مساحات المواجهة مع السياسة الأمريكية ومناورات الاتحاد الأوروبي التفاوضية ، لإلغاء تخصيب اليورانيوم في إيران ، مع كل التأكيدات والتطمينات الإيرانية بأن استخداماته سلمية وتتعلق بمواكبة تطورات البحث العلمي التقني
وفي ظل تلك المعارك السياسية وما تتضمنه من تصريحات مستقاه من منظومة خطابات محمود نجاد ، تلفت أنظار المتابعين طروحات نجاد السياسية ومستوى الجرأة فيها ، حيث أعلن بدون سابق إنذار ، أن زوال إسرائيل ضرورة إنسانية ، وتلك المعطيات المتفردة في شخصيته مقارنة مع قراءات سيكولوجية للزعامات السياسة في العالم اجمع ، تستوجب مني كباحثة سيكولوجية طرح تساؤلات حول طبيعة الرؤية السيكولوجية لشخصية نجاد ومنطومة طروحاتها السياسية والتوفيق بينهما من خلال علم هندسة الذات ومتفرعاته السيكولوجية ، للخروج برؤية سيكولوجية سياسية تعزز موضوعات سيكولوجيا السياسة وأنماط الشخصيات الدائرة في تلك اللعبة السياسية التي تشغل العالم بأسره وتتحكم بمقادير الدول والبشر معاً . كطروحات إبداعية في عالم السيكولوجيا والسياسة ، أحاول من خلالها تقديم مشاريع ريادية تخرجنا من دائرة السياسة البحتة ، والسيكولوجيا البحتة ، في لغة تزاوجبة مهجنه بينهما ، كمشروع توفيقي بين السيكولوجيا والسياسة
ومنظومة الرؤية السيكولوجية لشخصية نجاد سيتم استقصاؤها من خلال مختبر هندسة الذات الذي يتضمن الصور الإعلامية المأخوذه له من جهة ، والترجمة السيكولوجية للغة الجسد لديه ، ومساحات الخريطة الانفعالية لدية ، ومنظومة الإسقاطات النفسية لها عبر لغة التحليل النفسي ، ومضامين أطروحاته السياسية ، ومادة البرمجة العصبية لها ، والدمج بينهما في رؤية سيكولوجية سياسية معا
ويستهدف مختبر هندسة الذات الذي ابتكرته مجموعة دراساتي السيكولوجية عبر أكثر من عشرة أعوام ، تحديد الرؤية السيكولوجية للذات موضع الدراسة ، ومعالم انعكاسات طروحاتها في الأروقة السياسة
وهنا عبر نتائج التحليل السيكولوجي يبرز في أبعاد شخصية نجاد العفوية وبساطة المظهر العام ، ومساحات الإعلان المفتوح في الرؤية من خلال حركة اليدين ، بعيدا عن القيود وبرتوكولات السياسة ، لاعتبارات الرحم الذي خرجت منه الشخصية بعيدا عن عوالم البروتوكولات والقيود حيث أنها تنتمي للمعاناة والبساطة في المعاش ، ويبرز في مساحة الوجه انفعالات خاصة بالولاء لقضيته والتفاني فيها ، والتعاطف مع دائرة الاستضعاف التي تحوط معصمها ، التي تتراوح بين الحدة عند شدة التعاطف والألم على ما يدور في خريطة الظلم العالمية، إلى الهدوء عندما يصل نجاد إلى القوة في الخطاب وعدم العبء بالقيود والحدود ، بحيث تغدو في المنظومة الاستقبالية لدى الأخرين في منصة التمرد ، ويبرز في مساحة العين بريق خاص يحمل عنوان الجرأة في الطروحات التي تتسم بمجال مغناطيسي أحادي واسع بلا قيود ، يجتذب المقهورين والمستضعفين في العالم ، الذي ضاق ذرعاً بسياسة ثنائية الشر الأمريكية الصهيونية ، في وجه الممانعة لهما
وتبرز في ملامح الوجه خطوط الكفاح والمعاناة من جهة والجدية المثالية في اعلي حدودها ، والهمة العالية ، والحماسة العالية التي تنعكس على مساحة الوجه الانفعالية من جانب والوقفة السوية التي تعتليها ثلاثية الثقة والصمت واللامبالاة احيانا ، حيث تبرز مساحات طاقة جرئية تميل إلى كسر الحواجز المتعارف عليها ، وتفرد الرؤية ، وهناك هالة خاصة تعززها السمرة والإجهاد في صفحة الوجه ، تعطي معالم الحساسية البالغة التي تؤكدها أيضا حجم مساحة العين الذي تميل معطياتها في لغة الجسد إلى معاني الحساسية المرهفة العالية ، التي تجعل صاحبها بين طي انفعالات في عمق الذات والصمت والانفعال فجأة بدون سابق إنذار ، في لغة التحدي والتمرد ، ومعطيات الترجمة السيكولوجية لتلك اللغة في اللعبة السياسية هي القوة والتمرد في الخطاب السياسي خصوصا في أروقة التفاوض ، مما يجعل طروحات صاحب تلك اللغة الخاصة بالجسد يفتقد احيانا لليونة الخطاب ويميل إلى الشدة والقوة معاً ، وهنا لا اتفق مع ما طرحه احد المحللين السياسيين في محطة الجزيرة الفضائية بأن خطاب نجاد مال إلى الليونة التدريجية ، من خلال ما تم استقراؤه من خطابات نجاد من بدء توليه الرئاسة حتى الآن ، واتوقع أن هذا التحليل متسرع نوعا ما ، وربما الرؤية السيكولوجية هنا خلاف ذلك ، لأن ما يدور في خطابات نجاد السياسية هو انعكاسات سيكولوجيته التي تتراوح بين ثلاثية الثقة التي تعطي عنوان القوة والصمت التي تعطي الهيبة والهدوء ما قبل العاصفة واللامبالاة التي تأخذ خط أعلى القوة لأنها هنا تقرأ سياسياً على أنها استفزاز محض
وهنا أؤكد على أن محمود نجاد ينتمي إلى أنماط الشخصيات التي لا تعبأ بالقيود والقواعد المقننة وما أكثرها في اللعبة السياسية ، وتصنع رؤاها السياسة في الخريطة السياسة على مساحات الانطلاق الذي تظلله الحماسة وظلال ثورية صامته ، والذكاء الدفين من خلال الالتزام بنقاطه الهدفية وعدم تجاوزها ، فهو في عوالم الاتصال بذاته السياسية ملتزم بقواعد اللعبة الأيدلوجية وفي الاتصال بالخارج السياسي الند متمرد ، لايعير اهتماماُ لكيفية تعاطيه مع منظومة طروحاته السياسية ، وهذا النمط يحتل مساحة قوة في اللغة التفاوضية لأنه يمارس لي غير مباشر ليد الطرف الأخر الند ويعمل كي سيكولوجي له، وصداع سياسي مؤثر ، وهنا تبرز عناصر قوته السياسية التفاوضية ومستقبل استمرارية طروحاته السياسية لأنه يعتمد برمجة عصبية عميقة ، يصعب كيها ، وتختزن في الذات الخاصة والعامة ، ويصعب الأنسحاب عنها
ومستقبل استمرارية طروحاته السياسية استقرأؤها مستقبلياً من خلال اعتماد الأطراف الأخرى على المواجهة العسكرية والعقوبات الاقتصادية وهذا حل استفزازي فاشل ينم عن عنجهية سادية لايمكن ان تحقق نجاحات سياسية ولاسيكولوجية بالتأكيد ، لذلك ينعكس فشله وتداعياته على تلك الأطراف وسياساتها المستقبلية وهي الخاسرة في هذه اللعبة السياسية ، وأيضا فشل المناورات السياسة لأنها لاتعتمد المنطقية والصدقية وانما ازدواجية الرؤية والكيل بمكيالين ، وهذا مصدر امتعاض الأحرار، فضلا عن دعم تيار قادم للمنطقة معنون بالمسار الروسي الصيني للخط الإيراني ومستقبل التقنية النووية
وربما توجه انتقادات لطبيعة طروحات نجاد السياسية وخطته التفاوضية ، ولكنني على العكس انوه بهذا النمط وفعاليته في وجه المشروع الأمريكي الصهيوني ، لأن هذا النمط يزعجه ويقلب اوراقه ويحدث له التية بلا حدود في سياساته الهمجية تحت عناوين الديمقراطية على متن الدبابات الأمريكية وحرية التعبير على مقاصل الاغتصاب والشذوذ الجنسي في ابوغريب وهمجية انتهاك حقوق الإنسان في غواتناما ومشروع الشرق الأوسط الرايسي الجديد على وقع دماء مجازر قانا واخواتها ، وسر تنويهي بهذا النمط يعود لما يحمله تمرده من قوة استفزازية للطرف الأمريكي الصهيوني وحلفاءه في الغرب الذي اعتاد على إملاء طلباته والأنبطاح ارضا لإرضائه ، فضلا عن عدم منطقيته وصدقيته ويؤكدها النائب البريطاني جلاوي عندما أشار بان إيران لاتهدد جيرانها ولاتشن حروبا ومجازر همجية على جيرانها ، واسرائيل على وجه التحديد تهدد أوروبا بتقنيتها النووية لأنها تشن حروبا في الليل والنهار واليوم والغد وتهدد امن جيرانها وتشن مجازرها الهمجية بعناوين واسماء مختلفة كل يوم ، فهي الأولى ان تعاقب وتؤدب وينزع سلاحها النووي
فنمط طروحات نجاد تحدث عبر لغته المنطلقة بلا حدود وبروتوكولات إلى تقزيم محور الشر الأمريكي الصهيوني ، والضغط عليه من قبل أحرار العالم ، وتعرية قشوره وفضح سلوكه اللاخلاقي ، الذي عري تماما في الحرب الهمجية على لبنان ، ولعل صورة رايس التي حملها اهل الضاحية الجنوبية في بيروت عند زيارة عنان لها ، تعطي مؤشراً على همجية الصورة الأمريكية الإعلامية التي يتلقاها العالم يوميا ، والتي افقدت أمريكا دورها الحضاري ، والغتها عبر تيار المحافظين بقيادة بوش الأبلة الأحمق ، بحسب نتائج احد استطلاعات الراي الأمريكية الذي وسمته بهذا الوصف
وفي نهاية مقالتي هنا أؤكد على القراءة المستقبلية للتقنية النووية بإستمرارية التخصيب لها ، وعدم القدرة على نزعها ، في ظل معالم القوة في لغة التفاوض التي نتابعها سياسيا ، والتي من أهم ملامحها القوة والتحدي وتحديد أهدافها بقوة بشكل يتجاوز الضغوط ويصل إلى التمرد ، والاعتداد بها بل وتعزيزها من خلال تكريم علماؤها الرواد في إيران ، وهنا رسالة سياسية للعالم العربي ، بأن يخرج من سباته العميق تحت عنوان اللياقة السياسة ولغة السلام التدجينية ، لأنه لاحول لها ولا قوة ولاتصنع سيادة ولامستقبل سياسي ، و الانضمام لتيار الممانعة العالمية المناهض للسياسة الأمريكية الصهيونية في المنطقة العربية لأنه رهان المستقبل والسيادة وحقيقة ان نكون أو لانكون لامحالة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن تفرض عقوبات جديدة على طهران بعد الهجوم الإيراني الأخي


.. مصادر : إسرائيل نفذت ضربة محدودة في إيران |#عاجل




.. مسؤول أمريكي للجزيرة : نحن على علم بأنباء عن توجيه إسرائيل ض


.. شركة المطارات والملاحة الجوية الإيرانية: تعليق الرحلات الجوي




.. التلفزيون الإيراني: الدفاع الجوي يستهدف عدة مسيرات مجهولة في