الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- هيكتور - قصة دافئة عن التشرد في عيد الميلاد

علي المسعود
(Ali Al- Masoud)

2021 / 12 / 30
الادب والفن


ظاهرة التشرد من الظواهر التي تشاهدها المجتمعات العربية والغربية، ازدادت بعد الازمة الاقتصادية وتسريح الكثير من العاملين في الشركات بعد جائحة الكورونا والتي تسببت في ألاضرار بالاقتصاد العالمي وبالتالي أنعكس على المجتمع ، وهناك اختلاف بـمسببات ظاهرة التشرد وفقًا للظروف والنسب لكل مجتمع ودولة ، وتنتشر ظاهرة التشرد بصورة كبيرة تصل لحد الخوف بين الدول النامية، وأيضًا الدول المنكوبة من قبل الزلازل والفيضانات والكوارث الطبيعية، أو بفعل كوارث بشرية، ناتجة من المشاكل اليومية بين المجتمعات، أو من قبل الحروب . لم يقض عالم السينما الكثير من الوقت في صياغة القصص حول التشرد ، ونادرا ما يتم مشاهدة أبطال من هذا النوع ، مثلما يتم تجاهل المشردين في كثير من الأحيان والتجاهل من قبل المجتمع نفسه. لذلك ، فإن ظهور المخرج" جيك جافين" المميز لأول مرة – في فيلمه (هكتور) وهو قصة اسكتلندي مشرد يحاول إعادة التواصل مع عائلته - هو أمر نادر الحدوث. تمكن كاتبها في سرد قصة قوية ومقنعة حقًا تصور جزءًا من واقع أن تكون بلا مأوى في القرن الحادي والعشرين . والمسألة الأخرى التي يناقشها الفيلم وفقاً لما صرّح به المخرج، ترتبط وبالتفكير بالاخرين وألاحساس بمعاناتهم وكذالك الدفء في داخل الأسرة والكفيل بأن يريح الانسان . تبدأ أحداث الفيلم ، من إحدى مدن (أسكتلندا)، شمال المملكة المتحدة وخلال الأيام التي تسبق عيد الميلاد ، حيث يقرر "هكتور" للسفر إلى لندن سيراً على الأقدام أو بما يتوفر من وسيلة مواصلات ، كي يلتقي هناك أصدقاءه المهمَّشين للاحتفال بهذه المناسبة في ملجأ محدَّد اعتاد أن يستقبل هذه المجموعة منذ خمس عشرة سنة. رحلة هكتور إلى مدينة لندن جنوباً، تجعلنا نتعرف على جانب من حياته؛ إذ نكتشف إن لديه شقيقة متزوجة من موظف في شركة كبيرة ، وله شقيق آخر أيضاً، وهو لم يرهما ولم يتصل بهما طوال هذه السنوات ، ولانعرف أسباب هذه القطيعة بينه وبين الاهل والاخوان وعندما يصل للملجأ في الوقت المحدد ويحتفل مع أصدقائه، نتعرف على شخصية أخرى في الفيلم تلعب دوراً ثانوياً لكنه مؤثر، وهي (سارة)، التي تدير وتشرف على الاحتفال، حيث قامت سارة وتقوم بدورها(سارة سليمان) في توفيره له سرير ويبدو هيكتور مرتاحًا لطقوس العطلات المألوفة في الملجأ ، وتساعده سارة أيضاً في البحث عن أشقائه المختفين الذين يأمل في رؤيتهم قبل العودة إلى اسكتلندا. بعد أن يكشف لها (هكتور) عن حكايته فيما بعد . المخرج " جيك كافن "هو نفسه الذي كتب النص من واقع تجربته؛ فهو مصور صحفي زار العديد من مناطق العالم ومن ضمنها غزة، وكان أيضا هاويا لتصوير الطبيعة والوجوه، وقد انعكس هذا على فيلمه وخاصة بفضل تعاونه مع مدير تصوير مميز هو ديفيد ريديكر الحائز على جائزة التصوير من مهرجان ساندانس للسينما المستقلة عن فيلم "أخي الشيطان" العام 2012 . الممثل "بيتر مولان" هو الذي قام بدور "هيكتور" ، الرجل المتشرد الذي ينجرف على طول الطرق السريعة في المملكة المتحدة ، غالبًا برفقة زملائه من المشردين المسافرين دوجي وهازل (لوري فنتري وناتالي غافن) ، يقوم بالسفر إلى لندن في كل عيد الميلاد كي يحتفل بهذه المناسبة في ملجأ إغاثة الكريسماس الذي تديره سارة وزوجها . وأمتعة هيكتور الوحيدة -التي يحرسها بشراسة- هي حقيبة صغيرة على عجلات ، لكن من الواضح من نظرة عينيه والتجاعيد الموشومة في ملامحه المتعبة وجسده المنهك، بحيث يبدو بعمر أكبر من عمره الحقيقي بكثير . يشق طريقه إلى لندن حيث ينتقل بطريقة ( أوتوستوب )مع سائقي الشاحنات، لذا نراه يتعامل مع مجموعة متنوعة من الشخصيات ، يواجه كلاً من الطيب المحبوب والعدواني، إلى جانب أولئك الذين يعبرون عن حيرة مطلقة من اختياره للحياة. يحاول المتشرد هيكتور أن يلقي الضوء على مشكلاته الصحية ويبعد عن تفكيره موعده المشؤوم بالمستشفى في غلاسكو ، أيضًا تعويض من حرمانه ألأسري عن طريق الاتصال بالعائلة التي هجرها منذ حوالي ستة عشر عامًا. على طول الطريق ، ومن خلال مسيرة هكتور هذه نتعرف على جانب من حياته ، ونكتشف أن له أخت متزوجة من موظف في شركة كبيرة لبيع السيارات وله أخ أيضًا، وهو لم يراهما ولم يتصل بهما طوال هذه السنوات. ومع ذلك ، عندما يتلقى نتائج الفحص الطبي ، يُطلب من هيكتور إعادة التواصل مع الأشقاء الذين لم يروهم منذ 15 عامًا ، لذلك يتجه إلى نيوكاسل على أمل رؤية أخته (جينا ماكي) ويحاول أيضاً تحديد مكان شقيقه (إيوان ستيوارت). على طول الطريق يصادف هيكتور سلسلة من اللقاءات مع غرباء مختلفين ، بما في ذلك زوجين مشردين (لوري فينتري وناتالي جافين) ، ومالك مقهى ودود (كريستين تريماركو) وبائع جرائد طيب القلب (هارديب سينغ كوهلي) الذي يأتي لمساعدته بعد تعرضه للسرقة ، يصل هكتور للملجأ في الوقت المحدد ويحتفل مع أصدقائه المشردين بعيد الميلاد . وفي هذا الملجأ نتعرف على شخصية أخرى في الفيلم تلعب دورًا ثانويًا لكنه مؤثر جدا. هذه الشخصية هي سارة التي تدير وتشرف على احتفال هذا التجمع من المهمشين والمشردين بحس عال من المسؤولية والرقة . بعد هذا الاحتفال بفترة يكشف هكتور للمشرفة على الملجأ سارة عن مأساته ، وأنه كان متزوجًا وكانت له إبنة ويعيش حياة مستقرة وفي ليلة عيد الميلاد ، وبسبب مشكلة بسيطة نشب بينه وبين زوجته خلاف ، غادرت المنزل مع الإبنة غاضبة لتقعا ضحية دهس من سائق مخمور أودى بحياتهما ، ومنذ ذلك اليوم ترك هكتور منزله وعاش هذه حياة التشرد والاحساس بالذنب يطارده. يضع الكاتب والمخرج جيك كافين العديد من التساولات، وأهمها ما قصة هيكتور؟ ما هو السر المظلم الذي وضعه هنا؟ وما هي ضرورة إعادة الاتصال بأسرته؟ ، يستكشف كافن الأدلة بينما يقوم هيكتور برحلة ملحمية من جولته الثلجية الممطرة في شمال المملكة المتحدة. الكثير من المشردين مدمنون على الكحول ، لكن "أنا لا أشرب". ألادمان على الكحول والمخدرات ، وهي قاعدة أساسية للأشخاص المصابين بأمراض عقلية في الشوارع تكملها موجة متصاعدة من الأشخاص المنهكين الذين أرسلهم الاقتصاد المنهار إلى الشارع ليكون ملاذاً لهم . هازل ، الشابة التي تبدو في الثلاثينيات من عمرها وتسافر معهم هي "نوع" آخر المشردين ، "أنظر إلي ، قالت بحسرة . "عمري حتى 18 عاما وحياتي بالفعل مريضة! . تدور الغالبية العظمى من أحداث الفيلم في أوساط المشردين والتي يعرضها الفيلم من زاوية مختلفة عن الصورة التقليدية لهذا العالم في الأفلام السينمائية ، ويمثل “هكتور” صورة حقيقية للإنسان المشرَّد المهمَّش، الذي ينام ويستريح ويأكل في أيّ مكان مع أمثاله ، لكنه يمتاز بحرصه على النظافة الشخصية ، وبتعامله المهذب والمتسم باللطف مع الآخرين. في بدايته ككاتب ومخرج ، ألقى جيك كافين ، المصور الصحفي السابق ، نظرة متعاطفة تجاه أكثر أفراد المجتمع المهمشين والأشخاص الأبطال الذين يعملون بهدوء في الملاجئ والعيادات الطبية. ومع ذلك ، فإن سيناريو فيلمه لم يغوص أكثر في معاناة هؤلاء البشر في أيام البرد والثلج وهم في العراء، مما يجعل الخطأ شبه المميت المتمثل في حجب جزء أساسي من المعلومات حتى الفصل الثالث. بشكل عام ، يمثل "هيكتور" جهدًا أولًا رائعًا ويمكن الوصول إليه ، ويرتكز على أداء مولان الذي يجب أن يثقب تذكرة دخوله إلى مناطق خارج المملكة المتحدة . تخيم روح كين لوتش على هذه الحكاية الدافئة المدهشةعن للتشرد في عيد الميلاد . يعتبر بيتر مولان عنصرًا أساسيًا جدًا في عمله باعتباره هيكتور المتجول الذي نسافر معه إلى كلاسكو من أجل موعد بالمستشفى ("بعض نتائج الاختبارات فقط") ، ومن ثم إلى نيوكاسل بحثًا عن أخته ، وأخيراً إلى لندن من أجل الإقامة في المأوى الذي أصبح منزله المعتاد في عيد الميلاد . في الطريق ، يواجه شتى أنواع البشر وكل اشكال التصرف والسلوك البشري من اللطف والعدوان والفجيعة والذهول. بشكل عام ، فيلم كافين يشعرك بالدفء والأصالة الذي تدور الغالبية العظمى من أحداث الفيلم في أوساط المشردين، والتي يعرضها الفيلم من زاوية جديدة مختلفة كليا عن الصورة التقليدية لعالم المشردين في الأفلام السينمائية . يُظهر الكاتب والمخرج جافين شخصية هيكتور كرجل يتحكم في وضعه وقد لا يكون لديه سقف فوق رأسه لكنه يحصل على معاشًا تقاعديًا منتظمًا ولديه عائلة من نوع ما - زملائه المتجولين والمراهقة هازل (ناتالي غافين) والصديق القديم دوجي (لوري فنتري). تجري الأحداث في الفترة التي تسبق عيد الميلاد ، حيث تعزز صعوبة الطقس الاسكتلندي وبرودته من الشعور بالراحية النفسية التي يحاول أن يتمسك بها هيكتور. ينسحب كافين ومصوره السينمائي ديفيد ريديكر لإظهار كآبة الشتاء ولكنهما يجدان تباينًا في التركيز الضيق على معيشة هكتور( مولان) الصعبة ، مما سمح للممثل بعرض مواهبه الذي يعاني هيكتور من هشاشة في العظام - فهو يمشي وهو يعرج - لكن مولان يضفي عليه أيضًا إحساسًا بالمرح والفكاهة. في وقت لاحق ، في لندن ، استخدم المخرج كافين مناظر المدينة لمقارنة ثراء الحديقة الأولمبية بأولئك الذين ينصب اهتمامهم الرئيسي على العثور على سرير ليلاً . وخلال هذه المسيرة من الشمال الانكليزي إلى لندن في ظروف جوية متقلّبة، نتعرف أكثر على شخصية “هكتور” وتضاء جوانب معتمة من حياته، يعيش بدون هاتف ذكي أو كمبيوتر ، ساق واحدة ، يتجول بحثًا عن أخوته وأهله ولا يحمل شيئًا سوى الذكريات والعناوين القديمة والتي عفا عليها الزمن في دفتر عناوين متهرئ. في حالات التشرد وقصص المشردين الكثير من المآسي والحوادث التي تزيد من محنتهم مثل موت صديق من البرد أو حالات الاعتداء من قبل الاشرار وسلبهم أشيائهم وممتلكاتهم القليلة التي لديهم ، لكن المخرج كافن يوثق مسار هيكتور مع البشر الذين يصادفهم وهم الملائكة ، من سائقي الشاحنات وغيرهم (حتى رجل في سيارة مازيراتي) الذين يقدمون له خدماتهم في التوصيل، وآخرون يتحدون المطر من أجل توفيرالطعام وإيجاد مكان له وللآخرين . الممثل الذي يقوم بدور هكتور" بيتر مولان "، 56 عامًا ، ممثل اسكتلندي ظهر في أفلام ، هاري بوتر و القلب الشجاع ، وفيلم المخرج كين لوتش ( أسمي جو ) وغيرها من الافلام ، هو ماركسي ، نشأ في غلاسكو ، حيث لا يزال يعيش مع شريكه منذ فترة طويلة وثلاثة أطفال. "هيكتور" ، الذي يلعب فيه مولان دور رجل بلا مأوى يكافح من أجل القيام بالرحلة من جلاسكو إلى لندن في الوقت المناسب لعيد الميلاد . بالنسبة للجزء الأكبر ، تمد رسم شخصية هيكتور بشكل جيد للغاية ومؤثر بقدر ما ينشر الوعي حول قضية التشرد وواقع حال المشرين الذين يباتون في هذا العراء وتحت البرد والصقيع والأشخاص الذين يعانون منه. كان أداء الممثل "بيتر مولان " بسيط وحقيقي ويمكن تصديقه للغاية باعتباره اسكتلنديًا يعيش في ظروف قاسية والذي يرجع إلى الأداء الجيد والتمثيل الذكي. ويظهر النص أيضًا والشخصيات التي يتفاعل معها هيكتور في رحلته مواقف مختلفة جدًا تجاهه مما يمنح الفيلم إحساسًا أصيلًا وغاية نبيلة. ومن بداية الفيلم ومنذالمشهد الافتتاحي ، يُجبر كاتب القصة المشاهد على التعاطف التام مع شخصية تمثل شريحة كبيرة في كل مكان من العالم وعلينا ان نفكر بهم وبكيفية مساعدتهم. ومع ذلك ، بعيدًا عن الحاجة الواضحة لكافن كاتب النص ومخرجه لتوضيح الرسائل التي كان حريصًا على نقلها فإن فيلم هيكتور يستحق المشاهدة بالتأكيد لقيمته الانسانية. ومع تطور الشخصيات ببراعة فأنه نجح حقًا في وضع التشرد على الشاشة الكبيرة بطريقة ذكية ومدروسة . نتابع هيكتور في رحلته الذي يعاني من إعتلال الصحة ويعرج ويستخدم الأدوية لتفادي الألم. هناك الكثير من اللقطات على الطريق السريع ، حيث ونرى لطف الغرباء وسواق الشاحنات الكبيرة على الطرق ، وكذالك التعامل الانساني في الملجأ والكنيسة التي توفر له المأوى والمقاهي التي تطعمه . هناك نقاط ضعف ، حيث يحاول هيكتور التصالح مع عائلته المنفصلة ، بعد أن "تخلى عن الحياة" وهجر مباهجها وتشرد في الشوارع واختفى لمدة 15 عامًا ، وهناك أيضًا مصير ويأس أصدقائه المشردين ، دوجي الذي يلعب دوره لوري فنتري والشباب - هازلي البالغة من العمر 18عام . عندما يصل هكتور إلى الملجأ في لندن ، نلتقي بسارة ، التي تعمل هناك ،إنها تبدو كملاك ، ذات شخصية رائعة وإنسانية . في الملجأ نرى جوانب مختلفة من التشرد ، من الصبي الصغير إلى الكاهن المنقطع عن الدراسة والجندي المصاب ، إلى جيمبو الذي يشبه المرشد - الذي يلعبه كيث ألين - الذين لا نعرف قصتهم الخلفية ، لكن يبقى السؤال ما الذي قادهم إلى هذا الملجأ؟ ، وماذا سيكون مصيرهم ؟. يعامل المشردين بعناية واحترام ويتلقون كافة الخدمات من ماء ساخن ، وملابس نظيفة ، وسرير ووجبة ساخنة. وعبر المخرج عن هذا الجانب في الفيلم، في حديث للصحافة هو أن الدفء في داخل الأسرة كفيل بأن يريح الإنسان (هكتور) من الاحساس بالذنب، بعد أن سبب ألاذى إلى زوجته وابنته وكان السبب في وفاتهما ، لذا رسم لنا هكتور صورة حقيقية للأنسان المشرد المهمش الذي يمتاز بالحرص على نظافة ملابسه وأسنانه ، بالإضافة إلى تعامله المهذب والمتسم باللطف مع الاخرين وخاصة رفاقه المشردين . نضاله اليومي هو الحصول على الطعام والمكان الدافئ في الشتاء الاسكتلندي القاسي ، حيث كان هيكتور (مولان) يقوم بتحصين نفسه مع أصدقائه بألواح من الورق المقوى وعلى مدار الخمسة عشر عامًا الماضية ، كان هيكتور يشق طريقه جنوبًا إلى ملجأ في لندن لاحتفال بأعياد الميلاد وهو تقليده السنوي المتمثل في قضاء الإجازة في ملجأ للمشردين في لندن تديره سارة الطيبة (سارة سليمان). لكن في هذه السفرة ، يتطلع لإعادة التواصل مع إخوته وأخته المقطوعين عنه . على طول الطريق . يقدم الممثل مولان أحد أفضل عروضه في دور هيكتور ، حيث يجذب المشاهد للتعاطف ، كما يتضح من تعامله مع الأشخاص المشردين الآخرين. إنه أيضًا أداء جسدي مثير للإعجاب ، ينقل لنا خسائره في الحياة التي يعيشها في الشوارع – مع عكازه التي يعتمد عليها في السير . الممثلون المساعدون ممتازون أيضًا - لا سيما ناتالي جافين التي تلعب دور زميلة هكتور المشردة هازل و وكذالك الممثلة سارة سليماني بدور سارة التي تدير الملجأ. وعلى الرغم من أن دور جينا ماكي بصفتها ليزي أخت هكتور يستغرق بضع دقائق فقط ، إلا أنها تقدم واحدة من أكثر اللحظات عاطفية في الفيلم . يتسم الفيلم بهدوء وقدرة وإنسانية على نحو مماثل في احتفاله بالصداقة والمجتمع والتضامن ، كما أوجزته سارة سليماني العاملة في الملجأ وهي المتعاطفة اللطيفة . يعتبر فيلم الكاتب / المخرج جيك كافين فيلمًا جميلًا ومُرًا ومعاصرًا لعيد الميلاد ، بالإضافة إلى توقيت الفيلم حيث جاء في الوقت المناسب بعد تزايد عدد المشردين في هذا البلد ، وفي تصويره الإنساني المؤثر ، ويحمل رسالة عظيمة في أنه حان الوقت في مواجهة تلك المعضلة وأيجاد المعالجات لها .
في الختام : فيلم " هكتور" صورة حقيقية للإنسان المشرد والمُهمش، العمل الأول للمخرج البريطاني جاك كافين، يثير قضية جديرة بالتأمل، ليس فيلم عيد الميلاد العادي والخاص ولكنه فيلم جميل يحمل رسالة إنسانية عظيمة في التفكير والاهتمام بتلك الشريحة. فيلم تمت كتابته بحساسية ويضع محنة التشرد في المقدمة ويتحدى بعض التصورات المسبقة . سيجعلك ذلك أيضًا ترغب في مساعدة ، هذه دراما بريطانية مكتوبة بشكل رائع ومؤثرة بقوة والتي تتدفق بشكل إيجابي وستتركك مع توهج دافئ ورغبة قوية في التعاطف مع المشردين والذين بلا مأوي و هنا أقف وأستذكر قصيدة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش (فكر بغيرك ) ، حين أنشد :
وأَنتَ تعودُ إلى البيت، بيِتكَ، فكِّرْ بغيركَ
لا تنس شعب الخيامْ
وأَنت تنام وتُحصي الكواكبَ، فكِّرْ بغيركَ
ثَمَّةَ مَنْ لم يجد حيّزاً للمنام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با