الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللصوص والغنيمة في العراق

وسام صباح

2021 / 12 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


بعد أن خسرت الكتل الشيعية العراقية و فصائلها المسلحة التي تدين بالولاء الأعمى الى ولاية الفقيه الفارسي الملا خامنئي شعرت بخيبة أمل من فقدانها مناصبها و مواقعها في قيادة العراق والتحكم بمصيره السياسي و خسارة ثرواته التي يسرقوها، وعدم حصولهم على العدد الذي يطمحون له في مقاعد البرلمان حيث خذلهم شعب العراق الأبي في الأنتخابات و لفظهم بعد أن وعى الدرس جيدا، واكتوى من نار خيانتهم لوطنهم وعمالتهم لدولة اجنبية و تبعيتها لها . بعد تلك الخسارة النكراء ورفض الشعب لانتخابهم مجددا، جن جنونهم رصّوا صفوفهم بحملات دعائية ضخمة ضد الحكومة رئيس وزرائها مصطفى الكاظمي ومفوضية الانتخابات واتهموا المفوضية بتزوير نتائج الانتخابات لإسقاط تلك الكتل الولائية الغير مخلصة للعراق وشعبه، وقدموا الطعون الغير صحيحة و الاعتراضات إلى المفوضية والقضاء لكي يعيدوا العد والفرز لعلهم يخيفوا المفوضية واعضائها كي يمنحوا الكتل الخاسرة مقاعد اضافية يعوض بعضا من مقاعدها المفقودة . استجابت المفوضية المستقلة للانتخابات فأعادت العد والفرز يدويا ومقارنة النتائج بما سجلته الأجهزة الألكترونية ، فكانت النتائج متطابقة ولم يغير العد والفرز اليدوي من النتائج شيئا . لم يرضخ اولئك الذيول لهذه النتائج و لم يتحملوا خسارتهم التي تعني فقدان نفوذهم والمغانم والسلطة والوزارات التي كانت من حصصهم . فحشدوا جهودهم و أعادوا تكتلهم تحت مسمى إطار التنسيق . عقدوا عدة اجتماعات للتخطيط لرد فعل يناسب خسارتهم عندما تأكدوا ان الاعتراضات و اعادة العد والفرز لم يغير من خسارتهم . استدعو اتباعهم من افراد الحشد الشعبي الذي تنتمي فصائلها المسلحة والتي يدعون زورا و كذبا انها تحت أمرة القائد العام للقوات المسلحة . فنصبوا لهم خياما كثيرة أمام مداخل و بوابات المنطقة الخضراء المحصنة التي تضم المؤسسات الحكومية الرئيسية والسفارات الأجنبية . واعتصموا و تظاهروا هناك لعدة أسابيع منددين بالحكومة ورئيسها و بالمفوضية العليا للإنتخابات و بنتائج الانتخابات التي يعتبروها مزورة . وبعد انقضاء تلك الأسابيع وعدم حصولهم على أي مكسب يفيدهم أو يغير المعادلة لصالحهم، اجتمع زعماء الكتل والفصائل المسلحة بقيادة نوري المالكي و هادي العامري و قيس الخزعلي و قادة حزب الله العراقي و كتائب سيد الشهداء و بقية الشلة الولائية العميلة لإيران . و تدارسوا موضوع اقتحام المنطقة الخضراء واحتلالها لإسقاط الحكومة وطرد رئيس الوزراء أو اغتياله لخلق الفوضى التي تساعدهم في انزال قوات الحشد الشعبي والمسلحين من فصائلهم الولائية للسيطرة على بغداد . ذكر أحد القياديين من تيار الحكمة الذي كان يرافق عمار الحكيم في ذلك الإجتماع في ندوة تلفزيونية أن عمار الحكيم رفض الموافقة على مقترح اقتحام المنطقة الخضراء لما قد يسبب ذلك من رد فعل عنيف من قوات الحماية الحكومية وسفك الكثير من الدماء وسقوط قتلى وجرحى كثيرين من الطرفين رغم ان الطرفين المتقابلين هم من أبناء القوات المسلحة جيش وحشد شعبي بلباس مدني . لكن بعض الفصائل لم يرق لها ذلك ، فخططت مع بعضها أمر الاقتحام وأعلنت ان الجمعة 5 أيلول /سبتمبر هي الفرصة الأخيرة . و اوعزت لأتباعها بالمباشرة في اقتحام الخضراء ليلا . لكن عيون قوات حماية المنطقة الخضراء كانت ساهرة ويقظة ، ففشلت تحركهم، وأطلقت العيارات التحذيرية في الهواء لتحذيرهم من مغبة التقدم، فزادوا عنادا، فاضطرت قوات الجيش والحماية بطردهم وحرق خيامهم . أطلقت على بعضهم العيارات النارية للتخويف، فقتل فرد واحد من الحشد وكان معاون آمر فوج بالحشد الشعبي وجرح آخرون .
ولما باءت خطة الاقتحام بالفشل، انتقل المتآمرون إلى خطة بديلة لاغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لخلق الفوضى، فأرسلوا طائراتين مسيّرة مسلحة بالصواريخ لقصف منزل الكاظمي وقتله ليلا. والفصائل الولائية هي الجهة الوحيدة التي تملك هذا النوع من الطائرات التي زودتهم بها سيدتهم إيران . والتي كانوا يستخدمونها في قصف المعسكرات الأمريكية في مدينة بلد و قاعدة عين الأسد ومطار بغداد ومطار أربيل والسفارة الأمريكية في بغداد . و تمكنت احدى الطائرتين من قصف منزل الكاظمي دون ان تنجح باغتياله فنجا من تآمر المتآمرين و وخاب شرهم .
فشل المتآمرون و لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم الشريرة، و سينالون عقابهم العادل بعد اكتمال التحقيقات و تحديد من هو المخطط والمنفذ لهذه المؤامرة الفارسية الجبانة .
لم تعلن الحكومة عن نتائج التحقيق كالعادة و وضعت ملفاتها في الأدراج دون اعلان النتائج لأن الفاعلين هم شركاء في الحكومة والدولة وقادة الأحزاب ، والكشف عنهم سيحول البلد الى مستنقع من الدماء لأنهم مسلحون ويملكون فصائل مسلحة بأحدث الأسلحة و تدعمهم ايران . ولهذا اقتضت حكمة وجبن الكاظمي الى غلق الموضوع وعدم كشف الفاعلين رغم انه صرح انه يعرفهم حق المعرفة .
بعد ان قدم هادي العامري طلبا للمحكمة الاتحادية العليا لإلغاء نتائج الانتخابات ، و تم تأجيل إعلان قرارها مرتين، اعلنت اخيرا رد الطلب, وعدم الموافقة عليه و صادقت المحكمة على نتائج الانتخابات ، وبذلك أعلنت أمام الشعب خيبة وخزي عصابات العملاء و ذيول الولي الفقيه, وباءت كل محاولات هؤلاء الطعن بالمفوضية و الانتخابات و الإدعاء بالتزوير بالفشل والخذلان وسخام الوجه، رضخوا مرغمين لقرار المحكمة العليا .
الان يحاول العملاء والذيول الالتفاف على مقتدى الصدر الحائز على أكثر المقاعد كي يسحبوه الى تكتل يضمهم لتشكيل الكتلة الكبيرة والقفز فوق نتائج الإنتخابات لكسب المقاعد في البرلمان كي يفوزوا بحصة الأسد في المناصب العليا ويساهمون بتشكيل الحكومة واختيار رئيس وزراء من احزابهم لتعود حليمة الى عادتها القديمة في السرقة والنهب والاستيلاء على الوزارات والمناصب المهمة و التلاعب بثروات العراق . اما قادة الأحزاب السنية فقد ذهب كل واحد منهم يلحس حذاء سيده في الدول المجاورة لنيل الدعم والإسناد والتمويل المالي السخي وتقديم فروض الولاء والعمالة لأسيادهم كي يحوزوا على المناصب العليا المخصصة لهم في رئاسة البرلمان ، ويبيعوا العراق لأسيادهم .
حكومة يقررها ساسة ايران وتركيا والإمارات وقطر في العراق وينصبون زعمائها، مصيرها سلة النفايات وليس حكم دولة العراق .فهل سينتفض شعب العراق وشبابه بثورة جديدة لاقتلاع تلك النفايات ويرميها في المكب المناسب لها ؟
إن غدا لناظره قريب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئاسيات موريتانيا: ما هي حظوظ الرئيس في الفوز بولاية ثانية؟


.. ليبيا: خطوة إلى الوراء بعد اجتماع تونس الثلاثي المغاربي؟




.. تونس: ما دواعي قرار منع تغطية قضية أمن الدولة؟


.. بيرام الداه اعبيد: ترشّح الغزواني لرئاسيات موريتانيا -ترشّح




.. بعد هدوء استمر لأيام.. الحوثيون يعودون لاستهداف خطوط الملاحة