الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاول مرة في الحوار اتكلم عن كرة القدم

عذري مازغ

2022 / 1 / 1
عالم الرياضة


لأول مرة اكتب مقالا حول كرة القدم، وبالطبع مقال سياسي أكثر منه كروي، إنما يعني بأمور التدبير السياسي في الرياضة بشكل عام في المغرب.
عبد الصمد الزلزولي: أيقونة الكرة المغربية في المهجر، شاب طيب "حشومي" متأدب، خلق أزمة رائعة من خلالها نقيس الجامعة الكروية المغربية ونقيس تدبير المدرب الوطني خليلوزوفيتش الذي أصبح في المغرب اكثر وطنية من المغاربة، وطبعا في السياسة امور غريبة حين تتصف بالمال والعقد الشغلية وغيرها.
الشاب العشريني عبد الصمد كتب له أن يتقن المراوغة ايضا في السياسة، يتقن أيضا المراوغة السياسية (السياسة الكروية) برغم نضجه المتواضع على المستوى السياسي. في بروفايله بأحد الفضاءات الإفتراضية، نزع عبارة "لاعب برشلونة" وعبارة "لا عب المنتخب المغربي" وترك فقط راية المغرب. ومن خلال هذه المعطيات التالية يظهر كيف اختار نهج المراوغة السياسية:
ــ خليلوزوفيتش، لم يشرك اللاعب سابقا في أية مبارة مع المنتخب المغربي الأول ليناديه إلى مبارات الكامرون (مباراة كاس إفريقيا للأمم): أي انه ناداه من خلال أداء الشاب في خمس مباراة مع برشلونة كان فيها يرسم خط ترسيمه بالنادي وهي مباراة غير كافية للشاب لترسيمه كلاعب رسمي بالنادي واعتقد انه لم يلعب في هذه الخمس اي مبارة كاملة.
ــ تصادم كأس إفريقيا مع زمن احتاجه الشاب لتقوية تكونه وفرض مكانته (وعلى أي مسؤول حكومي في الرياضة أن يعي هذا جيدا، أي أن الشاب لم ينضج أصلا ليمثل المنتخب، ونفسيا لا يمكن أن يلعب مع المنتخب وهو يفكر في مكانته في ناديه ).
ــ استعمال لغة الصدام في تصريحات مدرب المنتخب الوطني العسكرية: "من تمت المناداة عليه ل "كان" ولم يلبي الدعوة لن يلعب مع المنتخب بعد ال"كان"، هذه الصرامة العسكرة لا تفيد في تدبير الشأن الكروي بالمغرب بل هي تحطم اللاعبين معنويا، واقصد اللاعبين المغتربين حيث هذا التصريح يضعهم في موقف كماشة الخيار بين القميص وبين خسارة أنديتهم .(اختر بين أمك وابيك)
لقجع رئيس الجامعة الكروية بالمغرب زاد الطين بلة بحيث سلم تدبير الكرة لمدرب المنتخب الذي هو أجير أجنبي لا اكثر وعقدته مرهونة بالنتائج في "كان" الإفريقي نفسه بشكل ليس من حقه أن يدلي بتلك التصريحات العسكرية في الوطنية، لقجع كان عليه أن يمارس نفس الضغوط التي تمارسها الجامعة الإسبانية على اللاعب لكن ليس بالصرامة العسكرية بل بإتاحة الأفق لأي لاعب ناشيء وضعه حظه في كماشة التهديدات من كل جانب، كان عليه ان يطمئن اللاعب حين علم بأن مصيره مع النادي مرهون بالمقابلات التي تتصادف مع مرحلة كان الإفريقي، حيث في مكالمة هاتفية بحسب لقجع نفسه، اخبره اللاعب بانه سيلتحق بالمنتخب المغربي في مارس القادم (يعني لازال متشبث بابيه او امه حسب تقييم كل شخص) وحيث رد عليه لقجع: " لن أضمن لك ذلك.." بمعنى خيره بأن يكون مغربيا أو إسبانيا ونسي أن الدستور المغربي لا ينزع الجنسية للمغاربة حتى وإن تجنسوا بدول أخرى (هذا ما يفصحون عنه حين يتكلمون عن الإسرائيليين المغاربة ويبررون به ثقافة التطبيع (مليون يهودي مغربي بإسرائيل)). يجب ان تكون لنا سياسة ان لا نخسر أي مغربي وليس أن نرميه بالمزايدة في الوطنية، واعتقد هذه كانت سياسة المخزن حتى قبل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ــ وضع الراية المغربية عوض تلك العبارت السالفة الذكر للاعب في بروفايله هو رسالة بسيطة تستوعب إشكالية سياسية: "انا مغربي رغما عن انفكم، ليست كرة القدم هي من ستجعلني مغربي". هذه هي رسالة الشاب العشريني للقائمين على تدبير الشأن السياسي في الرياضة: انتماؤه الرياضي لا يتنافى مع وطنيته:
" إن لم تتتفهموا وضعي مع النادي فأنا لن اراهن على مباريات كأس إفريقيا التي هي رهان لمدربكم خليلوزوفيتش: إذا حقق نتائج جيدة ستبقون على عقده وإن لم يحققها ستزيحونه، ضعوني محله في رهان برشلونة.."
لو كان الزلزولي ناضجا سياسيا، لصمت بالمرة دون ان يلعب معهم بذلك التحدي، كونه مغربي، كل الوقت في صالحه دون ان يشهر ورقة الإنتماء إلى المنتخب الإسباني، بل سيترك الأمر للوقت ودون تسرع لأن الوقت وحده هو من يقتل التصريحات العنترية.
المزايدة في الوطنية لا تحدد بالخرجات العنترية بل بتقدير الظروف والمرونة في التعامل..
تصوروا كيف وضعت تصريحات خليلوزوفيتش كأنها قياس للموطنية، وظف الجانب العاطفي للمغاربة في وطنيتهم بين نجاحه في "كان" الكاميروني والمغاربة المغتربين الرياضيين : نافسهم ف وطنيتهم والحال انه اجير لدى الدولة المغربية، وعقدته في العمل مرهونة بنتائجه ولقجع رئيس الكرة المغربية زايد به في الوطنية من خلال تصريحات المدرب للنخبة الوطنية.
عبد الصمد الزلزولي مراوغ جيد تنقصه لمسة مارادونا، مراوغاته تعتمد الزوايا المارادونية مع فرق ان الزلزولي يتمتع بسرعة فائقة واندفاع قوي، لكنه لا يقيس قذفاته كما يقيسها مارادونا خصوصا حين يكون امام المرمى: يقذف عشوائيا بينما ارادونا كان يزن قذفاته
ختاما إذا كانت إسبانيا تضغط ليلعب الشاب في منتخبها كان على المسؤولين المغاربة أن يضغطوا أيضا بنفس الأساليب المرنة وليس بسياسة "كن معي او انت ضدي.." ليس هناك إغراءات مالية من الجانب الإسباني اما الجنسية الإسبانية التي منحت له فهو طلبها في سياق القوانين الجاري بها العمل وليس لأجل كرة القدم، طلبها قبل ان يكون نجما (وإن فهم تسريعها على أساس كرة القدم): الزلزولي قدم طلب الجنسية قبل بزوغه كلاعب موهوب وفقا لسنوات إقامته بإسبانيا وليس لكونه لاعب، وهذا امر ستركب عليه جمعيات الهجرة إذ ان قوانين الهجرة تمنح وفق سياسة أخرى وليس وفق النجومية في كرة القدم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في 70 ثانية رياضة.. فريق ليفربول الإنكليزي يودع ربع نهائي ال


.. حالة غش في ماراثون بكين تلتقطها الكاميرات




.. تحدي الأبطال | حماس لا ينتهي مع بكي ووليد في Fall Guys و Hel


.. دوري أبطال أوروبا.. أربعة متأهلين من بينهم ريال مدريد وباريس




.. نجم ريال مدريد يحتفل بعد الإطاحة بالسيتى مرددا: الله أكبر