الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من متاهة الأزمات إلى المخرج

المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)

2022 / 1 / 2
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


بشكل تتابعي ينتقل هذا النص من توصيف طبيعة الأزمات وتداخلها إلى توصيف الحلول والقوى التي بإمكانها أن تصنع بدايات الحلول.

1- جزء من شكل الأزمة:
1- ضعف معيشة غالبية الكادحين،
2- التفاوت بين مجتمعات المدن والأرياف في حقوق وخدمات المعيشة،
3- تركز الفقر في النساء،
4- الترابط بين حالة الإستعمار الداخلي وحالة التبعية للتمويل الخارجي وتوليدهما مزيداً من البؤس والتبعية،
5- تفاقم الأزمات وإنعطاب التغييرات كون إجراءات الحكم تأخذ شكلاً ليبراليا يحافظ على حرية المضاربات التجارية ويترك جذور الأزمات الكامنة فيها ومن ثم تتوالد نزاعات منظومة حزبية ونقابية وإقليمية وعسكرية وأخرى أهلية تلقائية وميل الحالتين إما إلى تسويات سطحية أو إلى العنف،
6- ضعف تماسك المجتمعات والدولة وضعف الدولة وفي العالم.


2- جزء من أسباب الأزمة:
جزء من الأسباب تمازج حالة تشبه الإستعمار الداخلي وحالة إدمان تسول الديون الخارجية وهي مرتبطة بحالة الإستعمار الحديث وسياسات ونشاطات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي،

الجزء الآخر من الأسباب مواشج للثقافة العنصرية والأنانية وما يرتبط بها التحكم التجاري وحكومي في توزيع الموارد والخدمات الضرورية للمعيشة بحيث صارغالبية الكادحين مجردين من كرامة سد حاجاتهم.


3- معالم التفكير الذي بلور الأزمة:
1- النخبوية الطبقية والإقليمية والجندرية لمخططي ومنفذي السياسات العليا، وإنفصال معيشتهم الكبير عن معيشة الكادحين،
2- تغييب النظرة التأريخية الإجتماعية الثقافية عند تقييم أي نشاط إقتصاد سياسي وتغييب النظرة التاريخية الإقتصادية السياسية عند تقييم أي وضع إجتماعي وثقافي،
3- تفكيك القضايا وتصورها منفصلة معزولة عن بعضها ومن ثم التجزئة السلبية لعلاجها، وتحبيذ التلتيق ومضادة النظرة الشمولية والقراءة والترتيبات الإستراتيجية،
4- الإرتباط الشديد بالغرور المهني وثقافة الأنانية التجارية، والشعور بالرهبة والوجل من التغيير الجذري


4- من أسباب إستمرار الأزمة في مختلف العهود:
ضعف الزعماء والحلول إزاء بعض النخب الداخلية (= نخب الأحزاب والحكم، ونخب القوات المسلحة، ونخب الطوائف والعشائر، ونخب السوق) وضعفهما إزاء الخارج وإدمان التبعية للتمويل الغربي.

الضعفان الداخلي والخارجي مرتبطان بعجز النخب عن أخذ الخيار الشعبي والإكتفاء منه بقدر قليل تحيطه بآمال ووعود بإكماله مستقبلاً، ومن ثم بدلاً من حسم الأمور مباشر ة بالتغيير يتم هدر التغيير في نقاشات متأخرة تشبه المذاكرة بعد الإمتحان حول:
1- طبيعة الدولة هل هي دولة حارسة لتماسيح السوق أو دولة تنمية؟
2- النظام الإداري ونوع مركزيته أو لا مركزيته؟ وفي أي من شؤون المجتمع والدولة؟
3- متاهة نوع الحكم رئاسي أو برلماني، ونوع الإنتخابات والتمثيل في البرلمان؟
4- متاهة النظام الثقافي للمجتمع؟ تداخل وتمايز أمور الدولة وأمور الدين؟ وكيف ولماذا تصنف نفسها في صراعات العالم؟
5- موضوع العلاقات الخارجية لانحياز أو عدم انحياز الدولة وفي أي مجال من مجالات؟ وحساباته القصيرة والبعيدة؟
6- تناقضات المحسوبية والأمانة وشراء الفعالية والإستقرار عند توزيع بعض المناصب والرخص والإمازات ؟


5- طبيعة التغيير الثوري اللازم لحل الأزمات:
بحكم تداخل الأزمات العامة بأزمة المعيشة ومظالم توزيع الموارد فإن التغيير الثوري يضاد أوضاع الفوضى والإحتكارات التجارية بإجراءات تنظيم وترتيب وطنية ديموقراطية تقوي النشاط الشعبي في مجالات الإنتاج والمعيشة والادارة، وهي:
1- تفكيك سيطرة الفوضى التجارية على الإقتصاد والدولة والمجتمع وتبديلها بسيطرة المجتمع على الدولة وسيطرة الدولة على الأنشطة التجارية والمالية الرئيسة (الإستوراد والتصدير والبنوك والمشروعات الكبرى)
2- بناء تنظيمات الحكم الشعبي في كل منطقة ومشروعات إقتصادية لارأسمالية الملكية ولارأسمالية الهدف، بل تعاونية، وحكومية وشراكات، وتطوير تنظيمات مدنية وأهلية لتملك الأراضي والقطعان والمناجم.


6- بداية الخروج من الأزمة:
الإنهاء السريع لضعف إمكانات النقل والمواني وتفكيك سيطرة الفوضى التجارية على عمليات الإستوراد والتصدير والبنوك والتجارة الداخلية وعلى الخدمات.


7- بعض معالم التفكير اللازم للخروج من الأزمة:
1- ان يتبلور وسط الهيئات العمومية لفئات الكادحين،
2- أن يراعي الجوانب التاريخية الإجتماعية لكل نشاط إقتصادي، والجوانب الإقتصادية الإجتماعية في كل نشاط إجتماعي،
3- الارتباط بالقراءة العلمية المتكاملة لطبيعة القضايا والحلول العمومية،
4- الثقة في أسلوب التغيير الجذري الشمولي أو الكلي ضد أسلوب تجزئة الحلول.


8- تنمية الأنشطة الثورية:
1- الوعي بمصلحة الفئات الكادحة وضرورة التغيير لتحسين أوضاعها المعيشية:
قدرة فئات الكادحين (الرعاة والزراع والحرفيين والعمال والمهنيين) المعروفة جزافاً بإسم "البروليتاريا" على بناء دولة جديدة مختلفة عن دولة النخب بتكوينها وحركة أنشطتها، بحكم إن الفئات الكادحة قوة الإنتاج الأساس في المجتمع، ولأنها صاحبة المصلحة الأكبر في إزالة تشوهات التنظيم النخبوي القديم المواشج للفوضى التجارية بحكم إرتباط التحسن في معيشتها بتحقيق التنمية المتوازنة داخل المجتمع ومع بيئته بتعزيز الديمقراطية الشعبية والسيادة الوطنية.

2- تعزيز أسلوب الإرتقاء من المحدود إلى السياسي:
زيادة أعمال التوعية والتنظيم والصدام وتنميتها عدداً ونوعاً بداية من المعيشي والمحلي الأولى البسيط وإلى مستويات أكبر إقليمية ووطنية تحقق بها الفئات الثائرة التغيير الجذري لأوضاع معيشتها المباشرة وبهذه التغييرات تتحدد سمات تنظيم الدولة وطبيعة عمل هيئاتها وليس العكس.

3- التثوير الثقافي والعملي والصدامي والسياسي:
(أ) إزكاء ثقافة حساب الفرق المالي بين دخل وصرف الفئة الكادحة ودخل وصرف الفئات الحكومية والتجارية،
(ب) بناء تنظيمات صغيرة ثم تشبيكها، أو بناء تنظيم كبير ثم تفريده، الغالبية فيهما من بؤساء ومتوسطي معيشة الكادحين،
(ج) تنمية الصدامات من صغيرة إلى قطاعية وصولاً إلى انتفاضات جمعية ضد السلطات الكبيرة.

4- محاربة الأساليب السياسية القديمة:
(أ) مقاومة الأسلوب المعزز لإنفراد وتكون نخب والمهمش لدور قوى العمل والشباب في قيادة وتنظيم أمور السياسة،
(ب) رفض أسلوب التلتيق والتحالفات المؤقتة ومتوالياتهم من صراعات وإنقلابات مدنية وعسكرية،
(ج) إقصاء التصورات التي تجدد ربط الدولة بإنتاج التفاوت السلبي وبالتمويل الغربي المسموم.



9- بداية التغيير
تكوين هيئات الرئاسة والتشريع:
تشمل البداية المناسبة لعملية التغيير الجذري أموراً كثيرة، أهمها في مجال تنظيم الحكم هي:
(أ) تصعيد ممثلين من كل فئة من فئات قوى العمل (رعاة، زراع، حرفيين، عمال، مهنيين) ليشكلوا مجلساً لرئاسة الدولة.

(ب) تكوين مجلس تشريعي مؤقت من ممثلي قوى العمل (رعاة، زراع، حرفيين، عمال، مهنيين) وممثلي مجتمعات العمل العام وممثلي الأقاليم وممثلي كتل الأحزاب.

(ج) التصعيد للمناصب العليا بترشيح أو إنتخاب كل شخصية من مجال عملها عبر أسس وطنية وثورية وعملية: (مجتمع الأكاديميين، مجتمع المعلمين، مجتمع العسكريين، مجتمع التجارة، مجتمع التعاونيين، مجتمع الإعلاميين، المجتمع الحقوقي، مجتمع الديبلوماسيين، المجتمع العدلي، المجتمع المدني، ..الخ)

(د) ترعى هذه الهيئات عملية عقد المؤتمر الدستوري لفئات المجتمع بأغلبية لقوى العمل ومجتمعات العمل العام ومن ثم يقوم المؤتمر بأختيار ملامح الأمور الرئيسة في الدولة: نظام المعيشة والإقتصاد وشكل الحكم والإدارة وأليات ترسيخ التعايش والتعاون ومعالم التنمية الثقافية. ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734410


10- فتح الأبواب للتغيير:
يقتضي كسر آليات التحكم القديم رفض أسس وأشكال التوجيه المركزي الفوقي المعتمد على تداخل النخب مع الفوضى التجارية مع إدمان الدولة والحكومات للتسول الدولي وهو رفض أساسه وهدفه تحسين المعيشة بتغيير هيكل عمل وأولويات الحكم والدولة ونقلها من الحالة النخبوية إلى حالة ديموقراطية شعبية تفتح المجال لتنمية متوازنة قاعدية التأسيس والتوجيه مقاومة لكل أشكال الظلم والتسلط وهو هدف كبير يتطلب تلازم رفض الهيئات والشخصيات ورفض الأفكار والإجراءات المعبرة عنها في مختلف المجالات.

تكوين لجان تنسيق ثورية تنتهي لتكوين مجلس لتنسيق عمليات الثورة غالبيته من فئات العاملين وأقليته من فئات سكن وتقود عملية تشكيل وتنظيم المجلس الوطني لهذه اللجان مجموعة أفراد من الفئات الكادحة (رعاة، زراع، حرفيين، عمال، مهنيين + 4 لجان مقاومة) بحيث تكون كلمة مجموعة القيادة هذه هي الكلمة الموجهة والكلمة الفصل في أمور العلاقة بين الثوار وأي قوى داخلية أو خارجية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا استدعت الشرطة الفرنسية رئيسة الكتلة النيابية لحزب -فرن


.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح




.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل


.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا




.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا