الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة العائلة المقدسة… وجائزة فخرُ العرب

فاطمة ناعوت

2022 / 1 / 2
المجتمع المدني


وضع الفيلسوفُ الإيطالي "أنطونيو جرامشي" تعريفًا مطوّلا يشرحُ طبيعةَ تكوين "المثقف العضوي" في مجتمع ما؛ يتلخّصُ في أنه الشخص الفعّال الذي يمتلكُ حسًّا فنيًّا وذائقة جمالية ورؤية تاريخية مستقبلية ويمارس نوعًا من النشاط الثقافي يوظّف فيه كلَّ ما سبق من ملكات، من أجل رسم تصورٍ جديد أجملَ لمجتمعه وللعالم. المثقفُ العضوي يجعل من نفسه "عضوًا" فعالا في "جسد" المجتمع، غير منفصل عن همومه وأحلامه، بل ضالعٌ في بنائه وتطويره بكل ما يملك من قدرات فكرية ومادية. وفي كل مجتمع رموزٌ من المثقفين الذين يرسمون عالمًا مثاليًّا بأقلامهم ومحاضراتهم وكتبهم ينشرون من خلالها أفكارهم الحضارية التي تبني المجتمع. ولكن حين يكون ذلك المثقف رجل أعمال بارز يُسخّر أمواله لتحقيق أحلام حضارية لوطنه، فذلك أمرٌ طيب يستحق الإشادة. لهذا كانت سعادتنا بحصول رجل الأعمال المصري "منير غبور"، رئيس "جمعية إحياء التراث الوطني- نِهرا"، على جائزة "فخر العرب الدولية"، تلك الجائزة التي تنطلق من مدينة "دبي" الإماراتية، وتهدف إلى تكريم شخصيات عربية أحدثت تأثيرًا في عالم الاقتصاد والتنمية الشاملة والمسؤولية الاجتماعية. فاز بتلك الجائزة الرفيعة من قبل مصريان، هما: د. "محمد الأتربي" رئيس "بنك مصر" تقديرًا لدوره البارز في مجال القيادات المصرفية لعام 2020، والجميلة د. “هالة السعيد" وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، في مجال "التميز الحكومي" كأفضل وزيرة عربية في مجالها.
وكان اختيار المصري "منير غبور" لنيل جائزة "فخر العرب الدولية" بسبب ريادته في تبني فكرة "إحياء وتطوير مسار العائلة المقدسة في أرض مصر" لتغدو مزارًا سياحيًّا وأثريًّا مصريًّا عالميًّا يستقطبُ ملايين السياح كلَّ عام ويُدرُّ على مصر مليارات الدولارات سنويًّا. تبنّت تلك الفكرة "جمعية نهرا لإحياء التراث الوطني" منذ عام 1999 بقيادة الخبير السياحى "منير غبور" الذي كرّس من أجل إتمام ذلك المشروع الوطني الحضاري كل ما يملك من إمكانات مادية وبشرية وخبرة أصيلة تمتد لعقود في مجال السياحة والتطوير العقاري والبيئي. انطلاقًا من شغفه بتاريخ مصر الحضاري وإحياء التراث الإسلامي والقبطي في وطنه، قام بإنشاء جمعية لإحياء التراث المصري مُشهرة عام 1999 تحت إشراف وزارة التضامن الاجتماعي، أطلق عليها اسم: "نِهرا Nehra"، ويشارك فى عضويتها عددٌ من رجال الأعمال والشخصيات العامة يودّون القيام بدور وطني فى مساندة جهود الدولة في الحفاظ على الآثار التاريخية للمواقع الإسلامية والقبطية المصرية. من بين البرامج التي اضطلعت بها جمعية "نهرا" تطوير 24 موقعًا أثريًّا، من أصل 56 نقطة مرت عليها العائلة المقدسة عند قدومها لمصر. ويقترح "غبور" إنشاء شركة مساهمة مصرية برأس مال 250 مليون دولار تشارك فيها البنوك وشركات التأمين وشركات السياحة والأفراد، للاستثمار فى هذا العمل السياحى الضخم من أجل استكمال الإنشاءات المطلوبة للمشروع، دعمًا لجهود الرئيس "عبدالفتاح السيسي" ووزارة السياحة والآثار في "الجمهورية الجديدة" بقيادة الوزير المثقف د. "خالد العناني" في تشجيع السياحة الدينية والأثرية في مصر، متوقعًا استفادة ما لا يقل عن عشرة ملايين مصرى من وراء هذه الخطة التنموية. ومن واقع خبرته السياحية توقع "غبور" أن مشروع "إحياء مسار العائلة المقدسة السياحي" سيعود بالنفع على اقتصاد الدولة من خلال جذب نحو 15 مليون سائح سنويًّا، يدّرون ما لا يقل عن 15 مليار دولار كل عام، فضلا عن فتح مجالات العمل لآلاف من الشباب المصري فى جميع المجالات السياحية. وسعيًا منه لتبني ذلك المشروع القومي الذي تتميز به مصر دون سائر بلاد العالم، قام بتطوير عدة مواقع من المسار منها: "بئر وشجرة مريم" بالمطرية، و"البئر المقدسة" بمسطرد، وعمل تليفريك يتجول بالسياح فوق جزيرة "جبل الطير" بقلب النيل في المنيا، و"دير القديسة دميانة" بالدقهلية، وغيرها.
ومن أجل التعريف الإعلامي والعالمي بالأهمية الحضارية لرحلة العائلة المقدسة لأرض مصر، أقامت جمعية "نهرا" قبل عامين احتفالية أوبرالية كبرى، أفخرُ أنا كاتبة السطور بأنني قمتُ بتقديمها على خشبة مسرح قاعة "المنارة"، تحت رعاية الرئيس "عبد الفتاح السيسي" حضرها عددٌ من الوزراء ورجال الدولة والمثقفين والأدباء والفنانين والإعلاميين، عُرضت خلالها "أوبرا مصر الطريق" عن مسار رحلة العائلة المقدسة.   
وفي الأخير نقدم الشكر لأكاديمية "جوائز التميز"، وصاحب السمو الشيخ "محمد بن راشد آل مكتوم" حاكم إمارة دبي نائب رئيس دولة الإمارات العربية، على تكريم رموز مصرية مشرقة تساهم في النهوض بالإنسانية والتنمية المجتمعية في أوطانهم. والشكر موصول لكل مصري يدعم "الجمهورية الجديدة" من أجل النهوض بمستقبل مصر والحفاظ على تراثها الأثري الحضاري العظيم.
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المصريين مش عرب
سامح عبدالله ( 2022 / 1 / 2 - 11:56 )
اي فخر لازم ينسب بس للمصريين، ولمصر المصرية.


2 - اتفق معك
على سالم ( 2022 / 1 / 3 - 06:27 )
الان مصر لديها فرصه ذهبيه اذا استغلت مشروع سياحى ضخم مثل مسار العائله المقدسه , هذا المشروع سوف يجلب ملايين السياح الاجانب سنويا الذين سوف يكونوا السبب فى عائد مالى ضخم على مصر , هذا اكيد مشروع ناجح , لكن الخوف دائما من الشيوخ الارهابيين ضيقى العقول

اخر الافلام

.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة


.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل




.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟