الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المضيف جماليات الفن السومري وبوابة الكرم العراقي

صلاح جبار ابوسهير

2022 / 1 / 2
الادب والفن


للجنوب العراقي صفة مميزة تختلف عن سائر الأماكن العراقية الأخرى, ألا وهي وجود (المضيف) المشيد من القصب، و(المضيف مركز مهم من مراكز الحياة القبلية) ولهذا المبنى خصوصية لم يدركها إلا من عاش في الأهوار والقرى المحاذية لها ، وسمي بالمضيف؛ لأنه يعد دارَ ضيافةٍ, والدور الذي يلعبه المضيف في الحياة الاجتماعية والسياسية للعشيرة بالغ الأهمية( )، وينظر أهل الأهوارإلى تقاليد المضيف وآدابه نظرة تقديس واحترام ،والمضيف مكان تلتقي فيه الطبقات الاجتماعية وتتصل ببعضها طبقا لنظام وعرف دقيقين، ويبعد عن البيت مسافة غير بعيدة ، وتقام فيه مراسيم الأفراح والأحزان، وكذلك مجالس عزاء الإمام الحسين عليه السلام, ويكون كبيرا جدا, ولهذا المكان أو المبنى سمة خاصة من التكريم, وغالبا ما يحلفون (يُقسِمون) به إذ يقولون (وحقِّ هذا المضيف وبخته), ويجلس أبناء العشيرة والضيوف كل مساء وصباح لتداول أمور حياتهم، وأحيانا يقصون القصص والحكايات ، وتطول (السالفة ) إلى ثلاث ساعات والجميع يستمعون إلى الأحداث وأحدهم يقصّ الحادثة سواء أكانت تاريخية أم معاصرة، وبين مدة وأخرى يسقي أحدهم الجميع بالقهوة أو الشاي ، وتطول هذه الاجتماعات إلى ساعات متأخرة من الليل ثم يذهبون مبكرا لكي يواصلوا حياتهم. والمضيف يعد رمز الأهوار الشامخ ، ويوضع أحيانا في مقدمته قناديل أو فوانيس كدليل للقاصد أو التائه، والذي يأتيه ويدخل فيه له حالة الأمان، حتى وإن كان قاتلاً دخيلاً, ولن يسأل صاحب المضيف ضيفه إلا بعد ثلاثة أيام ، إنها أخلاق سكان الأهوار توارثوها عن آبائهم وأجدادهم وهذه خصوصية أخرى بارزة في المجتمع العراقي.


تشييد وبناء المضايف:
كان انتشار المضايف في الأربعينيات والخمسينيات والستينيات وحتى السبعينيات من هذا القرن كثيرة جدا، وفي قلب الأهوار في قضاء الجبايش عام 1953 كان حوالي 600 مضيفا مشيدا من القصب ومنتشراً في قرى هذا القضاء( ).
والمضيف هو عبارة عن مبنى أو بيت قصبي بالغ السعة بشداد من أعمدة ضخمة من قصب قوي (شِباب) وحصر قصبية كبيرة (بواري) ومن جدارين جانبيين يقامان من القصب والحصر أيضا, وتتلخص عملية البناء بما يأتي :
تقام حوامل من قصب لتضع فوقها شباب وتدعى (الطرزل) ثم يفرش القصب على الطرزل بطول وعرض (الشبة) المطلوب، ثم يحزم حزاما بأربطة مصنوعة من قصب مفشّق ملوي يدعى (بنود) وتضع الشبة بحيث تكون سميكة في قاعدتها ورفيعة في طرفها العلوي ، ويجهز العدد المطلوب من( الشباب ) بحسب حجم المضيف وسعته، ويبدأ البناء الحقيقي للمضيف في يوم يسمى يوم (التشجيخ) الذي يكون يوم احد ، فتحفر في ذلك اليوم (الشباب) في صفيين متقابليين وعلى خطين متوازيين ومتساويين، يمثل طول كل منها طول المضيف, وتضع قاعدتها السميكة في الحفرة، وتملأ الحفرة بالتراب, ثم تسند الشبة من الخلف بأعمدة خشبية قوية وتدك الحفر بعد ذلك دكا قويا متقنا بأعمدة من خشب أيضا لضمان تماسك الأرض وعدم ميل (الشبة) ، وتغرز الشبة في حفرتها بوضع مائل إلى الوراء بحيث تشكل (الشباب) مع أرض المضيف زوايا منفرجة درجة كل واحدة منها حوالي 125درجة ، وعندما يكون المضيف كبيرا وأعمدته ضخمة يقتضي رفع (الشبة) الواحدة وغرزها في حفرتها من قبل عدد كبير من الرجال يتراوح بين60-80 رجلا ، واستخدام حبال قوية وبكرات ضخمة، ثم تجهز(الهطر) ، وهي أعمدة طويلة من القصب ، طول كل واحدة منها بطول المضيف ، ولكنها رفيعة السمك ، تربط قواطع أفقية على الهيكل الرئيس المكون من الأقواس الناجمة من حني( الشًباب)وربط رؤوسها، ثم يحل ما يسمى بيوم (البنيان) وهو اليوم الأساسي في بناء المضيف الذي يحشد فيه أكبر عدد من (العوانه), وتُحنّى في هذا اليوم (الشًباب) وتربط رؤوسها بعد فك (البنود) العليا لكل (شبتين) متقابلتين وإعادة شدهما معا بحيث يتساوى سمكها فيكونا قوسا واحدا متسع الانحناء والسمك، ويتم ذلك بشد حبال قوية برؤوس (الشًباب) وسحبها إلى الأسفل من لدن عدد من الرجال ، ويلاحظ فيه (الحنيان) أن تكون قمم الأقواس على ارتفاع واحد ، ودرجة انحنائها واحدة، ثم تلبس (الشباب) كلها بقصب يختار بعناية بحيث يكون جميل المنظر وذا سمك واحد ومقشر، فتلف كل (شبة) بعد أن تفك بنودها القديمة بطبقة من هذا القصب وتحزم بـ (بنود) أخرى جديدة منتقاة ، ويقام بكل هذه العمليات بكثير من العناية ومزيد من الصبر، ثم تشد الهطر فيربط سمكها ويدعى (الأبو) في منتصف تقويس الحنيات من الأعلى متقاطعا مع كفة (الشباب) ويمد إلى جانبيه اثنان آخران أقل منه سمكا ، يسميان (الخلفات ) ثم تشد الهطر الباقية التي يجب أن تكون كلها متساوية في سمكها ، بحيث يغطي الهيكل كله بشكل خطوط مستقيمة متوازية متساوية البعد فيما بينها وتاركة مسافة لا تزيد عن ثلاثة أقدام من الأرض على جانبي الهيكل، ثم يوضع الجداران اللذان يسدان فتحتي المضيف الجانبيتين ويسمان بـ (الكواسر) ، فيغرز في كل جهة نصف جذع نخلة قوية ويضع حول كل نصف (شًبة) كبيرة من القصب بحيث يصبح نصف جذع النخلة مقابلا لـ(الشبة) ويكون البعد بين الشبة والأخرى متساويا, وتقسمان معا الحائط الجانبي على ثلاثة أقسام متساوية، ثم يقام على (الشبتين ) حائط من (المشبج) و(بواري) له باب وفتحتان جانبيتان كشباكين ، وتجعل الباب الرئيسة للمضيف في (الكواسر)المواجهة للغرب (القبلة) حيث تقع الكعبة ومكة - تيمنا وطبقا للتقاليد، وآخر عملية في البناء في إكساء هيكل المضيف كله بـ (البواري), فتبقى أولا البواري الجديدة الكبيرة التي تحاك خصيصا لهذا الغرض، فوق الهيكل بوجهها إلى الجهة السفلى وتلقى فوقها طبقة ثانية من (بواري) قديمة ثم تفرش فوق هذه طبقة ثانية من (بواري)جديدة كبيرة ثم تثبت البواري كلها بـ(هطر)خارجية ، وتسد المسافة بين الأرض والبواري التي تغطي الهيكل حتى آخر الـ(هطر) الجانبية، (المشبج) يمتد على طول المضيف لغرض إدخال الهواء في أيام الصيف الحارة ويختلف حجم المضيف في منطقة الأهوار من 24- 98 قدما طولا و10- 19قدما عرضا ، ويتراوح عدد( الشباب)من 7 إلى 17(شَبة) ويجب أن يكون عددها طبقا للتقاليد فرديا( )، ولضخامة حجم المضيف فإنها تلوح للقادم من بعيد بهياكلها الضخمة وألوانها الصفراء الذهبية والتي تبدو كأنها طراز آخر لتراث هذه البلاد وحضارتها التي تمتد إلى سبعة آلاف عام.
تقاليد وعادات المضائف:
للمضيف خصائص مختلفة وإبداعية أصيلة، منها عَدَّهُ محكمة مصغرة تحل بين جدرانه المشاكل والقضايا العشائرية ، وليس حل المشكلة يكون أحيانا مطابقا للفقه والشريعة الإسلامية ولكنه يكون بمثابة (الإصلاح) بين الطرفين أو مايسمى (المراضاة) بحيث يخرج الخصوم من المبنى راضين بما هو حل (للمشكلة) وفي العقد التسعيني الأخير أدخل السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر هذه المشاكل والمسائل العشائرية في إطار الفقه الإسلامي وأصدر كتابا أسماه (فقه العشائر)0
والمضيف ليس لديه باب يغلق, وإنما بابه مفتوح ، وهذا الشيء إنما يدل على الكرم, وهكذا بيت الشّعر البدوي فإنه مفتوح الأبواب، وللمضيف مهابة، والزائر لهذا المكان يحس ويقف على حقيقة وأصالة الإنسان الرافديني التي تمتد جذورها إلى الأصالة العربية وحضارة سومر ، والجلوس فيه يجب أن يكون بصورة مؤدبة ولا يتفوه الإنسان فيه بالكلام البذيء أو الكذب؛ لأنه يؤاخذ عليه ، كما يسمع فيه الشعر العامي الدارج بأنواعه والشعر العربي القريض والقصيدة النثرية :
هلي يهل الحمية البيه يجري الغيض
ما يعتك جرح والغيض بشداده
يهل جلمة هله أبكل جاي
لا تعبت مضايفهم ولاضكهم العوز
و بطلت العادة


ويلعب المضيف دورا مهما للغاية في حياة المجتمع كمركز اجتماعي وقاعة للاجتماعات السياسية ومحكمة عدل، فيجتمع أفراد العشيرة في المضيف لتمضية أوقات فراغهم في شرب القهوة وتبادل الأخبار وفي العيدين (عيد الفطر وعيد الأضحى) يجهز المضيف بكميات كافية من (القهوة واالشربت والسجائر) ليحتفى بكل القادمين والزوار من جميع الأماكن والمناطق, ((وللمضايف دور مهم آخر في المجتمع فهي أماكن أو قاعات للاجتماعات السياسية تدرس وتحسم فيها الشؤون السياسية كافة للحَمُولة/العشيرة, كالضرائب وشؤون الأراضي والأمور المتعلقة بالحكومة))( )، وتوضع في المضيف جميع الخطط وترسم الخطوط الأساسية للحمولة كوحدة سياسية من ناحية علاقتها بغيرها من الحمايل أو بالحكومة ، وكان المجلس الحربي المسمى (العمرة) يعقد سابقا في المضيف ، ويكون المضيف بمنزلة القلعة للعشيرة أو الحمولة, ويسمى أحيانا بـ (البخت) وفي منطقة الأهوار يكنون له التقديس والإجلال، ((فعلى الرجال الذين يرتادونه أن يأتوا بكامل ملابسهم خاصة العباءة "البشت" و"العِقال"))( ) ويجب عليهم ألا يتكلموا فيه ما لم يخاطبوا, أو يؤذن لهم بذلك، خاصة إذا كانوا من مركز غير رفيع في المجتمع, ويجب على الجالسين في المضيف أن يتجنبوا النكات والضحك الذي لا موجب له ، وعليهم في حالة الغضب أن يتكلموا بوضوح وهدوء تامين، ((وآداب المضايف مقياس واضح للمركز الاجتماعي للرجال المجتمعين فيها))( )، فكل رجل يحضر المضيف يجب أن يجلس في المكان المناسب لمنزلته الاجتماعية ، فذوو المنزلة الرفيعة مثل السادة والشيوخ و(الأجاويد) يجلسون في مكان الصدارة من المضيف الذي يميز عادة بفراش من سجاد ووسائد ويضبط المركز الاجتماعي للفرد بمكان بُعده عن الصدارة الذي يكون شتاء في منتصف المضيف أمام الموقد الذي فيه القهوة وصيفا قريباً من أحد الحائطين الجانبين( الكواسر), ويستطيع صاحب المضيف أن يظهر احترامه لزائرٍ محترمٍ أو لغريبٍ ذي منزلة خاصة, بأن يقوده شخصيا إلى المكان اللائق به في المضيف, وأن يقدم له السجائر بيده أو أن يأمر ساقي القهوة أن يجهز الشاي ليقدم له بالإضافة إلى القهوة المعتادة0
وحين يدخل الشخص للمضيف يبدأ بالتحية (سلام عليكم )فيرد عليه الجميع (وعليكم السلام) مع بعض عبارات الترحيب (مساكم الله بالخير) فيرد القادم (مساكم الله بالخير) وأحيانا يقول للرد على الجميع (مساكم الله بالخير جميعا) وهذه التحية إذا كانت في المساء, إما في الصباح فيقال (صبحكم الله بالخير)0
ولسكان الأهوار صفة أخرى، هي حين يدعون إلى المضيف ، ليس ببطاقات الدعوة أو الهاتف كما هو الأمر حاليا في المدن المتحضرة ، وإنما عن طريق دقّ القهوة في الهاون التي تحدث رنات تنبيهيه إلى الجيران فيفهمون بأن مضيف فلان فيه قهوة وهناك ليس المقصود بالقهوة بأنها فقط شرب فنجان فحسب ،وإنما ربما هناك قضية يراد حلها ،أو حادثة أو مبايعة لعالم دين ، فالمضايف حسب لغة العراقيين مدارس يتعلم فيها الإنسان معنى الخلق والآداب الحسنة ، وكيفية الحديث ، وعدم التفوه بالكلام البذيء احتراما للجالسين ، والمضيف ليس بوابة للكرم فقط وإنما لحل المشاكل الصعبة ، ويقال بأن شخصا حاول أن يقلل من أهمية المضيف, وقال للشيخ عبد الحسين شريف شيخ عشيرة عبادة بلهجة عامية عراقية:(مضيفكم مضيف مكسرات ، ودلته شالوهه للتواليت، والشيخ أبو الحروف), فأجابه الشيخ عبد الحسين بما يلي : ) مضيفنا مضيف مكسرات) لأنه وجد لحل المشاكل المختلفة والنزاعات التي تمس أحيانا الشرف والكرامة ، الدلة كباقي الأواني إذا أصبحت قديمة فأنها تستخدم في عدة حالات ، أما أنا فهذا الشيء يشرفني فأنا لا آكل مع ضيوفي لأنني آكل ما تبقى منهم من حروف الخبز وغير ذل( ).
والمضيف كما قلنا رمز وتراث لسكان الأهوار، ومأوى للكرم والموعظة ، فكل (سالفة ) تحكى فيه لها رباطها ومعناها ، أنها مدرسة ومعلميها شيوخ الحكمة والمنطق :
أنا المضيف فزرني تحظ في أدبي
خذ العلوم بــلا درسٍ ولا كُتُـــــــبِ
وصرت للناس وسط الحي جامعـة
أُبدي التواضعَ في البردي والقصـــبِ
تغازل النهر والأهوار أعمدتـــــي
فتجتنيه من (الخرّيط) والرطــــــبِ
لقد كان المضيف بوابة الكرم والمعرفة والعلم والأدب، وبوابة أخرى يقصدها كل من لديه مشكلة ما يرغب بحلها بعدما يقصها أمام قضاة العدل والحكمة ويسمى هذا القاضي أو الشيخ (الفريضة) ويكون حكمه بمنزلة الفصل في القضية أو المشكلة المراد حلها، وقد عجزت بعض المحاكم الحكومية في حل المشاكل العشائرية والشخصية, وذلك لصعوبة حلها ، إلا أن هذه القضايا تحل في المضيف ويذهب الطرفان راضيين في الحل، وهذا الشيء يدل على أن الحياة الاجتماعية في الأهوار بنيت على أساس قوانين ثابتة لا يجوز مخالفتها والتهاون معها ، أما الشخص الذي يرتكب جريمة فإن للقبائل والعشائر العراقية قانوناً سائدا ألا وهو(السودة بوجه راعيها) وهنا المقصود من وراء ذلك ، أن الجريمة المرتكبة يتحمل أوزارها الشخص الجاني ولا يشاركونه في دفع الدية أو المساعدة ،عكس صاحب المجني عليه يقفون معه بأماولهم وأرواحهم ، وتوجد لأبناء الأهوار عادات وتقاليد يجب الوقوف عندها ، ألا وهي قانون التكافل الاجتماعي وهذا الأمر يتجسد في مراسيم الأفراح والأحزان, والتي تقام عادة في المضيف ويقوم الشخص المساهم في هذه المراسيم بدفع مبلغ مالي محدود ، وهذا المبلغ يسجل في دفتر كبير خاص لهذا الأمر، وفي مراسيم الأحزان أو الفاتحة تأتي قوافل القبائل والعشائر والبيوت المجاورة على شكل مجاميع وقبل الوصول إلى بيت المتوفى يبدأون بالأهازيج والهوسات وهذا الشيء يسمى بـ(العراضة) وهو بمثابة التكريم والاحتفاء والتخليد للمتوفى الراحل ، وأحيانا تقديرا لعائلته وعشيرته ، وجميع هذه المراسيم يكون موقعها المضيف ، ولعل أفراح وأحزان أهل الأهوار جمعت بين الأصالة والتراث والحضارة المعاصرة ، وجميع هذه التقاليد لم تخرج عن إطارها العقائدي والديني ، إنما هي عادات اعتاد عليها هؤلاء السكان منذ القدم وربما تبدو غريبة لغير القانطين في هذه البيئة أو المنطقة0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أشرف زكي: أشرف عبد الغفور كان من رموز الفن في مصر والعالم ا


.. المخرج خالد جلال: الفنان أشرف عبد الغفور كان واحدا من أفضل ا




.. شريف منير يروج لشخصيته في فيلم السرب قبل عرضه 1 مايو


.. حفل تا?بين ا?شرف عبد الغفور في المركز القومي بالمسرح




.. في ذكرى رحيله الـ 20 ..الفنان محمود مرسي أحد العلامات البار