الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقاربات مجرّدة -1-

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2022 / 1 / 3
القضية الفلسطينية


ما المقصود بالتحرر و التحرير، الإنسان أم الأرض أو المكان ؟علما أن ها تين المفردتين ترجعان ضمنيا إلى القمع و لاحتلال و لهما نفس الدلالة اللغوية ،فكلاهما " احتلال " للانسان ، لولا احتلال الإنسان الفلسطيني على سبيل المثال ، لما كان صدى الإستعمار الإستيطاني الصهيوني يتعدى حدود فلسطين ليؤرق ضمير الناس في مختلف أرجاء المعمورة إلى حد جعل أحد كبار المؤرخين الاسرائيليين يخلص ألى القول "تظهر في إسرائيل عنصرية تشبه النازية في بداياتها (Zeev Sternehll ). ينبني عليه أن القضية الفلسطينية هي في جوهرها قضية تحرر وطني من ني استعمار استيطاني عنصري ، ليس مستبعدا أن يسلك النهج النازي ، واستطرادا تتطلب مقاربتها التفكر بالوسائل و الأساليب المساعدة على كف أذى هذا الاستعمار أملا بالتخلص منه .

هل يعني ذلك أن الهدف النهائي هو تحرير أرض فلسطين و إعادتها إلى "أصحابها الشرعيين " ؟ لا بد هنا من التساؤل عما إذا كان هذا يفي بالغرض المنشود . بدءا من التوقف عند مفهومية " ملكية الأٍض " ، لاسيما أن مسألة الهجرة و النزوح و الاقصاء ، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ، تزداد وقعا و إلحاحا في العقود الأربعة الأخيره نتيجة محاولات معسكر الدول الغربية تحت قيادة الولايات المتحدة فرض أحادية قطبيتها في حوكمة العالم ، بعد انهيار الإتحاد السوفياتي ،فمن المعروف في هذا الصدد أن الدولة هي التي تمارس باسم سكان البلاد ، السيادة على التراب الوطني .

هذا يقودنا إلى النظر في الاسباب التي تدفع إلى الهجرة و النزوح و في حق هؤلاء في أن يكونوا " من سكان " بلاد ما ، اختاروها أو شاء ت الظروف أن يستقروا على ارضها، فلا يجوز إنسانيا و حضاريا ، أن يحرم الناس من هذا الحق . لكن العنصريين يبررون هذا الحرمان في حين ان النازيين يدّعون أن علاج هذه المسألة " الديمغرافية ّ هو الإبادة أو معسكر التجميع تحت قانون الغيتو أو إغراق " قطاع غزة " في البحر، كما كان يحلم الزعيم الصهيوني إسحاق رابين .

من المعروف أن إبعاد الناس عن بلادهم يحتاج إلى قوة و تنظيم يفوقان قوة و درجة تنظيم المبعدين ، استجابة لخطة تبرر هذا الفعل العدواني ثقافيا ، أضف إلى توافر الشروط الملائمة لإقناع بيئة مذعورة مرهّبة بأن وجودها مرتهن بقدرتها على ترهيب و تفزيع بيئة أضعف منها .

فبحسب هدا المنطق كان يحق للمعتدى عليهم مثل اليهود الأوروبيين ، أن يعتدوا على مجتمع ضعيف مثل المجتمع الفلسطيني . تحسن الإشارة في هذه المسألة إلى أن الذين أعتدوا على اليهود وساموهم مر العذاب ، قدموا لهم الدعم ، رأفة بهم ، لكي يعتدوا بدورهم على الفلسطيينيين . الإشكال هنا في أن الحركة الصهيونية أقنعت بعض اليهود و حرضتهم على العدوان ناهيك من أنها قبلت الدعم من الدول الأوروبية التي مارست سياسة عنصرية إلغائية ضد اليهود بلغت حد الترحيل و الإبادة الجماعيتين .

من البديهي أن الفلسطينيين لا يمتلكون القوة و الخطة على استرجاع حقوقهم , و أقصاها اسقاط سياسة التمييز العنصري المطبق ضدهم في بلادهم ، فلسطين نفسها ، كما أن الأمل في أن تتخلى الدول الغربية عن دعمها للدولة الصهيونية يكاد أن يكون منعدما وذلك لاسباب يضيق هذا الموضع عن التطرق إليها ، و بالتالي فإنهم يحتاجون إلى دعم شعوب الأرض جميعا و خاصة إلى الإسرائيليين في فلسطين ،إذا اقنتعوا بان النهج الدي تتبعه الصهيونية يقود إلى حائط مسدود . (يبتع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص