الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زفة باص وكوم رصاص ..فرحنا وحزننا عنبة وصاص !!

احمد الحاج

2022 / 1 / 4
كتابات ساخرة


بعيدا عن تعريف الكتلة الأكبر في العراق وهي أطول من قصة عنتر.كذلك تعريف الاغلبية الوطنية وهذه أعقد من سيرة توبة وليلى الأخيلية
كنت بحاجة الى أستوديو تحليلي وغرفة عمليات مشتركة داخل منزلي يضم افراد العائلة كافة ، مضافا اليهم اصحاب الكفاءات والخبرات وأهل الرأي والمشورة من الجيران، للكشف عن ملابسات خروج مواكب السيارات تتقدمها الباصات الصغيرة الـ " كيا " وهي تطلق "الهورن "بلا هوادة اضافة الى اطلاق النار الكثيف والعشوائي الذي اصاب ابناء محلتنا بالهلع والذعر الشديدين ، أتراه موكبا لأحد المسؤولين يسير بسرعة الضوء؟!، أم رتلا لنائب حلو لسان قليل إحسان؟!، ام انه موكب لشركة أمنية خاصة غير مأمونة الشرور على اهبة الاستعداد لتكرار مجزرة ساحة النسور؟!، أم تراه نزاعا عشائريا محزنا على بقرة فريزن هولندية ، أو مولدة كهرباء اهلية ؟!، أم زفة عرس ، العقلاء فيها اثنان والراقصون الفان؟!، أم احتفاء جماهيري بفوز حققه اسود الرافدين على احد المنتخبات -الطك عطية - في مباراة ودية لكرة القدم ؟!، أم هجوم ليلي على مصرف حكومي او اهلي؟!، أم مقابلة مسلحة بالبنادق والرشاشات بالقرب من احدى السيطرات؟!، أم تشييع جنازة ..ام حفل ختان؟!.
كل الاحتمالات واردة في عراق الضغط والسكري وامراض القلب والشرايين لأن العراقيين ألفوا اطلاق النار في افراحهم واتراحهم على حد سواء، ولبهلول محلتنا الحكيم في ذلك قول مشهود (عراق بلا رصاص ، فلافل بلا عنبة ولا صاص) ، تناولت الريموت كونترول وهرعت مسرعا الى التلفاز لعله يسعفني بفضائياته الكثيرة - ونصفها كلك - لمعرفة الحقيقة واخذت اقلب قنواته بسرعة فائقة القناة الاولى ( راح وأيست منه .. غرق بالماي،) القناة الثانية ( بس بس ميو،) الثالثة: (شفت الضوه من بعيد كلت احتركنا)، الرابعة: (انعل ابو اللي بجاج)، الخامسة:(نامت عليج الطابوكة)، السادسة: (شكد يكذبن النسوان يديرن على الكلب تيزاب .). الخ من هذه السفاسف والانحطاطات الفنية والاخلاقية.
اتصل بي احدهم وقال اتعرفون السبب وراء اطلاق النار الكثيف؟، قلنا لا وأنى لنا أن نعرف الحقيقة، فقال: انه حفل نجاح ابن مختار محلتنا في امتحان الدور الثالث للسادس ابتدائي، وحصول احد ابناء المنطقة على عقد عمل في امانة بغداد بأجر يومي؟!، وحصول ابن النجار على "فيزا" الى جمهورية مصر العربية بالدولار، وخروج شقيق الخياط من المستشفى سالما منعما وغانما مكرما ولم يفارق الحياة بعد اجراء عملية الزائدة الدودية، واستمرار الكهرباء الوطنية لمدة ثلاث ساعات متواصلة على غير المعهود من دون انقطاع بالتزامن مع تصريحات تتحدث عن نية العراق لدخول عالم الطاقة النظيفة حيث الالواح الشمسية ومراوح الرياح العملاقة لانتاج الطاقة الكهربائية - بالمشمش - ، وتسلم الرز ضمن مفردات الحصة التموينية خاليا من الزوان والقشور، واعادة مياه الشرب الى منطقتنا بعد انقطاع طويل .
بدورنا نتمنى على اولي النهى وأصحاب العقول والوجهاء والخطباء وعلية القوم ان يثقفوا الناس بالامتناع عن اطلاق النار في الهواء ، لأن مستشفياتنا التي تفتقر الى وسائل الرعاية الصحية غير قادرة على استقبال وإستيعاب عشرات المواطنين الذين يسقطون جراء اطلاق النار العشوائي، اضافة الى ان الاطلاق بحد ذاته يُعد ظاهرة غير حضارية ولا تنم عن ثقافة او ذوق تليق بشعب متحضر، له جذور في عمق التأريخ تمتد لآكثر من 7 آلاف عام .
المجتمع غير العادل وغير الفاضل لن يحكمه الفاضلون والعادلون ،من اراد سلطانا عادلا وواعظا سلطانيا فاضلا فليصلح مجتمعه الخرب أولا ، ولا سبيل لإنقاذ العراق الا بإحياء الفضائل وكبح جماح الرذائل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با


.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية




.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-