الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حذاؤك المغبر دليل على عملك الميداني الاصلاحي بعيدا عن التنظير !

احمد الحاج

2022 / 1 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


اذا كان مقياس ريختر المؤلف من تسع درجات مخصصا لقياس قوة الزلازل وشدة الهزات الارضية ، فهنالك مقياس آخر يصلح ان يكون مخصصا لصدق الاصلاح من عدمه وبإمكانك التمييز من خلاله بين المثرثر بالاصلاح والتغيير وتحقيق العدالة الاجتماعية ورفع الظلم ومحاربة الفساد مكتبيا وورقيا فقط ،عن نقيضه العامل العالم المكافح والمناضل الميداني ،كل ذلك من خلال "حذائه " نعم حذائه !
ذاك أن المطالب بالاصلاح لا بد من أن يكون حذاؤه مغبرا بأتربة الأرصفة التي يفترشها المشردون ، ملطخا بأوحال العشوائيات التي يسكنها العاطلون ، ممزوجا بأطيان المخيمات التي يقطنها النازحون ، وهذا دليل دامغ على ان الثاني - العامل العالم -مصلح اجتماعي فاعل وميداني يتجول بشحمه ولحمه بين الفقراء والمساكين ولايكتفي بالتنظير الذي لايسمن ولايغني من جوع فحسب ، بينما الاول هو مصلح تنظيري مكتبي فحسب ...وتأسيسا على ذلك اقول ثرثر من مكتبك قليلا واعمل في الميدان كثيرا فإنما تنهض الامم بالقدوة لا باللغوة ..فعندما يكثر العالمون العاملون، يقل المثرثرون والورقيون والتكييفيون والمنظرون ، واذا قل المثرثرون والمنظرون والتكييفيون - نسبة الى المكاتب الوثيرة الانيقة البرجوازية المكيفة - صارت الدعوة ميدانية واقعية عملية تخلب الالباب وتثير الاعجاب وتصلح للاستنساح في كل مكان بالقدوة ، وليس بالتنظير وباللغوة ، ثرثر قليلا واعمل كثيرا فإنما تنهض الامم بالعمل الميداني الملموس ، لا بالثرثرة المكتبية التكييفية الورقية البرجوازية الفضائية المساسة والمسيسة والممسوسة..!
ما وطأت أقدامنا صالة الانتظار في مطار بغداد الدولي يوما الا وطلب منا خلع احذيتنا - المستوردة الستوك - وافراغ جيوبنا لغرض التفتيش وفي كل مرة كان زميلي يرفض وبحزم خلع الحذاء معللا الامر بانه اهانة له وللوفد الاعلامي المرافق، والغريب في الامر أن المفتشين كانوا يذعنون لرأيه ويسمحون له بالدخول الى الصالة من دون اجباره على خلع الحذاء الاجنبي الذي يرتديه مع ان اعضاء الوفد كلهم قد اجبروا على دخولها حفاة يترحمون على عشرات المصانع العراقية وحرفييها ممن اضطروا الى غلق ابوابها وتسريح عمالها بسبب الاجنبي المستورد.
ومن تراجيديات- الأحذية - ان العراقيين وانا منهم قد عانوا الامرين ابان الحصار الاميركي الجائر من ظاهرة سرقة الأحذية حيث كان السرّاق يتسللون خلسة ليسرقوا عددا من الأحذية وكان على المجني عليه ان يهرول حافيا من فوره الى سوق الحرامية في ساحة التحرير عقب انتهاء الصلاة ليشتري حذاءه من دون ان ينبس ببنت شفه!!
ومن ابجديات ما تعلمناه في مراكز تدريب المشاة ان شجاعة الجندي من عدمها انما تكمن في حذائه العسكري، فالجندي الذي يقتل مرتديا حذائه يعد جنديا شجاعا آثر الموت في سبيل الوطن على الهروب من ارض المعركة، على النقيض تماما من الجندي الذي يموت حافيا.
ومن غرائبها ان عقيلة الطاغية التونسي المخلوع زين العابدين بن علي وكذلك عقيلة طاغية الفلبين اميلدا ماركوس كانتا تحتفظان بالالوف من الاحذية الفاخرة في خزانتيهما ولعل اشهر شخصية تخصصت بصناعة الأحذية الرجالية الفاخرة في العالم هي الراهبة السابقة الايطالية المولد، الفرنسية الجنسية اولغا بيرلوتي فأمام هذه المرأة الحديدية خلع المشاهير احذيتهم لأخذ المقاسات ولتصميم القوالب وبسبب زوجين من احذيتها المبتكرة تفجرت فضيحة كبرى في فرنسا اطاحت برئيس وزراء فرنسا الاسبق (رولان دوما) بعد ان تلقاهما كرشوة من عشيقته .!!
وبعيدا عن اولغا بيرلوتي ولكن ليس بعيدا عن الأحذية فقد القى الدكتور زوران جكومفتش عضو الحزب الديمقراطي الاشتراكي البوسني محاضرة قيمة في جمع من الناخبين حول افضل السبل للفوز بالانتخابات قال فيها وبالحرف الواحد : "لقد طلب مني الامين العام للحزب ان ارفع له بمذكرة تتضمن اهم احتياجات الحزب للفوز في الانتخابات المقبلة فبعثت اليه برسالة من سبع كلمات فقط، نريد الف زوج من الأحذية محلية الصنع"!!.
وظن الامين العام للحزب البوسني ان ما يطلبه د. زوران في رسالته لا يعدو ان يكون مجرد شيفرة سرية اشبه ما تكون بشيفرة - دافنشي - فبعث في طلبه وذهب الدكتور زوران ليؤكد امامه الطلب معللا ذلك: "لديَّ الف متطوع على اتم الاستعداد لنصرة الحزب وتوزيع الكراسات وتعليق الملصقات واللافتات والبوسترات وتوزيع الهدايا وتحشيد الناخبين لصالح حزبنا سيرا على الاقدام في طولي البوسنة وعرضها ولذلك فهم بأمس الحاجة الى الف زوج من الأحذية المصنعة محليا لتشجيع المنتوج الوطني اولا ولمحاربة الخصخصة ثانيا وللقضاء على البطالة ثالثا، ولا يخفى على سيادتكم ان هذه المطالب الثلاثة تمثل اهداف حزبنا في حملته الانتخابية المقبلة".
ولا نخال أن شعبنا الأبي في العراق وبعد انخفاض قيمة الدينار العراقي مقابل ارتفاع سعر صرف الدولار والتي اتبعها ارتفاع اسعار المواد الغذائية والادوية والمعدات والملابس والتجهيزات ، بأمر من صندوق - الحقد -الدولي ، ونظيره - البق - الدولي الذي أثر سلبا على اسعار المواصلات فضلا على كثرة الحواجز والسيطرات الا وهو سائر زرافات الى اللا مكان أما باقدام عارية او بأحذية مستهلكة او مستوردة صنعت في أي مكان في هذا العالم ما خلا .. العراق! اودعناكم اغاتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس تواصلت مع دولتين على الأقل بالمنطقة حول انتقال قادتها ا


.. وسائل إعلام أميركية ترجح قيام إسرائيل بقصف -قاعدة كالسو- الت




.. من يقف خلف انفجار قاعدة كالسو العسكرية في بابل؟


.. إسرائيل والولايات المتحدة تنفيان أي علاقة لهما بانفجار بابل




.. مراسل العربية: غارة إسرائيلية على عيتا الشعب جنوبي لبنان