الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأديب القيصر: ماذا يحصل في كازاخستان؟

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2022 / 1 / 6
السياسة والعلاقات الدولية


من البداية، وغداة التوقيع على تعهد بين الاقطاب الخمس النووية يقضي بعدم شن حروب نووية، كان معلوما، منذ البداية، ويدرك الجميع، أنه لن تحدث هناك مواجهة نووية نتيجيتها ربما تكون صفرية للحميع، أمّا المواجهات غير النووية فلا أحد تعهد، او قادر على التعهد بعدم حدوثها، وضمان أي شيء حولها، وهذا ما يحصل بالضبط اليوم، في كازاخستان، مجرد "مداعبة" روسية-غربية غير نووية، للقيصر، و"شد أذن" خفيف، وفي الملعب الروسي وعلى أرض الدب الروسي بالذات وبين جمهوره..

إذن، وكما أسلفنا، لن تحصل هناك ابدا مواحهة نووية روسية اطلسية والغرب ليس بهذا الغباء ليفتح على نفسه هذا الطاقة....ولكن بوتين اضحى في عين العاصفة الغربية، بعدما أصبح مشاغباً دولياً وانقلب على "الشراكة"، وطرد روسيا من مجوعة الثمانية الـG8 وتحول بوتين من "شريك، حسب الأدبيات والخطاب الدبلوماسي الذي ساد في شهر العسل الروسي الغربي بعد ضربة غورباتشييف، إلى خصم لدود ومنافس وهذا ما يسميه "المقاومون" الاشاوس بولادة عالم عالم القطبية، وعلى حد تعبيرهم، و(رجاء ممنوع الضحك)، وتحول عقيد الكي جي بي السابق، مسؤول الملف الألماني، إبان الاتحاد السوفييتي المقبور إلى قوة معطلة لاستراتيجيات الغرب ومعيقا لها، ولاعباً متمرداً على النمط الشيوعي السابق، لاسيما مع تراكم فائض بترودولاري-غازي هائل لديه، بدأ توظيفه بتوسيع نفوذه وامبراطوريته، فبات أمر تأديبه وتحجيمه مسالة ضرورية لكن عبر نهج "الحروب الناعمة"، والقيادة من الخلف، ومبدأ الإحجام عن التدخل العسكري المباشر في النزاعات والحروب الخارجية...
لا أمريكية كبيرة للحروب التقليدية والخشنة، ومخطىء من يعتقد ان امريكا ستحاربه بجيوشها بل بجيوشه نفسها، وبشعوبه، وتناقضاته وخواصره الرخوة ومكوناته المهمشة والمضطهدة ونخبه المهجّرة والمهاجرة، وهذا في صلب آليات ما يعرف بالحروب الناعمة وتحريك قوى الداخل وضربها ببعض تحت شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان واستغلال التناقضات والمظالم الاجتماعية وفساد الحكام والنخب السياسية لإشعال فتيل الصدامات الأهلية ونسف المجتمعات من الداخل واستنزاف الحكومات والجيوش المحلية في نزاعات عبثية لا تبقي ولا تذر وعندها ستصبح القوة العسكرية بلا أية قيمة ومنها صواريخ بوتين وغيره مجرد خردة يتسلى بها ويستعرضها بالمناسبات الوطنيى امام جنرالاته الفاشلين الخائبين...وهذا حقيقة ما يتم الإعداد والتحضير له، أيضاً، في الصين عبر إقليم جينغيانغ، ذي الأغلبية الإيغورية المسلمة.

الولايات المتحدة لن تكلف نفسها بعد اليوم عناء خوض الحروب وستكتفي بالتمتع بمتابعة ما يجري هنا وهناك، لكنها في نفس الوقت، لن تكف ولن تتوقف عن لعب دورها المعروف كقوة عالمية، وماكينة للحروب المتنقلة وإدارة النزاعات الدولية واستثمارها والتحكم بها، كما جرت العادة، وتستفرد، مجدداً، بالقرار الدولي، ولن تخلع عنها صفة شرطي العالم، وهذه هي أولى ثمرات الانسحاب، او خطوات ما بعد الانسحاب الغريب والمفاحىء من أفغانستان، وإنهاء وإغلاق الباب نهاىيا على سياسات واستراتيجيات الحروب والتدخل المباشر، لتضرب في كازاخستان، درة تاج العنقود الاستراتيجي الروسي وخاصرته الاهم، والعاصمة الدبلوماسية، او سوتشي الكازاخية بالنسبة لبوتين، كما كان يعتبرها فها تشتعل وتتمزق وتنهار كعلب الكرتون امام ناظريه دون ان يستطيع فعل اي شيء حيالها، او يطلق رصاصة او خرطوشة وصاروخاً واحداً من ترساناته التي جرّبها مؤخرا في غير مكان، وبعدما اعتقد نفسه انه اصبح قوة عالمية وقطبا عالميا ليكتشف انه مجرد دولة اخرى من دول "الربيع العربي" التي تلاعبت بها واشنطن كالدمى، وبعدما كانت قد أخضعته لسلسة من العقوبات الاقتصادية القاسية، وزجرته عن التحرك باتجاه أوكرانيا، لتذكّره، وتعيده، بذلك، عبر سياسات الإنهاك والإلهاء والاستنزاف، لحجمه ودوره الطبيعي، كدولة إقليمية كبرى، وفي أحسن الأحوال، مثل إيران وتركيا، وكما قال أوباما، يوم كان رئيساً، في يوم من الأيّام....
تكبيرررر...يا ...رررر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال