الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جوكر الإسلام السياسي!!

احمد جمعة
روائي

(A.juma)

2022 / 1 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


هل حدث ولو نصف مرَّة بالتاريخ الحديث وأن فاز الإسلام السياسي في إثبات وجوده وصدقه؟ هل حدث ربع مرَّة بكلِّ تجارب الإسلام المسيَّس أن كسب ولو صفقة مع الشيطان حتى؟ رغم ركوبه ظهر الشيطان نفسه، بل هو الشيطان، ومع ذلك لم يفز حتى مع نفسه؟ هذا الإسلام السياسي والمُتسيّس والداخل في فجوة اللعبة السياسية متدثرًا بالدين والعبادات وأعمال الخير والتطوُّع وعرض المساعدات والتبرعات وارتداء أقنعة الملائكة، هل كسب رضا فرد في البشرية بعد مدَّة من التجربة معه، كلّ من صالح الإسلام السياسي أما احترقت يداه أو انقلبت به سيارة الدولة التي يركبها أو دفع نفسه الثمن!!
رغم ما ذكرت، هل رأيتم ملاك أو شيطان الإسلام السياسي مريحًا في مرَّة واحدة من تاريخه؟ أو هل رأيتم وجه هذا الإسلام منيرًا في بلد ما من بلاد الكوكب؟ كلّ الوجوه التي برز فيها كانت مثل الجواكر ترتدي الأصباغ والماكياج الشيطاني كغطاء للاستيلاء على السلطة في دولة ضعيفة مهترئة، أو بمشاركة السلطة في دولة منافقة ذات وجهين أو بمغازلة السلطة في دولة يخشاها وتخشاه فيتبادلان المصالح على حساب التيارات المدنية والليبرالية...
عفوًا قد يُطرح سؤال بريء: ما هو الإسلام السياسي ومن ينتمي إليه؟؟
وبعيدًا عن الفلسفات والهرطقات من أولئك الخبراء الاستراتيجيون العرب وأتباعهم من زبائن الفضائيات العربية الذين ثرثروا منذ ربع قرن عن الإسلام السياسي وكأنه لغز أو فزورة وفي أرقى تحليل لهم ربطوه بالإرهاب والدول ذات الأنظمة المتطرفة المباشرة التي يحكمها الإسلام السياسي، فقد شتتوا للأسف انتباه العامة بسفسطتهم تلك، باختصار وموجز الإسلام السياسي ليس ذلك فقط، بل ويركب في السفينة معه كلّ من ربط بين الدين والحياة العامة وخرج بالدين من عباءة العبادات فقط وحشره في السياسة والاقتصاد والثقافة والجنس والمرأة، وجعل منه أيقونة تتحكم بمصير البشر خارج جلباب وثوب وفستان الدين، وكلّ من روَّج أن المرأة تابعة للرجل كبهيمة، هو في الواقع العملي جوكر للإسلام السياسي في شكل مهرج يختفي وراء شماعة الاعتدال والوسّطيّة، فأخطر ما يهدّد الحياة العامة هو أولئك الذين يتخفون وراء الاعتدال والوسطيّة لأنَّهم يدسون سمومهم في طبق العامة والحكام فيصدقونهم. وكلّ من صدق الإسلام السياسي وتعاون معه وهادنه وحتى تنفَّس في وجهه صار منهم...وأولهم أولئك الحكام ورؤساء الأحزاب القومية واليسارية المتحالفة معهم، فجميعهم ينتمون إلى الإسلام السياسي...
وحتى أُوَسع الدائرة لكي لا يقال فقط الإسلام وحده من يرتدي عباءة السياسة، كلّ دين بالعالم يخرج عن إطار العبادات ويغوص بالحياة العامة ويحشر أصابعه في شئون البشر وينتظر أن يحصد نتائج من تدخله ذلك هو دين مسيَّس ولكن كما هو الظاهر والطافح على السطح اليوم، يظلّ الإسلام السياسي هو من تفوق على بقيّة الأديان حتى تحوَّل إلى قاعدة وداعش وعصائب الحق وأحزاب الله وسلف وأخوان وكلّ هذه الجوقة التي شوهت الحياة وقتلت الجمال وحرقت غابات البراءة وجعلت الحياة لا تُطاق، هي نتاج الإسلام السياسي ومعه كلُ من يجد له عذرًا أو يبرره أو يتقبله أو يحسنه بدعوة الاعتدال والوسطيّة...
الإسلام السياسي بإيجاز، كلّ ما يتعاكس مع الحياة البريئة الجميلة البعيدة عن المصالح والرغبات المسعورة، وما يؤسف له أنّه بعد نصف قرن من هيمنة الإسلام السياسي على الحياة العربية، أن هناك دول وشعوب ما زالت تؤمن به وتتحمل مآسيه، من أجل ماذا؟ الجميع يعرف والجميع يتِجاهل!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس وإيطاليا توقعان 3 اتفاقيات للدعم المالي والتعليم والبحث


.. #إندونيسيا تطلق أعلى مستوى من الإنذار بسبب ثوران بركان -روان




.. الجزيرة ترصد آثار الدمار التي خلفها الاحتلال بعد انسحابه من


.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش صفقة التبادل والرد الإسرائيلي عل




.. شبكات تنشط في أوروبا كالأخطبوط تروّج للرواية الروسية