الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقاربات مجردة (3)

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2022 / 1 / 8
القضية الفلسطينية


لنسلم بان الدولة أداة لتطبيق نظام عيش مشترك ارتضته لنفسها جماعة تحيا في بلاد اتخدتها موطنا لها ،و عذرا من خبراء علم السياسة و الإجتماع ،فنحن نتناول هنا هذه المسألة بتبسيط لانها ليست محور بحثنا . فما يهمني في الواقع التساؤل عما إذا كان المعتقد الديني صالحا كركيزة لدعائم نظام دولة الجماعة التي تتعدد فيها المعتقدات الدينيية . هدا من ناحية أما من ناحية ثانية فلا بد من السؤال أيضا عما إذا كان يصح الكلام في الوقت الحاضر ، عن معتقد ديني جماعي أم أن هذا الأمر ينحصر ضمن دائرة خصوصية الشخص ، الروحانية و التربوية ، بما يناسب مداركه العقلية وسجيته النفسية ، بحيث يختلف المعتقد الديني بين فرد و آخر ، فينتفي وجود الجماعة الدينية

ينجم عنه أن إقحام الدين في المجال السياسي بما هو مجال جماعي ، هو تجريد للدين من جوهره و غايته ، ومدخل لمصادرته بحجة استخدامه لمصلحة " الجماعة الدينية " ، التي لا وجود لها استنادا إلى سمة الإيمان و شخصانيته التي تشدِّد عليها الرسالات الدينية نفسها .

يحسن التذكير بأن مصادرة الدين سيرورة رافقت دائما جميع الدعوات الدينية منذ ظهورها و ما تزال مستمرة إلى الآن، و المراد منها استقطاب جميع المولودين على ديانة ، إعتباطيا ،وتمييزهم من غيرهم و إجبارهم على اتباع نهج معين ، على حساب المولودين على ديانة أخرى و على حساب الذين يرفضون الخلط بين معتقدهم الديني من جهة و بين مواقفهم إزاء القضايا المعيشية التي تواجهها الجماعة الوطنية من جهة ثانية ، حرصا على وحدة ووجود و مستقبل هذه الأخيرة و اعتراضا على التمييز على اساس المعتقد الديني ، الذي يهدد المصير .

ما أود قوله ببساطة كلية ، إذا أخرِج الدين من دائرة تهجد و تأمل الفرد في وحدانيته إلى الحيز العام حيث تتعدد المعتقدات الدينية ، فلا يبقى منه إلا اسمه و اثره السلبي في الساحة الوطنية واستطرادا على وجود الجماعة الوطنية .ليس من حاجة إلى إطالة في الحديث تبريرا لهذا الرأي ، حيث يمكننا الإستدلال على ذلك من خلال نموذجين حاليين يدعمان دعوتنا إلى العلمانية أي إلى أبقاء الدين بعيدا عن الدولة و السياسة :

- لا جدال في أن مصادرة الدين و استخدامه على شكل "نظام الطوائف " في لبنان ، و فر الظروف الملائمة لاستيلاء مجموعة من الزعماء على السلطة ، لا يمتلكون الأهلية المطلوبة لإدارة البلاد في مرحلة صعبة من تاريخها ، حيث أنهم لجأوا إلى الحزبية الطائفية الدينية حفاظا على امتيازاتهم ، ففجروا المجتمع الوطني و مرفأ البلاد و أفلسوا مرافقها وهجروا أعداد كبيرة من أهلها .

ـ النموذج الثاني لمصادرة الدين ، نجده في اسرائيل ، حيث عمدت الحركة الصهيونية إلى تشكيل جماعة دينية اصطناعية ، من لون واحد ، جعلت منها أداة استعمارية استيطانية قمعية ، ضد سكان فلسطين غير المولودين علي ديانة هذه الجماعة التي من المعروف ان غالبية أعضائها اقتنعوا بأنهم من" الشعب المختار" ، و بالتالي هم مقدّمون على غيرهم في فلسطين ، فمن حقهم أن يصادروا المنازل و الحقول و أن يقطعوا الشجر و يسجنوا الأبناء و يقتلوا الناس عشوائيا .

ختاما أن ما يدهش في هذه المسألة هو أن الناس في لبنان و في فلسطين ، سواء الفلسطينيون الأصليون و الأسرائيليون المستوطنون ، عاجزون في ظاهر الأمر عن الخروج من الدوامة الدينية الجهنمية . و لكن الأمل في أن عائدات النفط تنضب و معها يضعف دور الحكام الوكلاء ، كما ان تضاؤل حاجة الدول الغربية إلى النفط سيحرم إسرائيل من تمويل هذه الدول .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي