الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهم سبب لاستمرار الخرافات الدينيّة.

اسكندر أمبروز

2022 / 1 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


استمرار الخرافات الدينيّة القديمة الى اليوم هو أحد أكبر الشواهد على عدّة عوامل أو ظواهر لا تزال عالقة في الوعي الاجتماعي لدى البشر , ومنها تسلّط الحاكم وخدمته للدين مقابل تحويل الدين للناس الى قطيع يسير كما يشاء الحاكم , أو استغلال الخوف من المجهول وجهل البشر بالأمور الغامضة التي لم يصلها العلم التجريبي بعد , كأصل الكون وسبب منشأه إن كان هنالك سبب من الأساس , أو ماهيّة الحالة البشرية وحال الكائنات الأُخرى بعد الموت والخ. من أمور عديدة أُخرى.

ولكن ما يبقي هذه الخرافات على قيد الحياة اليوم , هو عامل يجمع كل ما سبق وعامل سلبيّ موجود في كل إنسان , ألا وهو الكسل الفكري !

فالدين يقوم بتقديم إجابات سخيفة ومن فوق الأساطيح (كما نقول في سوريا) لأسئلة معقّدة وعميقة وضخمة عديدة لم يصل العلم بعد الى التكنولوجيا التي تسمح له بالإجابة عنها , مما خلق نظريّة اله الفجوات المعروفة , وطبعاً تم نسف فكرة آلهة الأديان بشكل مطلق من خلال العلم وبسبب مطلقيّة هذه الأديان أيضاً كما بيّنت في أحد المقاطع هنا على قناتي سابقاً...

https://www.youtube.com/watch?v=DCtVRi26x6k&t=13s

, ولكن فكرة وجود اله ما أو مسبب للكون والحياة لا تزال قائمة.

وللعودة الى موضوع الكسل الفكري الانساني , يمكننا ربط هذا الجهل بالأمور المعقّدة مع تقديم الأديان لقصص وخرافات للإجابة على هذه الأمور المجهولة , أو تبريرها بعيداً عن التفكير المنطقي والأدلّة العلمية الملموسة والتي تقاس عمليّاً وتجريبيّاً.

فالبشر على سبيل المثال لم يعلموا سابقاً أن الأرض كرويّة تقريباً , وجائت أديان عديدة سابقة من ضمنها أديان اله الدم الثلاثة المسيحية واليهودية ودين رضاع الكبير , حيث تقول كتب هذه الخزعبلات السفيهة أن الأرض مسطّحة وبكل وضوح وصراحة , وأن الشمس والقمر تدور حولها , وأن السماء هي شيء أو قبّة مرفوعة بدون أعمدة وأنها ستسقط على الأرض يوم القيامة , وأن النجوم مصابيح وأيضاً ستسقط على الأرض كما في الهلاوس الداعشية...الخ من تخريفات مضحكة وتصوّرات طفوليّة بدائية سخيفة تبين سذاجة وجهل من كتب هذه الكتب.

ولكن ما يجمع كل تلك الخرافات والقصص والخزعبلات المتعلّقة بشكل الأرض ووضعها بالنسبة للشمس والقمر أنها...إجابات. ومع كونها بعيدة كل البعد عن الحقيقة والصحّة والمنطق والعقلانيّة إلّا أنها إجابات تقوم بتخدير العقل البشري وإشباع الفضول الإنساني.

وهذه هي الخطورة الشديدة المتعلّقة بأي دين , فكما ذكرنا سابقاً فخطورة هذه الأديان مرتبطة بتحييدها للعقل البشري , وعندما تدخل هذه الخرافات لتتحكّم بحياة البشر من أصغر الأمور لأكبرها فإنها تنزع قدرة الناس على التفكير في كل هذه المجالات , وتقدّم لهم الأجوبة الخاطئة والسفيهة والجاهلة والمضرّة على أسئلة الحياة المختلفة , وهو ما يتم ترجمته مراراً وتكراراً من خلال تصرّفات أو أعراض هذا المرض الديني المحيّد للعقل المتمثّل بالإرهاب البول بعيري أو الحيونات المسيحية عبر التاريخ أو فجور دولة بهائم يهوى في فلسطين , وغير ذلك من أعراض.

وتقديم الأجوبة أو الحلول المثقوبة للناس هو أمر سهل فكريّاً ولا يتطلّب أي مجهود عقلي أو علمي أو منطقي من أي شخص , فمن السهل لأي أحد أن يطالع هذه الكتب الدينية ويفهمها , ومن السهل أيضاً التصرّف كما تريد هذه الخرافة الإلهيّة أو تلك , ومن السهل أيضاً أن يتم تحكيم الخرافة في كل مسائل الحياة المختلفة من دخول الحمّام الى العبث الاقتصادي والسياسي والاجتماعي الذي تتسبب به هذه الأديان.

ولكن في المقابل , من الصعب على عامّة الناس وحتى على الكثير من مثقفيهم أن يبحثوا في قوانين الفيزياء والكيمياء والرياضيات والأحياء وغيرها من المجالات المعقّدة لمعرفة الحقيقة من خلال
استعراض أبحاث ونظريات وأدلّة العلم التجريبي الضخمة والعديدة التي لا يعطي سوى الموضوعيّة والحقيقة بشكل مطلق , أو لتقديم اكتشافات من علميّة جديدة في أي مجال كان.

وهذا كلّه يعود الى عدم رغبة البشر في بذل المجهود العقلي لاكتشاف الحقيقة , وهو ما يبيّن كسل البشر فكريّاً , فما بالكم بأُناس أكلت الخرافة في عقولهم مدى الحياة ؟ ولو خلطنا كلّ ما سبق بالتلقين وغسيل المخ منذ الطفولة سنجد دعائم المنظومة الدينية بشكل واضح يسهل ضربه ونسفه.

فاللعب على نزعة البشر للاسترخاء العقلي واستبدال العمل والتفكير المنطقي والعقلاني بشكل مستمر (وهو ما يعتبر متعباً وبحاجة الى الممارسة كالرياضة تماماً لدماغ الكائن البشري) , بالخرافات السهلة الهضم هو أساس أي دين كان , وما يجب على المجمع المثقّف في أي مجتمع ودولة وخصوصاً في دولنا , هو تقديم العلوم والأدلّة العلمية بلغة سهلة العضم والتقبّل والفهم من قبل أي أحد , وهو ما يتطلّب نشر المعرفة بشتى الطرق والواسائل , وفضح الدين ومقارنته بالعلم مع تسهيل الأخير ليصبح له مدخل واسع يمكن أن يدخل منه الصغير والكبير فكرياً وليس فقط عمالقة المنطق والتفكير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القبض على شاب هاجم أحد الأساقفة بسكين خلال الصلاة في كنيسة أ


.. المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهدافها هدفا حيويا بإيلا




.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز


.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب




.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل