الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على أعتاب زمن الخراب

السيد حميد الموسوي

2022 / 1 / 9
المجتمع المدني


.............................................. السيد حميد الموسوي .
في سبعينات القرن الماضي انتشرت في الغرب ( موظة الميني جوب وسراويل الجارلس ) الأولى كانت قصر التنورة النسائية والثانية زيادة في عرض سراويل الرجال ؛وحين تأثر بها صبايا وشباب العرب ومنهم العراقيون ثارت ثائرة رجال الدين وشيوخ المضايف والرجال الكبار- مع انها ليست سيئة؛ ولا فاضحة وليست خارج الذوق -. ؛ كنت في الدراسة المتوسطة البس سروال الجارلس وسترة ( جاكيت ) بفتحتين؛صادفني سيد رسن وهو أحد ابناء عم والدي رحمها الله ورحم موتاكم ؛ صرخ بوجهي : - ولك هاي شلابس ؟!. قلت مرتبكاً : عمي هو هذا الموجود بالسوك ..وكل الولد يلبسون هل شكل . قال بلهجة آمرة صارمة : انزع السترة وروح للبيت انزع البنطلون وجيب لي اياه .
نفذت الأمر بصمت وعجل ؛ أخذ هو الجاكيت وذهبت انا للبيت..خلعت السروال ولبست ( بيجامة ) وذهبت لبيت الحاج سيد رسن
وجدته يخيط فتحات السترة ليغلقها تماما؛ قال : اكعد خل اكمل السترة وبعدين البنطلون .
اثناء انشغاله اخذ يحدثني بهدوء وبحزن : حميد تدري لو والدك الله يرحمه موجود جان حرك هاي الهدوم !. ابني ماعليك بالولد شيلبسون وشيسوون . كنا نحضر مجالس والدك قبل عشر سنوات ..وكان يقرا من كتب قديمة ويشرح النا شيصير آخر الزمان ...ايصير المنكر معروف والمعروف منكر ..ويصير الامر بالمنكر والنهي عن المعروف .. ويصير الحق باطل والباطل حق ...ويصير .. ويصير ..الى ان قال : وتوصل لحد ان افراد العائلة الواحدة يتحالفون قبل مينامون .
طبعا انا كنت مطرق واستمع بذهول وغير مصدق حديثه لكني تشجعت وسألته : عمي العائلة ليش يتحالفون قبل مينامون ؟!.
قال بزجر : ولك يخافون واحد يغدر الآخر وهو نايم !.
قلت له : عمي.. ياكتب هاي يقرا الكم بيها والدي ؟!.
قال : كتب قديمة مقدسة مال الأيمه يستعيرها من المراجع الي يدرس يمهم .. بيها كل شي !.
تذكرت هذه الحادثة وانا اتابع مايدور وما وصلت اليه الأحوال ؛ليس في العراق فحسب بل كل العرب ..كل العالم .
ليتك موجود الان يا سيد رسن لترى بام عينك ماقصه لكم والدي ؛لترحمت على( الميني جوب والجارلس. والسترة ذات الفتحتين ). ولقبلت جبهات وايدي شباب وصبايا زمانكم الممتلئين عفة وغيرة وخلقا ورجولة.
هل رأيت شبابا وصبايا يتحينون الفرص ويتسقطون بعضهم متفاخرين بنشر الفضائح والتفاهات ؟!.
هل سمعت شبابا ياسيد رسن في وقتكم يتلذذون بالسخرية والنيل من الأئمة والمراجع ويسيؤون للشعائر وينصبون الأفراح ابتهاجا بمقتل قادتهم واشرافهم واخيارهم ؟؟؟!.
معظم شباب اليوم يا سيد لم يتركوا موبقة ولا تفاهة ولا ابتذالا ولا رذيلة الا اقترفوها . لم يعد للاخلاق ولا للخجل والغيرة والالتزام وجودا في سلوكياتهم وتصرفاتهم .وكأنهم خرجوا من مصحات عقلية ومن مواخير ومن ملاجئ تشرد !.
هل نحن على ابواب مرحلة العائلة التي يتحالف افرادها قبل ان يذهبوا لأسرة نومهم ؟!.
رحمكم الله يا والدي ويا اعمامي واخوالي ورحم كل جيل الطيبين والطيبات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية حرب غزة.. قيود غربية على حرية التعبير؟ • فرانس 24 / FR


.. شبكات | أبو عبيدة يحذر من مصير الأسرى في قبضة القسام.. ما مص




.. ضرب واعتقالات في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في جامعات أمريكية


.. -الأغذية العالمي-: غزة ستتجاوز عتبة المجاعة خلال 6 أسابيع




.. التقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية: العالم على حافة الهاوية