الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتحار الكارثة التي تعادل المخدرات خطرا وتفتك بشباب العراق فتكا

احمد الحاج

2022 / 1 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


بعد أقل من اسبوعين على احصائية مخيفة بعدد المنتحرين للعام الماضي 2021 في العراق والتي بلغت اكثر من 772 حالة انتحار ، واذا بنا نصحوا اليوم ومع بداية عام 2022 على وقع أخبار مفجعة كلها تتحدث عن انتحارات مرعبة بالجملة وبطرق مختلفة في يوم واحد وبمحافظة واحدة وعلى النحو الاتي :
- نقيب في مديرية مرور ذي قار يبلغ من العمر 48 عاما ينتحر بإطلاق النار على نفسه بواسطة مسدسه الشخصي .
- رجل متقاعد من مواليد 1955، يقدم على الانتحار بشنق نفسه بواسطة حبل في سقف منزله في ذي قار .
- شاب مواليد 1999، يشنق نفسه بواسطة حبل داخل منزله، بسبب الضغوط النفسية في ذي قار .
- شاب من مواليد 1998، ينهي حياته بإطلاق النار على رأسه من بندقية نوع كلاشينكوف، بسبب ظروف نفسية في ذي قار .
- شاب يسكب مادة النفط على جسده ويضرم النار في نفسه، وتم نقله إلى المستشفى وهو بحالة خطرة في ذي قار
كل هذه الحوادث وقعت خلال 24 ساعة فقط لاغير وفي محافظة عراقية واحدة هي محافظة ذي قار بما يدق ناقوس الخطر ويستدعي التدخل المباشر والتشمير عن ساعد الجد للاحاطة بالظاهرة من جميع جوانبها .
وفي ذلك يقول الباري عزّ وجلّ في محكم التنزيل: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا) النساء 29، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح: (من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن تحسى سمّاً فقتل نفسه فسمّه في يده يتحسّاه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا).
كما أوصانا صلى الله عليه وآله وسلم بأن لا يتمنى أحدنا الموت لضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلًا فليقل (اللهم أحيني ما دامت الحياة خيرًا لي، وأمتني ما كانت الوفاة خيرًا لي) وإن الله تعالى يقول لمن ينهي حياته انتحارًا كما جاء في الحديث القدسي: (بادرني عبدي فحرمت عليه الجنة). وعلى التربويين والباحثين النفسيين والاجتماعيين فضلًا عن وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة أن يأخذوا دورهم في التوعية والإرشاد والتحذير من مغبة الظاهرة التي استفحلت بشكل مخيف داخل مجتمعنا المحافظ لعوامل عدة بعد أن كانت غريبة عليه تماما والى وقت قريب جدا.
:جريمة الانتحار وفق القانون العراقي
لقد نصت المادة (408) من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 المعدل على عقوبة جريمة التحريض على الانتحار: (يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على 7 سنوات من حرض شخصا او ساعده بأية وسيلة على الانتحار اذا تم الانتحار وتكون العقوبة الحبس اذا لم يتم الانتحار).
أعمار الضحايا وأساليب والانتحار وسائله
الملاحظ أن غالبية المنتحرين في العراق والذي يحتل المركز الرابع حاليا على مستوى العالم في حجم الكارثة تتراوح أعمارهم بين 17 – 25 عاماً وهناك ضحايا أصغر من ذلك أو أكبر سنا. تنوعت أساليب انتحارهم بين اطلاق النار من سلاح شخصي، الشنق، إحتساء السم، قطع الوريد، رمي النفس من شاهق الى الأرض أو في مياه النهر والضحية لا يجيد السباحة لضمان إنهاء حياته منتحرا، والحرق وهذا الاسلوب الأخير تستخدمه الإناث عموما أكثر من الذكور!
:حالات أخرى يجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار
بعض المنتحرين يقدم على فعلته الشنعاء تلك بعد إخباره بأنه مصاب بمرض لا يرجى برؤه او لإدراكه بأن لا أحد سيرعاه أو يحتمله حتى أقرب المقربين اليه أو أنه لا يمتلك تكاليف علاجه، كالسرطان والايدز والزهايمر والباركنسون. وبعضهم يكون دافعه الخشية من افتضاح أمره بقضية ما أخلاقية أو مالية أو وظيفية أو جنائية، و بعضهم هلعا من المستقبل المظلم، أو نتيجة لصدمات عاطفية ووجدانية مختلفة. بعضهم ينتحر بسبب المخدرات والخمور بغير وعي منه أو بتأثير أمراض نفسية مستعصية وأبرزها الفوبيا والفصام والاكتئاب الشديد. و هناك دوافع أخرى كالإفلاس وتراكم الديون والخسائر التجارية والمادية الكبيرة المفاجئة على اختلاف مسبّباتها كالقمار والمراهنات والروليت والبلاك جاك والكوتشينة والبوكر وسباق الخيل.
وهناك القتل المخطط له سلفاً ليبدو على أنه حالة انتحار ويحلو لي تسميتها بجرائم الانتحار “السقراطية” التي ترغم فيها الضحية على الانتحار بالسم أو بإلقاء نفسها من شاهق ليظن المتابعون لها بل حتى المحققون في تفاصيلها أنها قد انتحرت اختيارا وما هي كذلك، و يمكن أن نسمّيها أيضاً جرائم الانتحار “المارلينية او السعادية” نسبة الى مارلين مونرو التي قتلت ودون قتلها على انه انتحار على خلفية عدة فضائح مع رجال المخابرات كذلك الرئيس الاميركي جون كينيدي ، اضافة الى سعاد حسني التي قتلت برميها من شرفة شقة كانت تقيم فيها في لندن بعد اعلانها عن عزمها نشر مذكراتها المليئة بالفضائح مع رجال الحكم وعناصر المخابرات وكبار الساسة ورجال الاعمال ما دفعهم الى قتلها وتدوين الحادث على انه انتحار ، حيث يقتل المجني عليه بطريقة محكمة تبدو على انها انتحار مع انه اغتيال مع سبق الاصرار والترصد !!
ولا يفوتنا أن نؤكد بأن بعض الحالات في المناطق الشعبية والريفية وبالأخص تلك التي تذهب ضحيتها النساء الصغيرات في السن إنما هي في الحقيقة جرائم قتل متعمد مع سبق الإصرار والترصد تأخذ صفة الانتحار لتعتيم الحقيقة على جرائم يطلق عليها اصطلاحًا “غسل العار” حيث تقتل المرأة وتعلق في حبل المشنقة أو تجبر على إحراق نفسها أو القفز من أعلى الجسور في نهري دجلة أو الفرات مع أنها لا تجيد السباحة لتبدو الجريمة وكأنها انتحار بملء إرادة صاحبتها فيما هي ليست كذلك أبداً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في


.. التوتر يطال عددا من الجامعات الأمريكية على خلفية التضامن مع




.. لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريبات للبحرية


.. اليوم 200 من حرب غزة.. حصيلة القتلى ترتفع وقصف يطال مناطق مت




.. سوناك يعتزم تقديم أكبر حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا| #الظهي