الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تخلف مبدأ العين بالعين.

اسكندر أمبروز

2022 / 1 / 13
الغاء عقوبة الاعدام


كلنا سمعنا سابقاً عن مبدأ العين بالعين والسن بالسن , وهو قانون فلسفي قديم يعود أصله الى ملك بابل حمورابي حيث كان هذا القانون أحد أهم تشريعاته وقوانينه التي سنّها.

وانتقل هذا القانون فيما بعد الى عدّة ثقافات اخرى وشعوب اخرى مجاورة للبابليين منهم اليهود , حيث أسسو ديانتهم على الكثير من الخرافات السائدة في تلك الحقبة اضافة الى استقائهم من القوانين المنتشرة والمتعارف عليها في العالم القديم كقانون حمورابي المذكور آنفاً. ومن ثم انتقل هذا المبدأ المتخلف الى دين بهائم الصحراء...

ولكن اذا دققنا في هذا القانون , وأمعنّا النظر فيه لوجدناه قانوناً بائساً وسيئاً لا بل شريراً وبعيداً كل البعد عن العدالة والانصاف والحق في الحكم بين البشر.

فما أن نسلّط ضوء العلم التجريبي على هذا القانون وغيره من الفلسفات البشرية البدائية سنجد أنه لا يصلح للعصر الحالي إطلاقاً...

فبكتابه الرائع The Moral Landscape , يقول سام هاريس أن التصرفات البشرية خاضعة تماماً للظروف المحيطة بها , أي أن الانسان لن يرتكب أي جرم مادامت الظروف المحيطة به لا تحثّه على ذلك.

وفي كتابه يطرح العديد من الأمثلة منها...النازيين وتعاملهم القذر مع اليهود والمعاقين والمعارضين السياسيين , حيث قامو بأبشع الجرائم تجاه هؤلاء الناس وعائلاتهم , فلم يسلم منهم لا طفل صغير ولا امرأة ولا رجل ولا شيخ كبير , ومع ذلك , قامت دول متحضرة مثل كندا بإعادة تأهيل هؤلاء المجرمين , حيث قامو في النهاية بالبصق على أنفسهم وتحقير ما كانو يقترفونه من اجرام وقتل وسفك للدماء.

وهذا هو الحل , اعادة التأهيل , أو في حالة الجنون والأمور الخارجة عن الارادة , فالحبس والمصح العقلي هو خير ملاذ..." كما حصل مع مجرم في أمريكا قام بقتل والدته وزوجته وأشخاص عدّة في الشارع , وبعد أن قتلته الشرطة , ومن ثم اكتشفوا أنه كان يعاني من نوبات دماغية , سببها سرطان في الدماغ تم اكتشافه بعد أن شرّحو جثته..." من كتاب The Moral Landscape

----------------------------------------------------------------

ومن هذا المنطلق يمكننا استنتاج أنه ما من انسان مجرم , وما من انسان شرير مهما فعل... فالظروف هي التي تتحكم بنا وبمنشأنا وبتصرفاتنا مع أنفسنا ومع الاخرين , وهذا ما يوضحه اليوم الناشطون ضد عقوبة الاعدام وغيرها من العقوبات البدنية التي لا تفيد في شيء , والتي لا تعتبر سوى قتل مقنن , لا يختلف في جوهره عن فعل المجرم الأساسي نفسه.

وكما قال المهاتما غاندي عندما سؤل عن امكانية الكفاح المسلح ضد بريطانيا وامكانية تطبيق هذا القانون المتخلف , فرد قائلاً " هذا المبدأ سيلقى نهايته وسيسقط عندما يصبح العالم كله أعمى "

وهذا يوضح مدى بطلان الرد بالمثل , فالعنف لن يولّد إلّا عنفاً , لذا علينا بالتعقل واحترام حقوق الانسان , واللجوء الى الحلول العقلانية بعيداً عن حاسّة الثأر والقصاص , عندها يمكننا ايقاف عجلة الدم , التي تدور وتدور ولا تزال تدهس البشر يميناً وشمالاً في شتّى بقاع الأرض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن تجهض عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة.. مالذي يعني


.. عائلات الأسرى الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب ويطالبون بالإ




.. States must intensify their efforts to combat climate change


.. شبكات | اعتقال وفصل موظفين من غوغل احتجوا على مشروع نيمبوس م




.. لحظة اعتقال شيف سوري في تركيا