الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الدين والقيام والإنسان.. (تجميع لنصوصي الفيسبوكية القصيرة جدا التي تم نشرها سابقا) أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

2022 / 1 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الدين والقيام والإنسان..
(تجميع لنصوصي الفيسبوكية القصيرة جداـ التي تم نشرها سابقا)

أذ. بنعيسى احسينات - المغرب


أن تكون مسلما شموليا ومؤمنا كاملا، بمعنى أن تؤمن بالله واليوم الآخر، وبكتبه ورسله، وتعملَ صالحا، ثم تمارس الشعائر بكل تقوى وإيمان.

إذا عم الفساد في أمة، وانتشر الكذب والنفاق والغش.. فلا يصلحه لا دين ولا أخلاق. "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

الفرق بين الخيِر والشرير، هو أن الخير ينظر إلى الحياة بعينين، غالبا ما لا يخطأ، والشرير ينظر إلى الحياة بعين واحدة، غالبا ما يخطأ.

نظام أغلب الدول الإسلامية اليوم ليس بديني، باستثناء الأحوال الشخصية، رغم أن جل ساكنتها مسلمين، والنظام السائد فيها مدني وضعي.

مارسوا الشعائر كما تشاءون، لكن اتقوا الله في سلوككم مع أنفسكم ومع غيركم. فالدين معاملة بالحسنى، والله يجزي على العمل الصالح.

لا تقوم للدين أية قيامة، ما لم يستقم المسلم في سلوكه اليومي، بالعمل الصالح وحسن الخلق ، ليرضي نفسه وغيره، ولينال رضا الله وثوابه.

لا يقوم الدين الحق، إلا بصالح الأعمال. فلا يكفي التفاني في ممارسة الشعائر، دون القيام الفعلي، بالأعمال الصالحة يرضاها الله وعباده.

إن التظاهر بالتدين وإخفاء سلوكيات لا تحترم مكارم الأخلاق، ولا تلتزم بحقوق الإنسان، ليس له من الدين إلا الشكل والمظهر، يختبئ وراءهما.

أنتجت وتنتج البلدان العربية الإسلامية، آلاف الفقهاء في كل التخصصات الدينية، دون أن تنتج ولو قلة من العلماء، في مجال الكون والحياة.

إن الدين عند الله واحد هو الإسلام، والمرحلة المحمدية خاتمته. هنا توقف الوحي، وتُرِك للإنسان حق التشريع، دون الخروج عن أسسه وثوابته.

على المسلمين في العالم أن يستيقظوا من سباتهم ومن تخلفهم، بالعودة إلى الأصل الإسلامي، الذي هو القرآن، وتدبره بعقلية متحررة حديثة.

من بين تجار الدين؛ أولائك الذين يروجون لعلاج الأمراض ومحو الذنوب والحصول على الجنة، بمجرد قراءة آية أو دعاء، بدل القيام بعمل صالح.

الإسلام أكبر الديانات السماوية استقبالا لأعضاء جدد. فالمنتمون الجدد للإسلام، أكثر حبا وفهما لجوهر رسالة الإسلام الإنسانية النبيلة.

إن الانتقال من الدين (الأصل والجوهر) إلى التدين (الشكل والمظهر)، يُفقد الإنسان المؤمن إنسانيته الأصيلة، مقابل النفاق والكذب والغش.

هل الاهتمام بالقرآن، قراءة وفهما وشرحا وتفسيرا، يضفي القدسية على هذا العمل الإنساني النسبي، الذي يحده سقف معرفي في الزمان والمكان؟

عرف العالم العربي الإسلامي قلة من العلماء، في تخصصات مختلفة في الكون والحياة، إلا أن تكوينهم كان خارج مرجعيتهم الثقافية والدينية.

أيها الناس، اعملوا على التخلص من النفس الأمارة بالسوءِ، والْتزموا بالنفس اللوامة، وتَطلعوا إلى النفس المطمئنة الراضية المرضيةِ.

علمنا نبينا (ص)؛ أن نقابل الخير بالخير ونقابل الشر بالخير، وأن نقابل الإحسان بالإحسان ونقابل الإساءة بالإحسان. تلك مكارم الأخلاق.

أن تتجه أكثر إلى الله في حياتك، بالذكر والإحسان إلى نفسك وإلى غيرك، يجعلك في الطريق المستقيم، إلى ما يريده الله منك في هذه الحياة.

إن العبادات لوحدها بدون استقامة، تظل بغير معنى، إذا لم ترافقها أعمال صالحة، في البيت وفي العمل. فالله ينظر إلى أعمالنا قبل عبادته.

وضعية العالم العربي الإسلامي، لا تختلف عن وضعية أوروبا في القرون الوسطى. إذ يخضع إيديولوجيا، لمنطق الفقه، وسلوكيات متحجرة لفقهائه.

إن الحب كالدنيا؛ إذا أقبلت على الإنسان كسته محاسن غيره، وإذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه. فازرع المحبة في قلوب من تحب ولا تقايض.

إذا أنت طلبت العز، فاطلبه بالطاعة الصادقة، وإذا أردت الغنى، فاطلبه بالقناعة الحق. فمن أطاع الله عز نصره، ومن لزم القناعة زال فقره.

آفات المسلمين المحدثين اليوم، أنهم لا يقرؤون ولا يبحثون في التراث وما كتب عنه، بل يكتفون بالسمع، ويؤمنون بما يسمعون إيمانا مطلقا.

الإسلام شعائر وعمل صالح ومعاملة حسنة. الشعائر تكون بين الخالق والمخلوق، والعمل الصالح والمعاملة الحسنة، تكون بين الناس أجمعين.

إن البحث عن الحسنات بدون عمل لا يستقيم، لأن الله يقول: "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم..". فربط الإيمان بالعمل واجب شرعي مؤكد.

المسلمُ الحق؛ ذلك الإنسان الذي يجمع بين الإيمان بالله ورسوله والعمل الصالح. بين الخوف من الله والاستقامة. بين الحق والخير والجمال.

ندعي بأننا مسلمين، مؤمنين بالله ورسوله، ومطالبين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلا أننا نقوم بالنهى عن المعروف ونأمر بالمنكر.

العقل الإسلامي تحرر مع المأمون وتجمد مع المتوكل. تجدد بالأندلس ومات مع ملوك الطوائف. انبعث في النهضة وتراجع مع الإخوان والوهابية.

عبادة الله في الإسلام صنفين: شعائرية ومعاملاتية. من أراد التقرب من الله، عليه بالجمع بين العبادتين، لأن اختيار واحدة لا يكفي أبدا.

من الواجب على كل إنسان، العمل لدعم الشجاعة حيث هناك خوف، لتشجيع التفاوض عند ما يكون هناك صراع، وإعطاء الأمل حيث يوجد اليأس.

قيل: "إنْ تعِبتَ في الخير فإن التعب يزول والخير يبقى، وإنْ تلذذْتَ بالآثام فإن اللذة تزول والآثام تبقى". تلك حكمة بليغة وعميقة.

قال تعالى: "لقد كان لكم في رسولِ الله أُسْوةٌ حسنةٌ". هل اتخذنا من محمد (ص)، مثالا نحتذي به؟ أم يكفينا الإكثار من الصلاة عليه فقط؟

المُعلم الأول الذي أدرك معنى "الدين المعاملة"، هو محمد (ص)، الذي كان يُعامل الناس، بناءً على أوامر الله تعالى، دون تمييز أو تفضيل.

لو فهم العرب القرآن حقا، لكان لهم شأنا كبيرا في العالم. بدأ الفهم الحق مع المأمون، وتخلف مع المتوكل، وبقي الحال على حاله إلى اليوم.

النزاع عند البشر ليس بين الخير والشر، إنما هو نزاع بين اعتبارين مختلفين للخير، فكل فريق يرى الخير من جانبه فقط، ويتعصب له بقوة.

قال ابن الجوزية رحمه الله: " إن مشقة الطاعة تذهب ويبقى ثوابها.. وإن لذة المعاصي تذهب ويبقى عقابها".. تلك حكمة تبقى راسخة بأذهاننا.

السياسة بلا ثقافة وأخلاق مضرة، والثقافة بلا سياسة وأخلاق ناقصة. فما العمل عندما يحكمنا أمام انسحاب المثقفين، ساسة بلا ثقافة وقيم؟

إن الله عند جل المسلمين، حاضر في صلاتهم وصيامهم وزكاتهم وحجهم. لكن غير حاضر في معاملاتهم، القائمة على الكذب والغش والنفاق والخداع.

تخلفنا نحن العرب المسلمين، يرجع أصلا إلى الاهتمام المبالغ فيه، بالماضي البعيد، لا بالمستقبل القريب، وبشكليات الأشياء لا بجواهرها.

الإسلام دين واحد من نوح إلى محمد خاتم الأنبياء والرسل. يضم الديانات السماوية كلها؛ عبر تراكم القيم وتطور الشرائع واختلاف الشعائر

من الناس، من يفتح باب الجنة لمن عمل كذا وردد كذا.. كأن الجنة محطة، يمكن الدخول إليها بكل سهولة، من غير إيمان وعبادات وأعمال صالحة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب


.. مأزق العقل العربي الراهن




.. #shorts - 80- Al-baqarah


.. #shorts -72- Al-baqarah




.. #shorts - 74- Al-baqarah