الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نحن أمام تحول جديد

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2022 / 1 / 13
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


المبادرة التي أطلقها السيد فولكر لتسهيل عملية الحوار بين أطراف النزاع السياسي في السودان برعاية الأمم المتحدة تمثل خطوة جيدة لحل الأزمة السياسية المستفحلة منذ إعلان إجراءات ٢٥ اكتوبر في نهاية العام المنصرم، وبموجب تلك القرارات تم تجميد الشراكة بين المدنيين والعسكريين مقابل إستئناف المواكب المطالبة بالحكم المدني الديمقراطي في عدد من المدن السودانية.

إننا نحتاج أولاً لتهيئة مناخ الحوار خاصة مع بروز أزمة الثقة بين الأطراف السودانية؛ ثم هنالك ضرورة لترفيع المبادرة لتشمل مشاركة دولية واسعة مع الإسراع في إجراء لقاء أولي بين الأطراف للإتفاق علي مبادئ الحوار وتسمية القضايا التي يتوجب مناقشتها، وبدون توفير مناخ جيد خالٍ من التصعيد وإنهاء قرارات الطوارئ فان هذه المبادرة سوف تمشي بلا سيقان تحملها، وأعتقد أن كافة الأطراف تدرك أهمية الدخول في حوار جاد للعبور نحو مشهد سياسي جديد يحفظ أمن وإستقرار السودان.

هنالك أصوات مضادة لمسألة الحوار "تعلوا وتنخفض" في إتجاهات مختلفة تحتاج للمزيد من الضمانات، وللرافضيين مبرراتهم الموضوعية التي يجب أن تؤخذ في الإعتبار عندما يكون الحديث عن مستقبل السودان وتطلعات شعبه في بناء دولة السلام والديمقراطية؛ لذلك يجب إبتدار مشاورات بين جميع المكونات الوطنية لتكوين رؤية مشتركة بالحد الأدنى من التوافق بغية الذهاب للحوار بأكبر كتلة من الإجماع تعمل بانسجام لبلورة حلول مفيدة للسودان.

إن إجراءت الخامس والعشرين من أكتوبر أعادة طرح أسئلة عميقة وجوهرية لم تجد الإجابة الكاملة إلا في بعض جوانبها، وذلك مثلاً: حاجة البلاد لبناء جيش قومي مهني وشرطة صديقة للشعب طبقاً لما نصت عليه إتفاقية جوبا لسلام السودان "بنود الترتيبات الأمنية" وهيكلة المؤسسات المدنية في تناغم مع إيجاد برنامج عمل لإدارة الفترة الإنتقالية؛ فيما تلح الحاجة لتوفير مقومات بناء دستور جديد عبر قيام المؤتمر القومي الدستوري بجانب تكوين المفوضيات وصولاً لمرحلة الإنتخابات التي يختار فيها الشعب من يمثله في المواقع التشريعية والتنفيذية.

إننا نحتاج للحوار من أجل مستقبل السودان المحفوف بعدة مخاطر منظورة لكل المتابعيين، والعالم أيضاً يشاركنا ذلك نظراً لمصالحه في المنطقة خاصة مع تزايد إضطراب الإقليم من حولنا مثل الأحداث الجارية في دول الجوار "القريب أو البعيد" من اثيوبيا وتشاد وليبيا وافريقيا الوسطى ومالي وغيرها من الدول التي تحتاج لتوفير الأمن والإستقرار بما يضمن رعاية مصالح الشركاء من الدول الصديقة حول العالم.

نتطلع لديمقراطية تشاركية وسلام مستدام في دولة تصون حقوق وحريات المجتمع وتفتح آفاق جديدة وجادة للتعاون الثقافي والإقتصادي والأمني مع العالم الخارجي، ونأمل العمل علي إزالة كافة مخاوف البعض حول الجلوس لطاولة الحوار لمناقشة قضايا السودان وحلها، والعالم يستعد الآن لمساعدة السودان وبناء "شراكة المستقبل" لكن ينبغي علينا أولاً إبداء الإستعداد للتعاون، وقبل كل شيئ يجب أن نكون الأحرص علي تحقيق السلام والديمقراطية والمحافظة علي وحدة بلادنا وسلامة شعبنا وصيانة الأمن القومي والسيادة الوطنية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا