الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكتاب العرب والكورونا المؤدلجة

احمد جمعة
روائي

(A.juma)

2022 / 1 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


الكتاب العرب ومن بينهم عدد من الروائيين الذين تعاطوا مع الفكر الإنساني العالمي، انزلقوا من غير أن يعلموا في سوء تقدير الفكر الغربي، مثال ذلك بعض أولئك الذين استخدموا ووظفوا أسماء مثل نتشة وشبنهور وديكارات وهيغل وماركس وحتى اللاحقين كسارتر وكاموا، جاء توظيفهم فيما يشبه الاغتصاب! الذي انتزع من هؤلاء ماهية زبدتهم الفكرية والفلسفية وقفزوا عليها لاويين عنقها كما لو أنهم يعبرون لها عن عشقهم فخنقوها وقتلوها...
وأنا أقرأ في بعض أعداد قديمة قبل تصفيتها وسكبها في المجاري من دوريات عربية تعود للعصر الحجري الايدلوجي مثل الطليعة ودراسات اشتراكية وعربية ومعاصرة ومغايرة!!! وغيرها فوجئت بحجم الاغتصاب الذي أصاب بالتحديد الفلسفة الماركسية على أيدي بعض الجراحين! العرب من ذوي الاختصاص بتشويه الفلسفات وركوبها عنوة، فأدركتُ اليوم سبّب ازدهار اليسار الأوروبي ورواج سلعته الحديثة ذات الطابع المترسمل كالذي فاز إسبانيا ومؤخرا المانيا النصف بالنصف! وهذا عدل بالنسبة لأنظمة متطورة بالآلة الرأسمالية يفوز الاشتراكيون فيها وينتزعون مقعد رئاسة الوزراء ما يدل على صحوة اشتراكية ولكن لا تتفاءلوا فليس على الطريقة السوفيتية ولا الماوية، فالبدلة الأوروبية تم تفصيلها على مقياس الرشاقة الغربية وليس الشرقية ولهذا نرى ازدهار اليسار في ألمانيا وإسبانيا ودول أخرى تتقاسم يسار الوسط وأقصى اليسار ولكنها لا تشهد انقلابات على وزن القارة اللاتينية، وما يحفظ للقارة الأوروبية بريقها هو حفظها للدستور وإخلاص مفكريها لجذورهم التاريخية.
بعكس الكتاب العرب الذين ما زالوا من وجهة نظر فلسفية ثورية، يراهنون لليوم على نظرية الثورة الدائمة! وعندما يتوجهون للقارة الأوروبية لا يرون من نتشة وماركس وهيغل وديكارت سوى تماثيل ولهذا أخفقوا في قراءة صورة العالم اليوم ولم يفهموا حتى مجرّد ما يجري في برلين ومدريد، فأبصارهم فقط مركزة على بكين، هنا أعدموا نتشة وماركس وأسفاه على الورق والحبر الذي أُنفق على تلك المطبوعات من الدوريات والحوليات العربية التي كان مصيرها المجاري!
حتى الروائيين من بعض العرب ولا أعمّم، الذين تعاملوا مع الفكر الأوروبي، جعلوا أبطال رواياتهم عندما يتعاطون مع شبنهور ونتشه وماركس، يحطمونهم مثل أصنام قريش، قرأت بعض روايات عربية تعاطت مع الفكر الغربي وكأنه عاهرة، يا للهول!! كان لابد لي من قطع علاقتي بهؤلاء حتى لا أفقد هوية عقلي الذي قرأ نتشة وماركس ولكنه لم يفهم ما أراد الكتاب العرب أن يقولوه عن هؤلاء؟
أفضل اليوم نظام أوروبي غربي ينتمي ليسار الوسّط على مليون نظام مشابه لنظام بكين أو بيونغ يانغ، هل تعرفون لماذا؟ لأنه لا توجد في بكين حرمة لنتشة أو شبنهور او ماركس وديكارت، لا توجد سوى كهوف الكورونا المؤدلجة!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا