الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علاقة الدين بالعنف الأسري.

اسكندر أمبروز

2022 / 1 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


دعونا نبدأ بتعريف العنف الاسري وفقًا لمكتب وزارة العدل الأمريكية المعنية بالعنف ضد المرأة , فإن تعريف العنف المنزلي هو نمط سلوك تعسفي في أي علاقة يستخدمها أحد الشركاء لكسب أو التحكم في أحد افراد الاسرة. حيث يشمل هذا العنف عدة أنواع , أهمها :

▪العنف الجسدي : والذي يشمل الإيذاء الجسدي كالضرب والدفع واللطم...الخ.

▪العنف الجنسي : ويشمل إجبار المرأة على ممارسة الجنس قسراً أو التهديد بأمور سيئة إن لم تخضع الزوجة جنسياً لزوجها مثلاً , والذي يعتبر اغتصاباً في جميع الدول التي تحترم حقوق الانسان وتحترم مواطنيها , ويعاقب عليه بأشد أنواع العقوبات.

▪العنف النفسي : ويشمل الصراخ والتحجيم والقهر اللفظي والنقد المستمر على أتفه الأسباب.

-------------------------------------------------------

وهنالك العديد من أشكال العنف التي تنضوي تحت مسمى العنف الاسري مثل تعنيف الأطفال بالضرب أو النقد أو الارهاب النفسي والعاطفي , وهي من أكثر الأمور انتشاراً في مجتمعاتنا التي يطغى عليها الدين بشكل كبير. وعلاقة الدين بهذا العنف علاقة مباشرة تكاد أن تكون حصرية.

فمن المعلوم لدى معظم البشر أن الرجال متسلطون بطبعهم , يريدون السيطرة وفرض أوامرهم على من يحيط بهم بشكل مستمر , ومشاكل العنف الأسري هي مشاكل بشرية بحتة موجودة في كل مجتمع , ولكن الفرق بين المجتمعات الاسلامية , وباقي المجتمعات حول العالم , هو أن الاسلام أقر بهذه الطبيعة البشرية البدائية , وجعلها ركناً أساسياً بنيت عليه تعاليم دينية قذرة لا تزال تشوه مجتمعاتنا وتبعث فيها من الأمراض ما لا يمكن احصاؤه !!!

ففي المجتمعات المتحضرة والتي تحترم مواطنيها , تم تحديد سلطة الرجل وإعطاء المرأة قوة مساوية له أمام القانون , وتربية الأولاد على أساس المساواة بين الرجل والمرأة مما يُنتج علاقات زوجية صحية في المستقبل , مبنية على مبدأ الشراكة بين شخصين , لا على تسلط شخص معين على الاخر. واعطاؤه صلاحيات مطلقة.

وما زاد الطين بلّة في مجتمعاتنا هو زيادة التسلط الديني , ونخر القذارات الاسلامية في عقول الناس في كل مكان وزمان , كالسماح بضرب الأطفال لتأديبهم ولفرض الصلاة عليهم , الى اباحة ضرب المرأة ان لم تطع زوجها , الى اباحة اغتصابها من زوجها والسماح بالعنف الجنسي خوفاً من خرافات دينية كالملائكة التي ستلعنها ان لم تشبع زوجها الحيوان جنسياً !!...الخ.

كل هذه الأمور وأكثر يمكننا تتبعها ورؤيتها في مجتمعاتنا , والتي تنفضح ما أن يخرج الزوجان الى دول متحضرة , حيث ينفصلان عن بعضهما البعض , ما أن يتاح للمرأة الفرصة للمطالبة بحقها او الفرصة بالدفاع عن أطفالها من تسلط الأب وعنفه الأسري.

-------------------------------------------------------

الإسلام هو المسبب لغالبية العلل في دولنا , والحل الأفضل للجميع , هو تهميشه ووضعه جانباً كما فعل الأوربيون بالمسيحية , حيث أنها صارت منزوعة الدسم , لا تتسبب في أي مشاكل تستحق أن تذكر , والعلمانية هي الحل الوحيد الذي أثبت جدارته في بناء مجتمعات خالية من الأمراض النفسية والاجتماعية , وهذا ليس مستحيلاً مع المسلمين , فلكم في تونس خير مثال , وفي الكثير من الدول الأوربية ذات الغالبية المسلمة , مثل ألبانيا , والبوسنة والهرسك , وكوسوفو.

كلها دول ذات غالبية اسلامية , استطاعت التأقلم مع الحداثة الفكرية , واستطاعت أن تنهض بشعوبها نحو الأفضل بتهميش الدين ووضعه ضمن إطار محدود للغاية , وهذا الحل ليس مستحيلاً إطلاقاً , وكل ما يحتاجه هو توعية الأجيال القادمة والتعلم من أخطاء سابقة كالحروب الطائفية والعنف الأسري الذي يمكننا القضاء عليه بالتعقل واحترام المرأة وإعطائها حوقها كاملة , وتحكيم العقل والأخلاق عوضاً عن الغرائز الهمجيّة المرخّصة بالنصوص الداعشية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53


.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن




.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص