الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شذرات من الذاكرة/1

عماد ابو حطب

2022 / 1 / 16
الادب والفن


انسحاب المقاتلين من الفاكهاني وعودة عماد إليه،بعد ٢٥ عاما من التغييب/1

بينما الكل منشغل في رفع شارات النصر بعد حصار بيروت ،كان الجل يفكر ايضا، بعيدا عن البروبغاندا الإعلامية وكذبة النصر في معرفة إلى أين منفى سيتم الاجلاء بواسطة سفن وبوارج حلف الناتو،كان كل تنظيم يجهز قوائم مقاتليه وكوادره وقياداته،لم يكن الكادر الوسيط يعلم شيئا عن هذه التفاصيل،فهي من اختصاص الآلهة الذين لم يظهرأحد منهم منذ أيام حتى ما قبل إعلان وقف إطلاق النار،من كان ذو حظوة تم إبلاغه بإدراج اسمه ضمن قوائم المرحلين،ومن كان محسوبا على ابو فلان أو علان ضمن معرفة حتى موعد رحيله والى اي منفى.. ومن كان مثل سامر عبدالله كان مصيره إنتظار المجهول والبقاء في دوامة من نسأل ؟ والى من نتوجه؟ يمكنني القول والجزم أن ابن عبدالله رغم مكوثه مع قيادة الصف الأول في ملجأ القيادة الأسابيع الأولى للحصار،والذي شاءت الصدف ان يكون مركز مجلة الحرية لاعتبارات عدة اهمها الإعتقاد ان الفاشية الإسرائيلية لن تقصف مركزا اعلاميا ،وكون المبنى يملك ملجا من ٣ طوابق تحت الارض ويمكن وصله مع ملاجئ اكثر من بناية مجاورة،ولأنه كان يعمل فيه وينام بعد عودته لبيروت قبل الحصار باسابيع قليلة، رغم هذا التواجد واحتكاكه اليومي حتى مع الرأس الأول، إلا أنه ومنذ مغادرتهم هذا الملجأ ، قبل اتفاق فيليب حبيب،لم يعد يسمع عنهم شيئا، ترك مع مجموعة من ٥ مقاتلين لحراسة وهمية لمقر الحرية الذي بات مهجورا ، حيث كانت المجلة قد توقفت عن الصدور والمحررين انقطعوا عن المجيء،اليه، لا أحد فيه،إلا سامر عبدالله ومجموعة الحراسة، التي تركت لتنال الشهادة بصواريخ اللحظة الاخيرة.بينما بقي مركز الإعلام يرتاده البعض لإصدار النشرة اليومية التي صدرت في الأسابيع الأخيرة للحصار،تعويضا عن توقف الحرية.اختفى الجميع فجأة، وحين بدأ في تبليغ جحافل المنتصرين بترتيبات مغادرتهم،لم يتصل به احد،إلا لاحقا بعد بدء السفن بالتحرك حيث أبلغ من جانب س.ن انه مستثنى من المغادرة وعليه البقاء لإعادة بناء منظمات الجبهة مجددا بعد مغادرة الجميع،لكن أين يبقى ويذهب ؟ كان الجواب دبر حالك عند اقاربك مؤقتا،كأن الامس يعود،وكأن احداث ايلول في الاردن تتكرر،القيادة وبطانتها تفر وتهرب رافعة شارة النصر ،تاركة شعبها ولاجئيها للمجهول الأسود دون أي تخطيط أو افق.ما أشبه اليوم بالبارحة . هكذا غادر اسم سامر روحا مع الراحلين وعاد عماد إلى الفاكهاني والى حيث ولد قبل 25 عاما.ولم يذهب إلى مرفأ بيروت لتوديع احد فقد كان قلبه ينبئه بأن السواد ينتشر في سماء بيروت.
*نصوص من مجموعة جديدة قيد الإعداد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء


.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في




.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و