الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من مقدمة كتابي ( كيف عرفوا ؟ )

ماجد الحداد

2022 / 1 / 17
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


اول واهم طريقة للعد هي عدد اصابع اليدين لقربها المستمر للانسان .
لذلك المصريون قسموا الشهر لثلاثة عاشورات الذي تحولوا على يد بلاد النهرين . الى اربعة اسابيع .
و السبب المصريون لديهم تاسوع لانهم اجلوا انضمام النتر العاشر ( حورس ) . حيث انه يمثل الزمن ولم ياخذ نتريته وسلطته و مكانته في النظام الكوني الا بجهد و صراع من اجل استحقاق مكانته .
الا وهي عرش ابيه الذي سيحكم منه الارض .

الزمن هو البعد المادي الذي لا يمكن رصده او تحقيقة الا من خلال تأثيره في الأشياء ، نرى اثره بشكل خطي للمستقبل ، و هو ما يصنع اول طريقة للقياس الذي نسميه الماضي و الحاضر و المستقبل . و حتى الزمن بالسالب لو ذهب للمستقبل فهي فرضية لم تتحقق في نسبية اينشتين الا على الورق ، وانعدام الزمن في عالم الجسيمات الصغيرة في فيزياء الكم لا ينطبق على قياسنا الحقيقي للزمن في حياتنا الواقعية ، او لم نستطع قياس هذا الامر حتى الان .

هذا التحقيق يجعل الزمن لا يتحقق بذاته . فهو يحب ان يعتمد على باقي الابعاد الاخرى ومن خلال رصد الحركة والتغير في النقاط المكانية . نسمي تلك النتيجة ( الزمن ) .
هذا قد يفسر مثلا في اسطورة ( اوزير و الست وحورس ) ان حر و امه الست ، كانا يترجيان يوميا النتر ( رع ) ولمحكمة التاسوع ان يحكما لابنها حر في احقية العرش . وكان يتم تعمد اللامبالاة في الاجابة عن طلبهما ، رغم معرفتهم ان حر صاحب حق .
نفس الامر موجود لدى الهنود في اعتقادهم بوجود عشرة افاتارات يكونون مبادئ الكون ، آخرهم هو كريشنا الذي تتطابق أسطورته الوجودي مع حورس تقريبا في اغلب عناصرها ، والذي يحقق فكرة الزمن او السلطة الزمنية .

لكن بغض النظر عن الشكل السياسي للأسطورة والبيئيي الا انه بالفعل لا يتحقق الزمن الا بالتفاعل الداخلي المتكامل مع باقي ابعاد المادة المكانية ، لدرجة تجعلنا نعتقد ان الزمن بُعدا غير حقيقي وهو بُعد متخيل للقياس ، وليس متحققا بذاته كالأبعاد الثلاثة الواقعية كالطول والعرض والارتفاع في النظرية النسبية . حتى الفيزيائيان ( كلوزا ) و ( كلاين ) في مقترحاتهما عن البعد الخامس المادة قبل ان تستبدل بنظرية الاوتار الأكمل والاشمل لم يستبعدا ان الزمن بعد مستقل عن باقي الابعاد .

للعودة لسبب اختيار عدد ايام الاسبوع لرقم سبعة لدى البابايون انهم كانوا اكثر اهتماما بالفلك ، و كانت اشهر الاجرام السماوية المعروفة في وقتهم عددهم سبعة ) الشمس والقمر وعطارد والمريخ و المشترى و الزهرة وزحل ) . كذلك اكن لدورة القمر ٢٨ يوم ثم تقسيمه على اربعة لانه عدد زوجي كل شهر ، تعزيزا آخر لتوافقه مع عدد الكواكب المعروفة ، مع اعتبار وضع فرق باقي الايام بين الحساب القمري و الشمسي، ويصبح الشهر به اربع وحدات كل وحدة تسمى الاسبوع .
اما اهتمام المصريون و للهنود بالتفاعل المتكامل الوحدوي بين الانسان والكون جعلهم يا مرون ف بتصل الوجود اكثر ، فدفعهم هذا الى تفسير مكونات الكون بالتفصيل .

هذا التشابه العجيب تقريبا يتفق عليه اغلب الفيزيائيون في نظرية الاوتار الفائقة والي تعتبر اهم محاولة لتفسير ووصف الكون بداية من الجسيمات الصغيرة _ في مكونات الذرة _ حتى المعاملات النسبية للاجسام الكبيرة في نظرية واحدة ، تقترح نموذجا للكون ايضا فيه عشرة ابعاد ، تسع ابعاد مكانية وبعد واحد زمني ، محاكية بذلك نفس النسق الاسطوري للحضارات القديمة ، بل و محامية ايضا للتصور القبالي اليهودي لعشرة ( سفروتات ) كوّنوا شجرة الحياة ممكن ان يوصف الكون من خلالهم .
الغريب ان حتى اختيار الوصف والتسمية بالاوتار الفائقة ، وان المادة عبارة عن اوتار دقيقة مهتزة لها تردد معين هي ما تخلق _ مجازيا _ شكل المادة التي تراها .
و كأني اقرا تماما افكار ( فيثاغورس ) عن اهمية الموسيقى في تنظيم ووجود الكون ، وهو شئ بدا يدعو له بعد عودته الى اليونان من رحلة دراسته في مصر و انشاؤه لمدرسته الخاصة .
او كأني استمع للفيزيائي الشهير ( ميشو كاكو ) وهو يقول ان اغلب تصزراته عن نظرية الاوتار استوحاها من ( الزوهار ) كتاب القبالة اليهودية .

هذا ليس الغريب ، بل هناك الاغرب ...
لا تعتقد ان نظرية الاوتار الفائقة مثبته تجريبيا ... فهي صرح من المعادلات الرياضية ضخم ومعقد ، بمعنى انها صحيحة رياضيا بالارقام والمعادلات ، لكنها غير مؤكدة تجريبيا .
اي ان تلك النظرية هي انتاج خيالي مذهل وممنطق رياضيا ، لكننا فشلنا من اثباته واقعيا او اكماله حتى الان على الاقل .

لك ان تعرف ان اختيار رقم عشرة كان لاسباب مورفولوجية بحته ادت لتأصيل هذا الرقم في لاوعي الانسان .
وبناء على ذلك ، كثير من معالجات النظرية رياضيا بالحواسيب الآن اوصلتنا ان المادة تتحمل من ١١ الى ١٦ بعدا !!!
و هذا ينسف قدسية رقم تسعة انه آخر عدد صحيح ليس بجانبه عدد آخر مثل رقم عشرة الذي يعيد الواحد و الصفر بجانب بعضهما ...
هذه نظرية غير متماسكة بالمرة ، لان قياسها قائم على تدوين الارقام بالكتابة العربية والهندية ، وليست على حقيقة الرقم نفسه .
اي انه لا يمكن تطبيق تلك النظرية مع الارقام اللاتينية والهيروغليفية مثلا .
وينسف قدسية رقم سبعة ايضا الا في اشكالية عدد الوان الطيف وعدد النغمات الاساسية للسلم الموسيقي ، سنناقش ذلك فيما فصل آخر .
السؤال المهم الذي نحن هنا للاحابة عنه .
كيف عرف القدماء تقسيم المادة لعشرة ابعاد وحددوا البعد الزماني عن المكاني بنفس ما فعله علماء فيزياء القرن العشرين برياضيات متطورة . لم تكن متوفرة في الزمن القديم ، او لم يصل الينا تقدمهم الرياضي مكتوبا بل بشكل واقعي مسجل في اسطورة ؟
و من اين اتت تلك العبقريات الهندسية والطبية و في كافة مناحي العلم . بل بشكل اعجازي لازلنا نحتار فيه في القرن الواحد والعشرين .
سنحاول الإجابة على تلك الاسئلة في كتاب ( كيف عرفوا ؟ )
لاننا جميعا مندهشون وشغوفون ان نعرف فعلا كيف عرف هؤلاء كل تاك الأمور ؟


( حقوق الملكية الفكرية محفوظة )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. شبكة -أي بي سي- عن مسؤول أميركي: إسرائيل أصابت موقعا


.. وزراءُ خارجية دول مجموعة السبع المجتمعون في إيطاليا يتفقون




.. النيران تستعر بين إسرائيل وحزب الله.. فهل يصبح لبنان ساحة ال


.. عاجل.. إغلاق المجال الجوي الإيراني أمام الجميع باستثناء القو




.. بينهم نساء ومسنون.. العثور جثامين نحو 30 شهيد مدفونين في مشف