الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جامعة الصرة... شهادة للتاريخ

داخل حسن جريو
أكاديمي

(Dakhil Hassan Jerew)

2022 / 1 / 19
التربية والتعليم والبحث العلمي


شهدت جامعة البصرة خلال فترة عملي الممتدة من 31/3/1968 ولغاية 31/7/1993, أستاذا ورئيسا للجامعة لمدة ثمان سنوات , أحداثا غريبة وغير مألوفة في الوسط الجامعي أوجزها بالآتي :
1.غرق مباني الجامعة بسبب فيضان نهر الكارون بإيران في شهر مايس عام 1968 , مما تسبب بوقف الدراسة وتأجيل الإمتحانات النهائية لأول مرة في تاريخ التعليم إلى نهاية شهر آب , وإجراء إمتحانات الدور الثاني في نهاية شهر أيلول, حيث لم تتمكن الجامعة من إيجاد أماكن بديلة مناسبة لإجرائها في موعدها المحدد.
2.غرق بعض الطلبة في مياه شط العرب بسبب سقوطهم من معبر الجامعة الذي كان يستخدم لنقل الطلبة وجميع منتسبي الجامعة من منطقة العشار إلى موقع الجامعة في قضاء شط العرب , في أكثر من حادث راح ضحيتها عدد من الطلبة.
3.قيام رجال المخابرات الإيرانية بمحاولة إغتيال الدكتور موسى الموسوي (جده المرجع الدينى الأعلى في النجف السيد أبو الحسن الاصفهاني في عقد الخمسينات من القرن المنصرم) الذي يحمل الجنسية الإيرانية ,حيث كان يعمل تدريسيا بكلية الآداب عام 1969, لكونه كان معارضا لنظام شاه إيران , أثناء تجواله مساء في شارع الكورنيش مع الدكتور مسلم عبد الرزاق أحد تدريسيي كلية الآداب من ذوي الميول اليسارية, لكن الدكتور الموسوي لم يصب بأذى ويقتل زميله الذي ليس له ناقة ولا جمل في القضية . قام طلبة الجامعة ومنتسبوها بمظاهرة إحتجاجية صاخبة ومهاجمة مبنى القنصلية الكائن في شارع فلسطين وإحراقه. وتجدر الإشارة إلى أن التدريسي المغدور كان من طائفة الصابئة المندائيين ومن ذوي التوجهات السياسية اليسارية من خريجي الإتحاد السوفيتي. وخوفا من تكرار هذا الحادث إضطر التدريسي الإيراني إلى الإنتقال إلى جامعة بغداد , ليستقر فيما بعد في الولايات المتحدة الأمريكية , حيث تصادفت رؤيته أكثر من مرة في فندق الرشيد أثناء فترة الحرب العراقية الإيرانية في عقد الثمانينيات بدعوة من الحكومة العراقية.
4.إغتيال رئيس الجامعة المرحوم الدكتور خليل الطالب في مكتبه من قبل الطالب البعثي موسى رئيس منظمة الإتحاد الوطني لطلبة العراق في الجامعة بسبب فصله من الجامعة بعد أن ضبط بحالة غش في الإمتحان النهائي عام 1970, حيق تقضي التعليمات الإمتحانية رسوب الطالب في الدورين الأول والثاني في حالة ثبوت غشه أو محاولة غشه في أي من الإمتحانات النهائية , ولكونه أصلا راسبا في السنة السابقة , لذا رقن قيده من الدراسة لرسوبه سنتين متتالتين . حاول الطالب المذكور عبثا تلافي فصله من الجامعة بالتوسط لدى رئيس الجامعة , ونتيجة شعوره باليأس أبلغ رئيس الجامعة بنيته قتل مراقب القاعة الذي مسكه متلبسا بحالة الغش, ولمحاولة رئيس الجامعة ثنيه عن ذلك وهو في فورة غضب دفعته لقتل رئيس الجامعة والفرار من الجامعة . إتخذ محافظ البصرة حينذاك الراحل محمد محجوب الدوري موقفا جريئا وشجاعا بإستحصال موافقة رئيس الجمهورية يومذاك احمد حسن البكر , بإعدام الطالب فورا وتعليق جثته أمام مبنى رئاسة الجامعة في الحرم الجامعي في التنومة , وهو ما تم تنفيذه فور إلقاء القبض على الطالب الجاني.
5.سجن عميد كلية الهندسة الدكتور عبد الحسين شلاش الأستاذ المساعد المنتدب من قسم الهندسة الكهربائية من كلية الهندسة بجامعة بغداد, بسبب خلاف إداري بشأن إقرار نتائج الإمتحانات النهائية بينه وبين رئيس الجامعة الدكتور نزار نظيف الشاوي , مما أحدث بلبلة في صفوف الطلبة, إستغلتها إذاعة ألأهواز الإيرانية في حملة دعائية ضد العراق المتوترة علاقاته أصلا مع الحكومة الإيرانية , ومحاولة رئيس الجامعة إلقاء تبعية ذلك على عميد كلية الهندسة , ليحكم عليه بالسجن ستة أشهر في سجن أبو غريب عام 1971, ليعاد إليه الإعتبارفيما بعد بتعينه خبيرا بوزارة الصناعة.
6.شهدت جامعة البصرة في عقد السبعينيات حادثة مروعة لم تشهدها الجامعة وربما مدينة البصرة من قبل , حيث قامت إحدى الموظفات العاملات برئاسة الجامعة بقتل زوجها التدريسي من منتسبي كلية الإدارة والإقتصاد أثناء نومه ليلا , وقتل طفلها الرضيع والإنتحار فيما بعد دون معرفة الأسباب.
7.إندلاع الحرب العراقية الإيرانية التي إمتدت من شهر أيلول عام 1980 ولغاية شهر آب عام 1988 , حيث تعرضت الجامعة للقصف المدفعي الإيراني المباشر منذ اليوم الأول لإندلاعها , وتدمير الكثير من مبانيها خلال سنوات الحرب الثمان , وبخاصة مبانيها الكائنة في قضاء شط العرب التي لم تكن تبعد عن الحدود الإيرانية سوى (20) كيلومتر, مما إضطر الجامعة هجرها والتخلي عنها نهائيا فيما بعد , فضلا عن تقديم الجامعة ضحايا بشرية كثيرة جراء تلك الحرب الملعونة.
8. غزو الكويت عام 1990وما ترتب عليه من تبعات تدميرية لاحقة طالت العراق برمته ,ما زال العراق يئن تحت وطتها حتى يومنا هذا . أن ما يعنينا هنا ما لحق بجامعة البصرة من دمار شامل وتخريب وأعمال سلب ونهب لكثير من ممتلكاتها في عمليات العنف التي شهدتها مدينة البصرة في أعقاب إخراج القوات العراقية من الكويت عام 1991.
ولله الحمد في الأول وفي الآخر , وبفضل جهود الخيرين من منتسبي الجامعة , إستطاعت الجامعة النهوض من تحت الرماد , لتبقى شعلة العلم والنور وهاجة في سماء البصرة الفيحاء . حما الله البصرة وجامعتها المعطاء من كل شر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بسبب سفرك للدراسات العليا فقد شاب التوثيق بعض عدم
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2022 / 1 / 20 - 08:08 )
الدقه-وللاسف نسيت بعض السلبيات مثل تعيين ابن الشارع ضويبط الاستخبارات اكرم صبحي رئيسا لجامعة البصره وان حنقبازا مثل مصطفى النجار صار -المؤرخ العربي رقم واحد-واذل الكثير من الناس-كما انك دكتور داخل للاسف لم تذكر ولو واقعه حسنه واحده عنها كما وان الشهيد الدكتور عبد الرزاق مسلم لم يكن مغمورا فقد كان من كبار مدرسي الثانوية في الناصرية ومن المناضلين التقدميين المتفانين لخير العراق وتطوره ومنذ العهد الملكي البائد وكذالك كانت زوجته الفاضله السيده نعيمه العيال-طبعا مع الشكر دكتور داخل-ومن اجل مصداقية كلامي فانا تدريسي يحمل الدكتوراه قبل انتسابك شابا يانعا تحمل البكالوريوس سرعان ماسافرت بمنحة صاحبنا مستر فايف برسنت العراقي الارمني الطيب -وقد نسيتي اسمه الان وهو رجل خير --للحصول عالدكتورا شكرا لتوثيقك بعض احداث جامعتنا الدناميكية المحبوبه جامعة البصره -تحياتي

اخر الافلام

.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في معرض البندقية


.. الهجوم على رفح أم الرد على إيران.. ماذا ستفعل إسرائيل؟




.. قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في المحادثات بين إسرائيل وحماس


.. إسرائيل تواصل قصف غزة -المدمرة- وتوقع المزيد من الضحايا




.. شريحة في دماغ مصاب بالشلل تمكّنه من التحكّم بهاتفه من خلال أ