الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القشامر وقشمرتهم المصخمة

كاظم فنجان الحمامي

2022 / 1 / 22
كتابات ساخرة


تُجمع كلمة (قشمر) على (قشامر). وهي من المفردات الشائعة في العراق وبعض المدن الخليجية، فالقشمر هو الشخص الذي يمكن خداعه بسهوله. .
قد يظن البعض أن أصلها فارسي. وتتكون من مقطعين: (غاش - مار). (غاش): تعني قليل الفهم، و(مار): تعني مريض أو مختل عقلياً. لكنها في العربية الفصحى تعني: الشخص الغليظ القصير. وأحياناً يستبدلون القاف بحرف الغين، فتصبح (غشمر)، وهي أيضا فصحي، وتعني: يضلل ويغش. ولها في اللهجة العراقية أكثر من معنى، وتطلق على الغبي والأثول والطايح الحظ، الذي لا يميز بين ما يضره وما ينفعه، ولا يعرف الخطأ من الصواب. أما المعنى الحقيقي لها في هذه المرحلة الفوضوية التي نمر بها الآن، فتعني: أصحاب العقول المشفرة، الذين لا يعرفون الحق من الباطل، وتشمل أيضا الزعماء العرب، الذين فقدوا مروءتهم، وتمادوا في التآمر علينا، حتى تدهورت أحوالنا بسبب تجاهلهم لآلامنا، وتغافلهم عن مآسينا، وتهافتهم نحو تنفيذ مشاريع أسيادهم التوسعية، حتى وصل بهم الخنوع إلى اليوم الذي كانت فيه الرئيسة الأرجنتينية (كريستينا فرنانديز) أكثر بلاغة منهم في محضر دفاعها عن العرب، وهي تلقي خطابها المدوي تحت قبة مجلس الأمن، وتتكلم بحرقة عن مصائبنا. نجمة تفردت في سماء العدل الدولي. شجاعة وجرأة في قول الحق لم نرها في حكام خردة. أقل ما يمكن وصفهم أنهم قشامر ولا يحسنون التصرف. عندما يشترك الإعلام العربي كله بإخفاء صورة المسجد الأقصى، وإظهار صورة بديلة بهدف طمس معالمه، وحذفها نهائياً من ذاكرتنا المعطوبة، عندئذ يمكننا القول: أن هؤلاء قشامر حتى النخاع. وعندما يخرج الناس بالآلاف في شوارع الإكوادور وتشيلي والبرازيل احتجاجا على المذابح، التي ارتكبها الدواعش ضد المسيحيين والأيزيديين شمالي العراق، في الوقت الذي تنشغل فيه جموع غفيرة من شبابنا بمتابعة نتائج تصفيات الليغا الاسبانية بين ريال مدريد وبرشلونة، عندئذ يمكننا القول: أننا صنعنا جيل جديد من صغار القشامر. وعندما تبكي المذيعة الروسية في تلفزيون موسكو، وتذرف الدموع على مشاهد أطفال سوريا الذين ينامون في العراء، ويعيشون من دون مأوى، بينما تغرق مذيعة قناة الجزيرة في قطر بنوبة من الضحك الهستيري، وتتمادى في سخريتها على ما آلت إليه أحوالنا في هذا التيه العربي، عندئذ ينبغي أن نعترف بتفشي ظاهرة القشامر في القنوات المرئية والمسموعة. وعندما يحتشد زعماؤنا، في المسيرة الجنائزية الأوربية، للتعبير عن حزنهم على ضحايا التفجير الباريسي الوحيد، ويتجاهلون قوافل الشهداء الذين مزقتهم العبوات الناسفة، يحق لنا أن نطلق كلمة (قشامر) على هذه الحفنة من الزعماء الحنقبازيين. وعندما تتعالى أصوات المنظمات الطائفية المتطرفة التي تفننت بصناعة الموت والدمار، وتخصصت بالقشمرة السوداء، فاستدرجت الشباب نحو کهوف الجاهلية الأولى، ودفعتهم نحو التقوقع في خنادق التخلف، بذرائع شتى لا تخطر على بال إبليس نفسه، عندئذ يمكننا أن نجزم أن هذا التفسخ الفكري، والتدهور العقائدي، والتمزق الوطني هو الذي يمثل المعنى الحقيقي لكلمة (قشامر).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه