الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمم المتحدة.. (كبش فداء) للسياسات الأميركية الخاطئة!!

فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري

(Fayad Fakheraldeen)

2006 / 9 / 3
العولمة وتطورات العالم المعاصر


استوقفتني جملة هامة وردت في ميثاق الأمم المتحدة حول المهمة الأساسية لهذه المنظمة وهي (إنقاذ الأجيال المتعاقبة من ويلات الحرب)!!..
وهي المنظمة التي أسست بعد الحرب العالمية الثانية كتعبير عن تضامن أممي ضد ويلات الحرب.. ومآسيها داخل الضمير الإنساني..
ورغماً عن رأي (تشرشل) آنذاك حين كان يعبر عن استخفافه بهذه المنظمة ويدعوها (هذا الشيء)!!.. من حيث أنها تشكلت لتعبر عن مصالح الأمم المنتصرة في الحرب.. أكثر من أن تكون (برلماناً) للإنسانية كما ورد في بنودها..
إلا أن هذه المنظمة العالمية لعبت في مراحل معينة من تاريخها دوراً إيجابياً إزاء الشعوب والأمم المستضعفة (أزمة خليج الخنازير.. الاقتتال الأهلي في الكونغو.. في كوسوفو وسراييفو).. على سبيل المثال..
إلا أنها اليوم باتت (شيئاً) آخر.. وأكثر بعداً عن أي مرمى له علاقة بالعدالة الدولية والمساواة بين الأمم والشعوب..
فمنذ حصار العراق وما ترتب عليه من عمليات أشبه بالإبادة الجماعية للأطفال العراقيين.. ثم سلسلة الفضائح المالية والصفقات الفاسدة في برنامج النفط مقابل الغذاء.. مروراً بعجزها عن لعب أي دور عادل ومؤثر في وجه الغزو الأنكلو-أميركي للعراق.. وصولاً إلى هذا الدور الهزيل الذي لعبته في الحرب اللبنانية-الإسرائيلية الأخيرة..
وليس من الضروري التذكير بمئات القرارات التي صدرت عنها ولم تكن تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به..
ومع ذلك تصر الدول الضعيفة على اللجوء لهذه المنظمة كلما شعرت بخطر دولي يتهددها.. وفي العالم أجمع لم تطرق باب الأمم المتحدة حكومة أكثر من الحكومات العربية على اختلاف مسمياتها واختلاف المراحل التاريخية..
رغم أن هذه المنظمة لم تنصف العرب يوماً.. إن كان في حروبهم مع إسرائيل أو فيما يخص أراضيهم المغتصبة من قبل دول الجوار..
ولن يكون القرار 1701 آخر قرارات الأمم المتحدة الذي تتخذه ضد شعب عربي مستضعف.. وتقف من خلاله مع الغطرسة الإسرائيلية ـ الأميركية وهمجيتها..
الأمم المتحدة اليوم في أضعف حالاتها وأكثرها (عرياً) أمام أنظار الرأي العام العالمي.. الذي بات يرى فيها مطية للقوى الكبرى في العالم..
خصوصاً في ظل تخبط السياسات الأميركية منذ سقوط الاتحاد السوفييتي وانفرادها بالسيادة العالمية..
وإعلانها الحرب على ما سمي بـ(الإرهاب الدولي) ونشر الديمقراطية عند الشعوب والأمم التي تعاني من أنظمة استبدادية..
في ظل هذه الدعوة الأميركية تم غزو أفغانستان والعراق.. والتمهيد لإعادة رسم المنطقة الشرق أوسطية من جديد...
من خلال إسقاط بعض الأنظمة الشمولية أو تغيير سلوكها..
لكن الذي حدث في هذا الخبط الأميركي العشوائي أن الشعوب باتت تتحسر على فقرها واستبداد حكوماتها الوطنية بها..
ففي أفغانستان خسر الشعب استقلاله وأمنه اليومي.. وظل الفقر والاضطهاد والقتل..
وفي العراق خسر العراقيون استقلالهم وأمنهم ودخلوا في حرب أهلية لا يعلم إلا الله نهاية لها.. فضلاً عن التدخل الإقليمي في شؤونهم وارتهان مستقبل أبنائهم لهذا التدخل..
كذلك في لبنان.. وربما الشعب السوري والمصري والسعودي وغيرهم سيعانون من المصير نفسه ويشربون من كأس الديمقراطية الأميركية نفسها..
في إطار كل هذه التطورات.. وهذا الفحش الأميركي تبرز الأمم المتحدة كمنظمة عالمية (البرلمان الإنساني) كما تدعي محاولة (ترقيع) هذا الثوب الاستعماري لأميركا والقوى الكبرى في أوروبا..
الأمم المتحدة تحولت إلى (كبش فداء) للسياسات العالمية الخاطئة التي أجرمت ـ وما زالت ـ بحق شعوب المنطقة وأجيالها القادمة..
رحم الله الزعيم البريطاني وينستون تشرشل.. حين كان يترفع عن ذكر اسم هذه المنظمة وينعتها بـ(هذا الشيء)!! وربما بهذا المسخ الذي حاول عمالقة الحرب العالمية الثانية تسويقه إلى الشعوب المهزومة والأمم الصغيرة في سبيل استباحتها.. بشكل شرعي!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة