الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللغة العربية

لؤي الشقاقي
كاتب _ صحفي _ مهندس

(Dr Senan Luay)

2022 / 1 / 24
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


يحتفل العالم والعالم العربي خصوصاً يوم 18 ديسمبر كانون أول من كل عام باليوم العالمي للغة العربية، وهو اليوم الذي أصدرت فيه الأمم المتحدة قرارها عام 1973 بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.

وجاء هذا القرار باقتراح قدمته وقتها كلًا من المغرب والسعودية خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة "يونيسكو".

وبحسب المصادر والمراجع ومعاجم اللغة العربية، فإن عدد الكلمات في اللغة العربية "سواء المستخدمة أو المهملة" تبلغ 12,302,912 كلمة دون تكرار وعدد جذور اللغة العربية هو 16,000 ،
وعدد الجذور المستعملة فقط 11,232 .

يُذكر إن أقدم مخطوطة في العالم مكتوبة باللغة العربية وجدت في منجم في صحراء سيناء، منذ 4000 سنة .

ولبيان جمال وبلاغة واسرار تلك اللغة سأذكر احدى الصور اللغوية التي تختص بها العربية ..
هناك سر في اختصاص القرابة من جهة الأمّ بحرف الخاء ، مثل خال وخالة ؟
واختصاص القرابة من جهة الأبّ بحرف العين ، مثل عمّ وعمّة ؟
وحرف الجيم مشترك بينهما في الجدّ والجدّة ؟

الجيم في الجدّ والجدّة هي جيم الجَذر ، لأنهما جذر مشترك للوالِدَين
وكذا كل قرابة من ناحيتهما جدّ وجدّة ..
والعين في العمّ والعمّة هي عين العِرق ،الذي منه ينزع الولد لأبيه : لعله نزعة عِرق
وكذا كل قرابة من ناحيته عمّ وعمّة ..
والخاء في الخال والخالة هي خاء الخَدّ ، لأن الأمّ هي الخدّ
بمعنى الشق في الأرض الذي يوضع فيه الولد كالبذرة في الحرث ، ومنه الأخدود
وكذا كل قرابة من ناحيتها خال وخالة ..
ج .. جَذر
ع .. عِرق
خ .. خَدّ ..

وسأخذ مثالاً اخر يدل على جمال اللغة ورقيها من خلال استعارتها لمصطلحات لا تخدش أُذن المستمع وتوصل لهُ الفكرة والهدف بصورة مباشرة وهي قمة في الأدب والحياء مع إن الموضوع يخدش الحياء ويمس السمعة ..
القحبة والقحب ..
كلمة "قحبة" في اللغة العربية تُوصَف بها المرأة البَغِيّ، أي التي تجامع الرجال مقابل المال
الحقيقة أن الأمر كلهُ مدهش، فبالاطّلاع على ما في المعاجم العربية "لسان العرب ومختار الصحاح والوسيط وغيرها" تُدرِك أن المجاز استُعمِل وانتشر كالعادة حتى طغى على الحقيقة، ثم أصبح يجري مجرى الحقيقة.
الحقيقة أن الفعل "قحَب/يقحُب" معناه "سَعَلَ"، أي "كَحَّ"، ومصدره "القَحْبُ" و"القُحاب" على وزن "السَّعْل" و"السُّعال".
وكان الرجل المُسِنّ إذا كثر سُعالُه وُصف بأنه "قَحْب"، أي كثير السعال.
فما قصة "القحبة"؟
كانت المرأة البغيّ إذا أرادت أن تدعو مَن يطلبونها إلى نفسها، وتخبرهم أنها جاهزة لهم، لا تدعوهم بالاسم، ولا باللفظ الصريح، بل كانت "تقحب"، أي "تكحّ" عدة مرات، وكانوا بدلًا من وصفها بكلمات "جارحة" أو "خارجة"، يستعملون المجاز تأدُّبًا "نعم، تأدُّبًا" فيقولون "قحبة".
تَخيّل أن صفة "قحبة" كانت تُقال من باب الأدب!
بالطبع مع مرور الزمن طغى المجاز على الحقيقة، وأصبح من العيب أن توصف المرأة إذا سعلت بأنها "قحبة"، وأستمر اللفض المستعار الى يومنا هذا .

إنها اللغة العربية يا سادة ، اقترح على الحكومات العربية أن تحدد يوم 12/18 ليتحدث كل موظفي الدولة ومدارس الاطفال باللغة العربية فقط لكي يُعاد لها بريقها ورونقها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل