الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوثيون الزيديون ( أنصار الله)

حسن مدبولى

2022 / 1 / 24
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


شنت قوات ما يسمى بالتحالف العربى بقيادة السعودية والإمارات، عدوانا إجراميا ضد المدنيين فى العاصمة اليمنية صنعاء، وكذلك ضد مدينة صعدة الحيوية التى تبعد عن العاصمة حوالى 243 كم، مما أدى إلى إستشهاد ما يزيد عن مائتى مواطن يمنى بعضهم سقط نتيجة قصف أحد السجون المدنية وذلك بحجة الرد على قيام الحوثيين باستخدام طائرات بدون طيار لقصف أماكن حيوية فى أبو ظبى ، رغم أن الهجمات على أبو ظبى جائت بعد تحذيرات متعددة للإمارات و ردا على عدوانها المستمر ضد قوات الجيش اليمنى التابع للحوثيين فى محافظات شبوة والحديدة ومأرب وتعز ، وكذلك نظرا لقيام القوات الاماراتية باحتلال مناطق وموانئ حيوية فى جنوب ووسط اليمن ؟
ولأن الشيئ بالشيئ يذكر ، فلابد من التوضيح هنا أن الحوثيين أو الزيديين أو جماعة أنصار الله هم جزء لا يتجزأ من الشعب اليمنى و يقطنون فى معظمهم بالشمال اليمنى ،خاصة فى مدينة صعدة وفى العاصمة صنعاء وعدة محافظات أخرى ، و هم ينتمون للطائفة الزيدية الإسلامية العربية العريقة، التى تنتسب الى الامام الشهيد زيد بن على بن الحسين بن على بن ابى طالب والتى تمثل حوالى 25% من عدد سكان اليمن البالغ حوالى 30 مليون نسمة ، ورغم أن الزيديين يعتبرون من أتباع المذهب الشيعى،إلا أنهم يختلفون اختلافا جذريا فى تعاليمهم المذهبية عن الشيعة ، بل هم أقرب إلى الإسلام السنى ،فالزيديين بقيادة الحوثي لا يؤمنون بحتمية الأئمة الاثنى عشر ، ولا بالإمام الغائب أو المعصوم ، بل و يعتقدون بأن الامامة تجوز لكل عالم عادل تقى مؤهل وصاحب كفاءة ، كما أن الزيدية مذهب ثورى مجاهد لا يعترف بالسلبية او الاستكانة ولا يقبل بالظلم والفساد كما هو الحال ببعض المذاهب والطرق السلفية والصوفية السنية ،وقد سبق أن أقام أتباع الطائفة الزيدية دولة عريقة كان مركزها بمحافظة صعدة عاصمة الدولة الزيدية-التى استمرت منذ عام 898م وحتى عام 1962م،،،
فالزيديون أو الحوثيون هم قوم يمنيون عرب لم يأتوا إلى الجزيرة العربية كوافدين ،بل يمكن القول بأنهم أصل العروبة والأكثر رسوخا من الناحية العقائدية وهم الأكثر غيرة وحمية على الثوابت الإسلامية من غيرهم من المنافقين المجرمين القتلة الذين يعيثون فى الأماكن المقدسة فسادا ولا يحركون ساكنا تجاه الإساءات الممنهجة التى توجه لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بينما خرج الحوثيون وأنصارهم بالملايين احتجاجا على تلك الإساءات رغم ظروفهم المأساوية بسبب القصف والحصار؟

إن المشكلة الحالية فى اليمن ليست بسبب تعاليم المذهب الزيدى ولا فى تطرف الحوثيين وتمردهم على نظم وقوانين الدولة اليمنية ، ولا حتى فى مزاعم عمالتهم لإيران كما يشاع ، لكن المشكلة الحقيقية التى تعكسها الحقائق على الأرض تكمن فى عدم رضاء القوى الكبرى وذيولهاالإقليمية عنهم ورفضها أى تواجد لهم فى دوائر السلطة باليمن التعيس نتيجة للمواقف الثورية و الوطنية والقومية والإسلامية المعلنة فى خطابات وادبيات الحوثيين منذ عام 2004 ، وخاصة تلك التى تتعلق برفض الاحتلال الصهيونى للأراضى العربية، و التضامن مع غزة ومع جنوب لبنان، وتمسكهم بإعلان العداء للصهاينة والامريكان كشعار رسمى لهم يرفعونه خفاقا وسط منطقة الخليج ؟

وقد بدأ التضييق على الحوثيين منذ عام2004 ،حيث تم مهاجمتهم وقتل قائدهم البرلمانى السابق حسين بدر الدين الحوثي، والذى أدى مصرعه إلى نشوب العديد من المعارك فيما بعد بين الجيش اليمنى المدعوم من بعض دول الخليج، ضد سكان محافظة صعدة عموما ، وجماعة حسين الحوثى خصوصا،
كما تفاقمت الضغوط ضد الحوثيين عام 2006 عقب العدوان على لبنان وغزة وبعد تولى السيد. عبد الملك بدر الدين الحوثى زعامة الجماعة ، وفى مايو 2007 وقع قصف بالقنابل والاسلحة الثقيلة بواسطة مدفعية ومدرعات الجيش اليمنى الرسمى مسنودا ومدعوما بطائرات المملكة السعودية ضد السكان المقيمين بإقليم صعدة فى الشمال اليمنى ، وكان الضحايا هناك بالالاف-بين قتيل وجريح غالبيتهم من الأبرياء العزل وسط صمت أممى ودعم غربى ،
وهو ما يعنى أن القصف الخليجى ضد اليمنيين كان مستمرا قبل نشوب الخلافات السياسية التى وقعت عقب الربيع العربى وثورة اليمن،ومحاولات السعودية تنصيب حكومة موالية لها تستبعد أهم الفصائل الثورية التى ساهمت فى خلع الرئيس الراحل على عبدالله صالح ، فقوبلت تلك المحاولات بمقاومة من الحوثيين دفاعا عن وجودهم ؟
وهو ما ينفى أيضا كل مزاعم ما يسمى بالتحالف العربى الذى يدعى المتحدثون باسمه بأن العدوان السعودى الاماراتى الحالى ضد الحوثيين خاصة ،وضد سكان اليمن بوجه عام ،يتم من أجل عودة الشرعية ؟ أو بناءا على طلب تلك الشرعية المشبوهة التى تم فرضها قسرا وقهرا فوق أعناق الشعب اليمنى والتى حاولت إقصاء القوى التى تبتغى وطنا مستقلا وإبعادها عن الشراكة فى الحكم بحجة إيران !!
فمشاركة الخليجيين فى قصف الحوثيين وقتل أنصارهم - كما أشرنا -بدأت منذ أكثر من خمسة عشر عاما وقبل أى حديث عن انقلابات حوثية أو عدوان على الشرعية ،
وحتى لو صح موضوع الشرعية المرفوع كقميص عثمان وكمبرر للعدوان والقتل على الهوية،فإن ذلك يعتبر موضوعا مضحكا ومثيرا للسخرية، فمن يرفعون شعار الشرعية في اليمن، هم أنفسهم من ساهموا ويساهمون في قتل وسحق كل شرعية وطنية استقلالية حرة فى عالمنا العربى والإسلامى منذ بداية الربيع العربى ، والأمثلة لا تعد ولا تحصى؟
#حسن_مدبولى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا