الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تدمير حل الدولتين يقود لخيار الأبارتهايد (3/3)

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2022 / 1 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


أصوات إسرائيلية ودولية تطلق تحذيرات متكررة من الأبارتهايد
سبق لمركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بيتسيلم) أن أصدر تقريرا في مطلع العام 2021، جاء فيه أن النظام الذي تفرضه إسرائيل في كل المنطقة التي تسيطر عليها (داخل الخط الأخضر وفي القدس الشرقية والضفة وقطاع غزة) هو نظام يقوم على تحقيق وإدامة تفوق جماعة واحدة هي اليهود على جماعة أخرى هي الفلسطينيين، وهذا النظام تجاوز السقف التعريفي لوصفه كنظام ابارتهايد، وقد تكوّن بفعل تضافر مجموعة من العوامل التي تراكمت على مدى السنين، وشملت السياسات والتشريعات تجاه الأرض والجنسية وحرية الحركة والحقوق السياسية.
لم يثر التقرير عند صدوره لا الهزّات ولا الارتدادات التي تنسجم مع مضمون الإدانة الخطير الذي يحمله، فهذه الاتهامات مألوفة للمسؤولين الإسرائيليين من قبل منظمات حقوق الإنسان والجماعات اليسارية المحلية والدولية، والتي غالبا ما يجري شيطنتها ووصفها بأنها تدور في فلك اللاسامية وتهدف لنزع الشرعية عن إسرائيل.
قبل بيتسيلم، وردت اتهامات الأبارتهايد في عدد من التقارير والتي لم تثر هي أيضا الضجة التي تتناسب وخطورة التوصيف. فقد ورد ذلك في تقرير اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا التابعة للأمم المتحدة، حيث أعلنت ريما خلف وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة ومسؤولة هذه اللجنة الأممية، في آذار 2017 أن إسرائيل التي يشجعها تجاهل المجتمع الدولي لانتهاكاتها، نجحت طوال العقود الماضية "في فرض نظام فصل عنصري عبر وسيلتين، هما تفتيت الشعب الفلسطيني سياسياً وجغرافياً لإضعاف قدرته على المقاومة وتغيير الواقع، وقمع جميع الفلسطينيين بقوانين وسياسات وممارسات شتى وذلك بهدف فرض سيطرة جماعة عرقية عليهم وإدامة هذه السيطرة".
لكن الأمانة العامة للأمم المتحدة، وكانت في بداية عهد تولّي أنطونيو غوتيرتش لمنصبه في مطلع العام 2017، لم تتبنّ تقرير الاسكوا ما دفع السيدة خلف للاستقالة بعد ثلاثة أيام فقط من إعلان تقرير اللجنة.
منظمة "ييش دين" أصدرت هي الأخرى تقريرا مشابها في مضمونه وذا طبيعة قانونية، وصفت فيه النظام القائم في الضفة الغربية والمبني على أساس وجود جماعتين قوميتين في نفس الحيز الجغرافي، تتمتع إحداهما بكامل حقوقها السياسية والمدنية، بينما تحرم منها الجماعة الأخرى بأنه "جريمة فصل عنصري".
وسبق للرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر أن حذر من هذا المصير في وقت مبكر، حين نشر كتاباً عام 2006 بعنوان "فلسطين: سلام وليس فصلاً عنصرياً"، محذرا فيه إسرائيل من أنها لا يمكن أن تظل دولة يهودية وديمقراطية في الوقت نفسه إذا استمر احتلالها للأراضي الفلسطينية، فإما أن يتمتع الفلسطينيون بالحقوق نفسها التي يتمتع بها الإسرائيليون، ما يهدد "يهودية" دولتهم أو يحرم هؤلاء السكان من هذه الحقوق، فتفقد إسرائيل طابعها الديمقراطي.
وإزاء هذه الواقع الذي يتشكل على مرأى الجميع، يحذر السفير الإسرائيلي السابق ميخائيل هراري قادة إسرائيل من الركون للوضع المريح الذي توجد فيه إسرائيل الآن، سواء بسبب تفكك ما أسماه الإطار العربي للنزاع أو توقيع اتفاقيات ابراهام. ويقول في مقال بجريدة يديعوت أحرونوت بتاريخ 5/1/2022 أن كل ذلك لن يساهم في إلغاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني ولا في تقليصه، فما يجري هو نزاع بين هويتين مسجونتين بين النهر والبحر، والهوية المعرضة لخطر أكبر هي الهوية اليهودية، وإسرائيل لا تملك ترف التخلي عن حل الدولتين، لأن ذلك يقود حتما إلى الانزلاق إلى دولة الفصل العنصري (الأبارتهايد).
*عضو المجلس الوطني الفلسطيني ومدير مركز المسار للدراسات
باحث مختص في الشؤون الإسرائيلية وقضايا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: اجتماع أمني تشهده وزارة الدفاع حاليا


.. القسام تعلن تفجير فتحتي نفقين في قوات الهندسة الإسرائيلية




.. وكالة إيرانية: الدفاع الجوي أسقط ثلاث مسيرات صغيرة في أجواء


.. لقطات درون تظهر أدخنة متصادة من غابات موريلوس بعد اشتعال الن




.. موقع Flightradar24 يظهر تحويل الطائرات لمسارها بعيداً عن إير