الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسلام العوامّ , ومصائب الأقوام.

اسكندر أمبروز

2022 / 1 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بحكم إرادة شعوبنا وطيبتها ورغبتها في الحياة الحرّة الكريمة تتبادر الينا ظواهر أو أشكال هذه الحياة من حين لآخر على شكل منتجات ثقافيّة قيّمة تضرب الدين عرض الحائط متجاهلة تماماً لما يأمر به من سواد وفساد وبغض وأحقاد , سوائاً أكانت هذه الصور متمثّلة بالأغاني و الموسيقى أو المسلسلات والأفلام أو المقاهي والبارات والنوادي الليلية المنتشرة في كل مكان.

ورغم وجود هذه الظواهر الطبيعية للحياة الانسانيّة التي تحب الجمال والتسلية والنشاطات المختلفة إلّا أن طبيعة شعوبنا لا تزال مع الاسف حبيسة الخرافة الدينيّة والظلمة البول بعيرية.

وهذا التضارب بين الطبيعة الانسانيّة لشعوبنا والعقيدة الداعشيّة يُظهر لنا ما يسمّى ب"إسلام العوامّ" , وهذا المظهر الديني لا يعدوا عن كونه شدّ ومدّ بين الطبيعة الانسانيّة المذكورة آنفاً من جهة والنص الديني من جهة أُخرى والذي يترك المؤمنين في حيرة من أمرهم متخبّطين لا يدرون ماذا يفعلون , وطبعاً من رجحت كفّة انسانيّته وطبيعته البشرية السليمة نال الحياة الكريمة , ومن رجحت كفّة معتقده وخرافاته نال الحياة السقيمة.

ولكن لو نظرنا الى حالة العوامّ من الناس وإسلامهم الغريب , سنجد مصائب عديدة لا تقلّ فظاعة عن مصائب دين بول البعير بصورته الصحيحة الداعشية.

وهذه المصائب تتجلّى من خلال المشاكل والأزمات الاجتماعيّة المختلفة كالعوائل المختلّة في مجتمعاتنا وهذا ما ناقشته سابقاً هنا...
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=738257

أو الفصل المريض بين الجنسين , ووضع الهوس الجنسي في كلّ تواصل أو محفل أو مجمع عائليّ أو تعليميّ أو غيره بين الذكور والإناث , أو قمع المرأة وضربها الذي يستمد شرعيّته من النص الديني القذر الذي يحث على ذلك الفعل الشنيع في المقام الأوّل , الى أن وصل الأمر لتحوّل المرأة الى مواطنة من الدرجة الثانية مهضومة الحقوق والكيان بحكم نصوص الدين وترسّبها الى الوعي والثقافة الاجتماعيّة قبل حكم الدولة وتشريعاتها المستمدّة من الفجور الديني أيضاً هي الأُخرى.

ومع اختفاء مظاهر الدين البول بعيري الداعشي كالجلد والرجم وقطع الأيدي والاستعباد والسبي والاغتصاب...الخ , إلّا أن دين بول البعير الشعبي هذا لا يقلّ مصائب ومشاكل عن تلك الأمور , بحكم كونه هو الأصل أو المرض الأساسي , وتلك الأمور لا تعدوا عن كونها أعراض فقط , وهذا ما وضّحناه سابقاً أيضاً.

فدين أو إسلام العوامّ لا يزال يفتك كالسرطان في شعوبنا , مثله كمثل القنبلة الموقوتة التي قد تتحوّل الى اسلام داعشي بأي لحظة !

فمن يحتقر المرأة , ويضعها موضع الشيء مغطياً اياها كالشيء أو اداة الجنس الى درجة تحريم مصافحتها للرجال , ومن يضربها ومن يضع من قيمتها بشكل عام بتشريع من اله الكون , ويضرب أولاده لإجبارهم على الصلاة , ويشيطن الموسيقى التي يستمع اليها ويسب نانسي عجرم رغم استماعه لأغانيها في أفراحه ومناسباته , ويقدّس النص الذي يحقّر الآخر المختلف في العقيدة مع تقديس كلب الدين النابح الذي يبث هذا السم ليل نهار , ومن يلعن الغرب الكافر لإنتاجه للأفلام الإباحيّة رغم مشاهدته اياها ليل نهار , ويضيع وقته ووقت غيره في هلوساته وصلواته ويصرف الأموال على بناء المساجد التي لا تحصى رغم وجود ملايين الجياع في هذه البلاد , ومن يطالب بتطبيق الشريعة في كل مناسبة رغم عشقه للحياة الحرّة وتضحيته بحياته للوصول للبلاد العلمانيّة , ويترك عقله رهناً للخرافة وحبيساً للدجل المستمر وتحكيم الهراء في كلّ شيء في حياته...عندما يكون هذا الشخص هو الصورة النمطيّة لمواطن دولنا الموبوئة بالطاعون الداعشي , فما نحن به من مصائب هو معجزة حقيقيّة , فالوضع وبحسب هذه المعطيات يجب أن يكون أسوأ بملايين المرّات , ومن يعتنق كل ما سبق من مشاكل دينيّة لن يقف عند قطع الأيدي أو الرجم والجلد والاستعباد , فمن يقبل بما سبق ذكره من فجور دينيّ سيقبل بما هو أسوأ منه بقليل.

وكما قلت سابقاً على المؤمنين بدين بول البعير الاختيار والآن , إمّا الحياة الحرّة والعيش الكريم والتحضّر ونسف الدجل الديني ومصائبه , أو تحويل سوريا والعراق وأفغانستان وايران وما يحلّ بها من خراب ومعاناة من كونها استثنائات صارخة... الى القاعدة العامّة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود أمريكا: نحن مرعوبون من إدارة بايدن في دعم إسرائيل


.. مجلس الشؤون الإسلامية في أمريكا: الرد القاسي على الاحتجاج ال




.. نحو 1400 مستوطن يقتحمون المسجد الأقصى ويقومون بجولات في أروق


.. تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون




.. الجزائر | الأقلية الشيعية.. تحديات كثيرة يفرضها المجتمع