الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتهازية السياسية وثورة يناير!

سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)

2022 / 1 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


"الحماسة والوعي الناقد، هما كل ما نحتاجه."
روزا لوكسمبورج


بالرغم من الانتكاسة، وكل شئ، تظل حقيقة انه بعد 25 يناير 2011، قفز وعي وعدد المصريين الذين اصبحوا مهتمين بالشأن العام، الى مستويات اعلى، وعدة ملايين. وان كان هذا هو الانجاز الوحيد لثورة 25 يناير، فهو كاف.

البرادعي والنخبة، ولعبة الكراسي الموسيقية!
من البديهى ان محاولة استخلاص الخبرات من تجارب محاولات التغيير السابقة، لا يعنى انتقاصاً من القيمة والتاريخ النضالى السابق لآىً من اعضاء "الحركة المدنية الديمقراطية"، انما هى محاولة لقراءة نقدية لخبرات حركة التغيير المدنية المأزومة. المأزومة ليس فقط بفعل قمع سلطة يوليو الممتدة لها، بل وهو الاهم، بفعل غياب البوصلة المبدئية لحركة وقوى التغيير ذاتها.

لم يعلن، كما لم يدعي الدكتور محمد البرادعي في يوم من الايام انه مارس النضال السياسي المحلي "الوطني"، كما انه لم يسعى لان يكون "قائد للثورة"، سواء ثورة 25 يناير او غيرها، لقد اتصف البرادعي - الذي لم التقي به يوما - اتصف بالنزاهة العلمية والاخلاقية، سواء في عمله المحلي او الدولي.

اذا، ما مشكلة البرادعي مع ثورة 25 يناير؟!
المشكلة ان البرادعي لم يكن، ولم يكن له، ان يكون "قائد للثورة"، حتى لو هو "طمع" في ذلك، ببساطة لانه لا يمتلك مقومات ذلك، المقومات النظرية والخبرة النضالية، لا تاريخ في النضال السياسي، ولا في التنظير السياسي والتنظيمي والجماهيري الحاسم لاْي ممارسة نضالية، فكما يقال "لا ممارسة ثورية، بدون نظرية ثورية".

اي في كلمة، ان البرادعي كان يمكن ان يكون بصفاته الشخصية القديرة، وبخبراته وعلاقاته الدولية، ان يكون مفيداً للثورة، لكنه بكل تاْكيد لا يمكن له ان يكون مفيداً للثورة ك"قائد للثورة"، بل على العكس تماماً سيكون عامل افشال واحباط للثورة وللثوار والجماهير، بخلاف عوامل الاحباط والافشال الاخرى التي ليس لها منبع سوى الانتهازية السياسية، اس كل بلاء، رغم ذلك، اراد البعض من النخبة المصرية ان يستخدم البرادعي كواجهة موظفة تتخفى ورائها نزاعاتهم الانانية الضيقة على القيادة، فمارسوا عليه ضغوط مكثفة طويلة باشكل متنوعة لكي يقبل ان يكون "قائد للثورة"، فرضخ.

انها واحدة من مظاهر الانتهازية السياسية لدى بعضً من النخب المصرية، المدنية والدينية على السواء، التى تصيغ مواقفها السياسية وفقاً لمصالحها الانانية الضيقة المقيتة، وليس لمصلحة العمل العام، هذه الانتهازية التي في تقديري ابرز نجاحات سلطة يوليو في افساد النخب المصرية منذ 52، لقد فعلت هذه الانتهازية فعلها في ثورة 25 يناير، هذه الانتهازية القادمة من رفض انكار الذات من قبل كل من افترضوا في انفسهم كل واحد منهم "قائد للثورة"، فرفضوا التنازل لاحدهم لتوحيد الجهود، والتي تجلت في مشهد مسخرة في "المزاد" الذي اقاموه للوعود الانتخابية الرئاسية ..

اما ازمة "انا ومن بعدي الطوفان"، فقد وجدوا الحل العبقري "الانتهازي" في ترحيل التنافس المستعصي بينهم، الى وقت لاحق يكون اكثر مناسبة، فكان الاتفاق على "اجبار" واحد من خارج صفوف المنافسة، غير مؤهل على الاطلاق ليكون هو "قائد الثورة" - كمن يطلب من دكتور في الاقتصاد ان يجري عملية جراحة في القلب - ليكون البرادعي - الى حين - كواجهة تتخفى ورائها طموحاتهم الشخصية في الزعامة، وايضاً، نكاية في الاَخر، ولو على حساب مصير الثورة.




فى مصر "يوليو"، لا توجد دولة عميقة!
فى مصر "يوليو" دولة واحدة شمولية عتيقة، هى دولة سلطة يوليو الممتدة، وكل مؤسسات الدولة العسكرية والامنية والدينية والمدنية، ومسؤليها، اياً كانت هويتهم، هم تحت امرة سلطة يوليو الممتدة.

"ان انعدام البدائل يحرر العقل بصورة رائعة"، هكذا لخص هنرى كيسنجر، وزير الخارجية الامريكية الاسبق، السلوك الالزامى للمأزوم "المزنوق". بمناسبة زنقة السادات، وزيارته للقدس.
النخبة المصرية والانتخابات، ونهاية -السبع العجاف- ! السناوى، قنديل، والاسوانى، نموذجاً.
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=587132&fbclid=IwAR0P2kpLlsXbxe-uJHGtNjpwNrqlsBTe9yfeJP3qDojoSJ1tWaHt2cAkxA8

بعد سقوط الاتحاد السوفيتى وتفكك الكتلة الاشتراكية، فى بداية تسعينات القرن الماضى، تدهورت احوال اليسار العربى، حتى اصبح حاله مثل حال "اهل الكهف"، وبالرغم من انه عن حق، اليسار الديمقراطى، هو المعبر الحقيقى عن مصالح الشعوب. هو المستقبل. فما هو الذى يجعل التيار السياسى المعبر الحقيقى عن مصالح الشعوب، معزولاً ومنعزلاً عن جماهيره العريضة؟!،

هل هو، بسبب القمع الذى مارسه، ومازال، يمارسه نظام يوليو 52، وكل نظام يوليو فى كل جمهوريات الاستبداد العربى، وبدعم اقليمى ودولى، والذى اختص به اليسار، بأعتباره النقيض الحقيقى لكل سياساته اليمينية، سياسات الاستبداد والافقار؟!

ام هو، بسبب الميل الانحرافى للمثقف اليسارى الذى ينفر من القرى والعشوائيات، ويفضل ان يناضل فى وسط البلد، "نخبة الداون تاون"؟!

ام هو، التفاعل الجدلى بين هذا وذاك؟!، اغلب الظن انه كذلك، فكلاً منهما يدفع فى اتجاه الآخر. ذهاب المثقف الى الجماهير، يقلق النظام بشده، فيزيد من بطشه، الذى يغذى لدى المثقف حنينه للعوده الى وسط البلد.
هل نجرؤ على الانتصار؟!:* كل الاعلام لل-يمين-، ويسار بلا اعلام ؟!
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=613001&fbclid=IwAR0yscyn-Z_4RWVhbEvDO2TMBC-yoTZeXipzLBsZXxNHts4LY7IPSV0jjfQ

ان غياب القيادة المنظمة هو بالضبط ما سمح للقوى المضادة للثورة بـ"الانتصار" الساحق، - حتى الان -، كما ان الاجماع شبه التام على ان ترك الميدان بعد الـ18 يوم الاولى هو "الخطأ الاساسى للـ"ثورة"، وهو الذى اهدر الثورة!، ما هو سوى اعتراف آخر بغياب القيادة المنظمة، ذلك الغياب الذى لا يمكن اعتباره بأى حال، انه مجرد "اجراء شكلى"، مجرد "خطوة اجرائية"، بمعنى ان "الثورة" كانت قائمة ومكتملة بالفعل وان غياب القيادة المنظمة كان ممكن تداركه باختيار قيادة من الميدان اثناء "الثورة"!. ان الامر ليس كذلك، ان القيادة المنظمة للثورة تتشكل عبر صراعات طويلة ومضنية، فكرية وسياسية وتنظيمية، بين قوى معسكر الثورة ذاتها، وبينها وبين قوى المعسكر المعادى للثورة، فى آن معاً، كل ذلك قبل واثناء وبعد الثورة. ليس هناك ثورة بالصدفة، الم تكن الدعوة لـ25 يناير هى فقط فى مواجهة الشرطة، ليس هناك ثورة بالتمنى، كما انه ليس هناك ثورة بدوة للـ"تمرد" فى حفل "سواريه" من 9 لـ12، كما فى 30 يونيو 2013.
السؤال المسكوت عنه: من سيحكم مصر بعد نجاح الثورة ؟ّ!
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=626254&fbclid=IwAR0KgLdWutc-YNP9G6JVB4eCNRuV31O9KWJT_33m1It_VPvVHdOrxUahXt8



الخطايا العشر لـ "نخبة" يناير2011!
استغرق الجدل حول توصيف ما شهدته دول الربيع العربى، زمناً طويلاً من الجدل، داخل المعسكر الراغب فى التغيير نفسه، حول ما اذا ما كان ما حدث فى 25 يناير 2011، هو "ثورة أم انتفاضة"؟! .. ان كل ثورة من اجل العدل والحرية، هى تقدمية بطبيعتها، اما غيرها، فيمكن ان يكون انقلاباً رجعياً – الى الخلف – حتى لو اخذ شكل الثورة وملامحها.
اما الانتفاضة فانها (خروج الملايين الى الشوارع من اجل مطالب محددة، بدون تنظيم ثوري قائد، وبرنامج ثوري سياسي وتنظيمي)، انها ارهاص – مخاض - اما لثورة تقدمية، او لانقلاباً رجعيا، ولكنها فى الحالتين، لم تمتلك مقومات الثورة/الانقلاب، هى جنين ثورة/انقلاب لم يكتمل نموه بعد.
فمن المقولات والمفاهيم الخاطئة لنخبة يناير العتيقة:
1- ميزة ان ثورة 25 يناير ليس لها رأس "قيادة".
لا تعليق!
2-فشل المجلس العسكرى فى ادارة المرحلة الانتقالية!
"اللى ما يشفش من الغربال .. "!
3-صفقة بين الاخوان والمجلس العسكرى، للخروج الامن للاخير، مقابل تسليم سلطة حكم مصر للاول! صفقة نعم، ولكن للخروج المخزى للاخوان، والاستمرارالامن للمجلس العسكر !
4-انتشار مصطلح "الدولة العميقة"!
دولة يوليو "العتيقة"، دولة واحدة لا شريك لها منذ 52
5-تسليم المجلس العسكرى السلطة للاخوان المسلمين بالانتخابات!
"عشم ابليس فى الجنة" !
6- فوز محمد مرسى على احمد شفيق بصناديق الانتخابات!
الاطاحة بـ"محمد مرسى" يأتى فى سياق الالتفاف على 25 يناير، وهو ما لن يتأتى مع فوز احمد شفيق
7- الشرعية فى البرلمان وليس فى الميدان!

شعار الانتهازية السياسية الاشهر للاخوان، والنتيجة، لم يتبقى لهم لا "ثورة" ولا برلمان
8-ثورة 30 يونيو! ثورة سواريه، سابقة التجهيز
9-"لا صوت يعلو على صوت معركة الشرعية"، "الوهمية" !
الاصرار على عدم الاعتراف بـ"الخطأ"، اسوء من "الخطأ" نفسه
10-ثوار و"ترزية قوانيين"
مجلس شعب 2012، قانون "العزل السياسى": "الحرمان من العمل السياسى حتى 10 سنوات "فقط" قبل الثورة!، تفيصل من اجل "ثوار" كانوا اعضاء فى لجنة السياسات بالحزب الوطنى المنحل!
الخطايا العشر ل -نخبة- يناير -العتيقة-!
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=546510&fbclid=IwAR0KgLdWutc-YNP9G6JVB4eCNRuV31O9KWJT_33m1It_VPvVHdOrxUahXt8


انتشرت فى اعقاب 25 يناير 2011، وسط عدد غير قليل من المحللين السياسيين المهمين، فكرة مؤداها ان المؤسسة العسكرية المصرية، كانت على استعداد لان تتنازل عن مكانتها المتفردة على رأس منظومة الحكم المستمرة فى مصر منذ 1952، سواء امام انتفاضة يناير، اوامام جماعة الاخوان المسلمين حتى لو جاءت بالانتخابات ، او امام غيرها (جمال مبارك مثلاً) !، مقابل الخروج الآمن!، حتى ان البعض بنى "نظرية" "الصفقة بين الاخوان والمجلس العسكرى" على هذا الاساس الخرافى!، فى حين انه كان "ليس المطلوب الخروج الآمن، وانما الاستمرار الآمن"! .. "حد يبات عطشان والميه (السلطة) بتجري تحت ايديه .. لازم ما في عنده نظر"!
خبرة يناير: بين -براءة- الثوار، و-دهاء- النظام العتيق!
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=501507&fbclid=IwAR3q1nvlcEmPuwZwPOLDUshtNt_d3LhUTgPe1WBbBGac2VpqWSQBHa8N8S8

غرام المعارضة المصرية "المدنية" بـ"هندسة اشكال النضال" من أعلى، غرام لا يضاهيه غرام، غرام تحول مع الزمن الى ادمان، الى مرض مزمن، غرام "عتيق"، قديم قدم سلطة يوليو "العتيقة" الممتدة، التى ناصبت العداء من يومها الاول، للعمل المنظم المستقل وسط الجماهير، وسمحت فى مراحل متقدمة من "شيخوختها" بالعمل "الديكورى" المنظم من اعلى، شرط عدم "نزوله" للجماهير!.

ان القهرالعنيف والمتصل الذى مارسته سلطة يوليو العتيقة الممتدة، على مدى اكثر من ستون عاماً، خاصة على النخبة المدنية، هو ما حدى بهذه النخبة الى "الصعود للهاوية"، ستون عاماً من العزلة عن الجماهير.
مرض نخبة ال-داون تاون-، المزمن ! -ستون عاماً من العزلة-
https://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?aid=587767&fbclid=IwAR3glnQ31liW-WKGDXKbRzKqvMULo1FF3TBpSNfCMeMPEEw7AqQFXQfAwyc


هام جداً
الاصدقاء الاعزاء
نود ان نبلغ جميع الاصدقاء، ان التفاعل على الفيسبوك، انتقل من صفحة سعيد علام،واصبح حصراً عبر جروب "حوار بدون رقابة"، الرجاء الانتقال الى الجروب، تفاعلكم يهمنا جداً، برجاء التكرم بالتفاعل عبر جروب "حوار بدون رقابه"، حيث ان الحوار على صفحة سعيد علام قد توقف وانتقل الى الجروب، تحياتى.
لينك جروب "حوار بدون رقابه"
https://www.facebook.com/groups/1253804171445824








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله ينفذ هجوما جويا -بمسيّرات انقضاضية- على شمال إسرائي


.. متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يغلقون جسرا في سان فرانسيسكو




.. الرئيس الانتقالي في تشاد محمد إدريس ديبي: -لن أتولى أكثر من


.. رصدته كاميرا بث مباشر.. مراهق يهاجم أسقفًا وكاهنًا ويطعنهما




.. ارتفاع ضحايا السيول في سلطنة عمان إلى 18 شخصا