الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التضخم النقدي وآثاره

محيي الدين محروس

2022 / 1 / 27
الادارة و الاقتصاد


موضوعة التضخم النقدي متعددة الأسباب والظراهر، وتوجد الخلافات ين الاقتصاديين حولها.
من هنا سأختصر الموضوع بما يخص الوضع الاقتصادي في سوريا، وهذا لا يعني بأن هذا الموضع لا يمس الأوضاع الاقتصادية في بلدان أخرى تُعاني من التضخم النقدي.
من سمات التضخم النقدي ( ومن هنا جاءت التسمية ) هو طباعة الأوراق النقدية ( الزائدة ) دون التغطية بمجمل قيمة الإنتاج البضاعي الصناعي والزراعي وسرعة التبادل التجاري.
( سابقاً كان تحديد الطباعة للأوراق النقدية بمقدار قيمة الذهب الموجود في البنك المركزي ).
بكلمات أخرى: التضخم هو الإفراط في طباعة الأوراق النقدية دون تغطية …
من أهم مظاهر التضخم النقدي هو ارتفاع الأسعار ( أوراق نقدية أكثر مقابل نفس البضاعة ) بصورة عامة،
مع انخفاض في أجور العاملين في المؤسسات الحكومية ( زيادة في استلام أوراق نقدية لا تُعادل زيادة الأسعار).
بكلماتٍ أخرى: انخفاض كبير للقوة الشرائية للنقد مقابل ارتفاع مُفرط لمتوسط الأسعار.
ويُرافق كل ذلك ارتفاع كبير في كلفة التكاليف الذي ينعكس في زيادة الأسعار، والذي لا يعني بالضرورة زيادة أرباح المُنتج للبضاعة.
السوق له قوانينه التي لا ترحم.
---------------------------------------------
فماهي نتائج هذا التلاعب في طرح كميات كبيرة من النقد في السوق؟
ارتفاع سريع للأسعار وانخفاض كبير في قيمة الأجور الفعلية.
ما يعني تدهور كبير في الوضع المعاشي لمعظم الناس في المجتمع.
ويمكن اكتشاف التضخم من خلال:
قيمة الدولار الأمريكي مقابل العملة المحلية،
وكذلك مقابل سبيكة الذهب .
وهنا لدينا مثال صارخ عن التضخم النقدي في سوريا خلال العشر سنوات الأخيرة حيث:
انخفضت قيمة الليرة من خمسين ليرة سورية مقابل الدولار إلى ما يُقارب أربع مئة ليرة !!!
( اليوم في دمشق: الدولار الأمريكي = 3640 ليرة سورية ! )،
أي انخفض الدخل بنسبة أكثر من سبع مرات
وبالطبع لم ترتفع الأجور للعاملين في قطاع الدولة بهذه النسبة….
وكل „ الزيادات في الرواتب „ ..في أحسن الأحوال هي ثلاثة مرات !
مما يعني وباختصار:
ازدياد الوضع المعاشي تدهوراً وبتسارعٍ كبير .
ومن هنا نشاهد الفقر والبطالة والأزمات في السوق المحلي ….
الغلاء الفاحش في المواد التموينية الأساسية ( والتقنين في شرائها بأسعار الحكومة )،
الغلاء الفاحش والتقنين في المحروقات للسيارات وللتدفئة في البيوت في فصل الشتاء!
------------------------------------
ما هو الحل؟
للأسف، حسب المُعطيات المتوفرة السياسية والاقتصادية فإن النظام السياسي الحالي في سوريا غير قادر على مواجهة أزمة التضخم النقدي.
إن زيادة طباعة الأوراق النقدية، وزيادة الرقم على الورقة النقدية ) لا يقدم أي حلٍ عملي… !
والنظام موضوعياً غير قادر على „ الحد من الإنفاق الحكومي وتقليصه „، والذي يُعتبر من الأسباب الهامة في زيادة كمية النقد المتداول في السوق.
الحلول الاقتصادية الفعلية تتطلب تغييرات جذرية على بنية النظام السياسي - الاقتصادي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات في المغرب لا?لغاء ا?ضحية العيد المقبل بسبب الا?وضاع ال


.. تعمير- خالد محمود: العاصمة الإدارية أنشأت شراكات كثيرة في جم




.. تعمير - م/خالد محمود يوضح تفاصيل معرض العاصمة الإدارية وهو م


.. بعد تبادل الهجمات.. خسائر فادحة للاقتصادين الإيراني والإسرائ




.. من غير صناعة اقتصادنا مش هيتحرك??.. خالد أبوبكر: الحلول المؤ