الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مبدأ اللذة- حول الأخلاقيات والرغبات

فيكس آشلي

2022 / 1 / 30
العلاقات الجنسية والاسرية


نص الكلمة التي ألقيتها في الندوة الأساسية ضمن مهرجان Bean Flicks الأول (18 شباط/فبراير 2020) حول موضوع الأخلاقيات والرغبات



اسمي فيكس، أنا عاملة في البورنوغرافيا بدوام كامل. لقد صنعت أفلاماً جنسية طوال السنوات الست الماضية، درست الفن في الجامعة في حين عملت بالاستعراض أمام الكاميرا وعلى الرغم من أنني شاهدت الكثير من البورنو، إلا أنها كانت دوماً منتجات مخصصة للبيع أو لاستعراض الهواة. كنت مهتمة لمعرفة إذا كان بمستطاعي استعمال البورنو كوسيلة إبداعية للأفكار، مع مراعاة الاعتبارات الجمالية والمفاهيم نفسها التي استعملتها بعملي في مجال الفنون. لم أتلقَ أي تدريب في صناعة الأفلام. بدأت بالتصوير بكاميرا رخيصة، أصور فيها القليل من تجاربي مع أصدقائي العاملين في الجنس وكنت أشاركها مجاناً على موقع Tumblr- إنما تطور هذا الأمر إلى ما أصبحت عليه اليوم، بعد ست سنوات. عبر مشروعي في Four Chambers، ينصب تركيزنا على صناعة أفلام غنية من الناحية الفنية والمفاهيمية وفق تقنية “افعلها بنفسك” (DIY)، والتي نأمل أن تكون مهيّجة، أو على الأقل مثيرة للاهتمام وتحمل الكثير أبعد من مجرد الاستمناء، وإغلاق نوافذ المتصفح ومسح تاريخه.

لطالما جذبتني الحياة الجنسية وعندما بدأت بصناعة البورنو شعرت كما لو أنني أكتشف منطقة غير محددة المعالم. لقد تركت المؤسسات الفنية والمنتجة للأفلام “المحترمة” صناعة البورنو دون أي تغيير، وهي تستعملها كوسيلة أو أداة أو استعارة ولكن نادراً ما تستكشفها غرافيكياً، لذلك شعرت بضرورة استكشاف هذا الموضوع المذهل غير المستغلة إمكاناته.

غموض

بحسب طبيعة محرك البحث في المواقع تُعرَّف الأفلام البورنوغرافية بشكل صارم من خلال تصنيفات وكلمات أساسية. رغبت بالابتعاد عن ذلك، رافضةً السردية أو الأدوار الصريحة وعدم تصنيف الممثلين والأفلام وفق تصنيفات على أساس الجندر والجنسانية والعرق وشكل الجسد. وآمل أن يترك هذا مجالاً للمشاهد حتى يخوض تجربة مثيرة للاهتمام، تجربة شيء أو تجربة شخص خارج ما يبحث عنه عادة، وحتى يكون الممثلون أنفسهم في مساحة أقل تقييداً وفق التصنيف المفروض، لذلك نحاول ترك فجوات حتى نترك للمشاهد استكشاف الأمر من وجهة نظره الخاصة.

هذا الغموض مهم لأننا نأمل أن يشجع المشاهدين على تشغيل مخيلتهم، والعمل على سد الفجوات، بدلاً من المراقبة السلبية. بالنسبة لي، سقط العديد من أفلام البورنوغرافية التقليدية المهيمنة، فقد كانت تقدم كل شيء دفعة واحدة، بهدف تأمين إشباع فوري مكثف. بالنسبة لي، المجهول هو أمر أساسي يجعل من أمرٍ ما مثيراً للهيجان بشكل حقيقي. هذه الفجوات في الفهم تنمّي الرغبات، وترتبط بشكل صريح بالشوق، أو الانجذاب أو الحصول أو المعرفة.

أبعد من مبدأ المتعة

الجنس والبورنو هما من الأمور التي ما نزال نخاف منهما في المجتمع- في الوقت نفسه هما عنصر انجذاب واضطراب ثقافي.

الجميع يريد التحدث عن أخلاقيات البورنو، وخاصة تلك المرتبطة بالنقاشات الثقافية الأوسع التي نجريها اليوم حول أخلاقيات الموافقة والجنس. البورنو، كالعديد من الأعمال الإبداعية الأخرى، هو مرآة تعكس وعينا الثقافي، ومن الصحيح تماماً أن هذا الوعي لا يزال حتى هذا اليوم متجذراً في كراهية النساء والعنصرية وانعدام المساواة. هذه القضايا تمر عبر كل وسائل الإعلام والأفلام والفنون والآداب أو أي شيء، وتبدو غالباً ضمنية بشكل مباشر في البورنو لأنه جرى رفضه وتهميشه لفترة طويلة واعتباره لا قيمة ثقافية له، وبالتالي لا يستحق النقد كما هو الحال مع بقية وسائل الإعلام التي ننتجها ونستهلكها.

ربما تكون قد شاهدت أفلام بورنو أخلاقية أو نسوية التي تستعمل كوسم أو معلَم من قبل المنتجين أو الصحافيين (حتى من قبل هذا المهرجان!) في محاولة لتحديد ما يصنع من خلال الأخذ بعين الاعتبار هذه المشكلات، وأنا أتفهم تماماً لماذا يوجد قوة دفع للقيام بمثل هذه الأعمال واستخدامها لهذا التعريف. نحن جميعاً (آمل) نبحث عن طرق للشعور بشكل أفضل حيال حريق النفايات الأخلاقي الذي تجسده الرأسمالية الاستهلاكية الغربية وشراء أو مشاهدة الأفلام التي تصنف على أنها “أفضل أخلاقياً” هي طريقة لإخماد الشعور بالذنب حيال تواطئنا.

لكن هذا الوسم لم أود استخدامه في المشروع الذي أعمل فيه. أود التفكير أن كل شخص يصنع البورنو أو يبتكر شيئاً موجهاً ذاتياً يعتقد أنه يفعل ذلك “أخلاقياً” وفقاً لمعاييره الخاصة- ولكن هنا بالضبط- تكون الأخلاق ذاتية بشكل أساسي- لا يوجد تعريف عالمي لما هو خطأ أو صواب في البورنو، كل شيء يقوم وفق قيمنا وثقافتنا ومقاربتنا. مجرد وضع وسم أخلاقي/صادق/نسوي على شيء من دون فكرة واضحة عما يعنيه ذلك في الواقع للأشخاص أو الأفكار التي نحميها يحوّل الأمر إلى مجرد تسويق بكل بساطة.

عندما نأخذ هذه التعريفات بظاهرها ولا ننظر بشكل أعمق وأبعد منها وندفع باتجاه طرح الأسئلة المهمة حول ما يحصل فعلياً. من الممكن أن يعني ذلك تلاعباً بالأفكار حول سياسات الاحترام التقسيمية، مضيفاً المزيد من العار والشرائح على الهرمية في مجتمعات موصومة أصلاً.

لذلك أنا لا أرفض هذه التصنيفات لأنني لا أهتم بالأخلاق أو أعتقد أنها لا تستحق الحديث عنها، هي بالضبط مهمة، ولأنها مهمة جداً لدرجة نرفض اختصارها بكلمات رنانة.

هذه التغريدة رأيتها مؤخراً وتبيّن فهماً واضحاً: “عندما يتعلق الأمر بالفن/الإعلام، النسوية هي عدسة يمكن من خلالها نقدهما، وليست صفة لوصفهما”.

عوضاً عن ذلك، أحاول إعطاء الأولوية للشفافية، التي هي، بالنسبة لي، مجرد تعريف حول من أنا، وما أهتم به، وكيف أصنع أفلامي، وكيف أهدف إلى التعامل مع الممثلين حتى يتمكن كل من يشاهد تحدّي ما يتماشى مع أخلاقياته وأفكاره.

هل هذه هي الرغبة؟

لا يوجد تصنيف لما هو “جيد” و”سيء”، خاصة عندما نتحدث عن الجنس. الجنس والرغبة متعددا الأوجه ومتنوعان، كما نحن، وممتدان ويخدمان العديد من الأغراض والمعاني في حياة الشعوب المختلفة.

الجنس لديه قوة دفع عميقة، يتجاوز تهذيبنا، وعقلنا المفكر، وينقر على ما هو داخلنا، داخل أجسادنا. لذلك هو لا يُقاوَم بشدة وفي بعض الأوقات مخيف للغاية. يمكن أن يظهر على النقيض من طريقة تفكيرنا عن مواجهة ذاتنا العامة، إذ يسمح باستكشاف الأجزاء غير المستغلة من حياتنا الداخلية. يمكن أن يجعلنا نشعر بأننا خارج السيطرة، أو بالتراجع، أعتقد أن هذا هو بالضبط ما يجعل الجنس رائعاً بالنسبة لي. في أغلب الأحوال يُنتَقد البورنو لكونه يستغل قوة الدفع هذه، ولكن لا يحتفل به [البورنو] أبداً لاستكشافها. يستحق الجنس التوثيق ومشاركته كما نفعل نحن مع أي جزء أساسي من التجربة الإنسانية.

الرغبة هي الطاقة، تربطنا بحيويتنا، “أن نرغب” هو أن نشارك، كما تتقاطع مع التجارب السابقة في اللعب واللمس أو التروما التي تستمر لتكوّن أسس ذواتنا الجنسية. الأشياء التي تعطينا أكبر اللذات قد تأتي من مصادر مؤلمة أو صعبة. الرغبة ليست مريحة أو سهلة أو نظيفة- هي مزيج من الإثارة والقلق.

لكن غالباً ما تثار الأسئلة التالية: هل رغبتي هي في هذا، هذه الفكرة، هذا الفعل، هذا البورنو، هذا الشخص، هل هذا جيد؟ هل هو أخلاقي؟

لماذا نرغب غالباً في استكشاف أجزاء عن أنفسنا وتجربتنا في المجال الجنسي الذي يبدو وكأنه خارج حياتنا اليومية وشخصيتنا، بطرق ربما تشكل تحدياً لنا وفكرتنا عمن نحن عليه؟

آتياً من شخص كان، وبسبب أخطائي، كطفلة ممثلة، غالباً ما فكرت في الطرق التي يمكن فيها مسرحة الجنس. يمكن أن يكون مسرحاً للعب الأدوار والأفكار في منطقة المرحلة الجنسية وأحياناً الرغبة بتجربة لمواجهة المخاوف وانعدام الأمان، لقول أو لفعل أشياء لا تجرؤ على فعلها عادة. في بعض الأوقات، قد يكون الاحتجاج على السلطة أو التخلي عنها أو رفض العجز الذي نعاني منه على مستوى يومي هو وسيلة للشعور بمزيد من السيطرة. وفي بعض الأوقات، يكون الأمر ممتعاً إلى حد ما؟ من الممتع الخروج من أنفسنا، خارج مجتمع التوقعات والحدود التي يفرضها، من الممتع تجربة طرق متعددة للوجود. يعتبر اللعب جزءاً أساسياً من نمونا، ليس كل شيء واضح وجلي، فنحن نتعلم عن أنفسنا من خلال التخيل والفانتازيا من دون الحاجة إلى حدود أو مخاطر الواقع، هذا التعلم لا يحتاج إلى أن يتوقف عندما نصبح في سن الرشد.

متعة “أصيلة”

هذا هو بالضبط ما يزعجني عندما يتحدث الناس عن الحاجة إلى بورنوغرافيا أخلاقية/نسوية للسعي إلى الأصالة. يتعرض البورنو للكثير من النقد حيث يقول الناس: “إنه مزيف، وليس جنساً حقيقياً”. على الرغم من أنني أشارك الإحباط الناجم عن قلة الانفتاح وقلة التعليم الجنسي الذي غالباً ما يجعل من البورنو المصدر الوحيد للتعلم والكثير من أغلب الصور البورنوغرافية المتاحة تعبر عن وجهة نظر ضيقة للغاية عن الجنس، أعتقد أن الخيار الأمثل عن “الأصالة” اختزالي. ما هو الجنس الحقيقي والأصيل؟ هل هو جنس من دون جمهور، من دون استعراض، من دون أجساد مكبرة؟ ومن دون مبالغة ومن دون رعشات جنسية حقيقية؟

نحن من دون شك بحاجة إلى إفساح المجال أمام المزيد من الواقعية وخاصة التنوع في البورنوغرافيا التي نصادفها بشكل شائع، ولكن الشطب الكلي لما هو مخادع يعني التخلي عن فكرة أن الجنس الجيد في الأفلام يمكن أن يكون عن أي شيء ويقول أي شيء أكثر من التوثيق غير المنظم.. بدلاً من رفض الخيال والاستعراض، يمكن توسيعه. نحو المزيد من الأصوات والأفكار، واستكشاف إمكانات الجنس في الأفلام بطريقة أكثر واقعية وأكثر رمزية. جعل الأمر أكثر إثارة وتنوعاً هو أمر ممكن عوضاً عن مجرد تجاوز قيود التقليد باتجاه قيود “الأصالة”.

لا ترتبط الرغبة بما لديك وما هو موجود بشكل فعلي- إنما تسمح لنفسك استكشاف الإمكانيات المحتملة لما يمكن أن يكون لديك وأن تكون عليه. دع خيالك يندفع بجموح وتفحص ما يمكن أن ينتج عنه. يمكننا، وعلينا، في كثير من الأوقات التحقيق بما تخبرنا به رغباتنا عن أنفسنا وعن المجتمع الذي نعيش فيه، ولكن علينا كذلك تحرير أنفسنا من فكرة أنها تحدد حياتنا الأخلاقية، ورغباتنا، بالنسبة لي هي أسئلة يجب استكشافها من دون أجوبة جاهزة، من هنا أهمية خلق مساحات أكثر أماناً في الجنس من أجل الثقة والهشاشة والنمو والتعلم.

يمكن للبورنو، سواء كان واقعياً أو خيالياً، أن يعلمنا وأن يوسع آفاق حياتنا الجنسية ورغباتنا. لا يتعلق الأمر بتعريف مختزل مثل: البورنو جيد/سيء- إنه يستحق الاحتفال والنقد مثل كل الأعمال الإبداعية الأخرى: على أساس فردي.

كل شيء ليس للجميع

كل شيء ليس للجميع. يبدو مريحاً قول ذلك ولكن يبدو أن الكثير من الناس اليوم يخلقون مساحات ومجتمعات تهدف إلى أن تكون مناسبة لكل شخص بغض النظر عن السياق، ومع تقدم حياتنا الافتراضية نشهد أننا مستهدفين أكثر فأكثر عن طريق القمع والرقابة تجاه تعبيرنا الجنسي.

اعتاد الإنترنت أن يكون ملجأً للأشخاص للعثور على مكانهم الخاص- لناحية الجنسانية ولكن كذلك: الرسم وجمع الطوابع- أو كما حالتي عندما كنت في سن المراهقة: vampirefreaks.com- ولكن مع هذه النقلة من المنتديات المجتمعية إلى الشبكات الاجتماعية التي يملكها القطاع الخاص، أدرك أنه على الرغم من أنه قد يكون ذلك جيداً لبناء مجتمعات معينة، إلا أنه ليس كذلك من خلال تحولها إلى مواقع تحكمها قواعد الربحية. حيث يباع لأغلب الناس أغلب الأشياء، أو حتى أسوأ من ذلك- يباع لأغلب الناس في وقت باتت قاعدة بياناتنا هي السلعة- فأنت بحاجة إلى الأرقام الأساسية الناتجة عن استعمال التطبيقات والمواقع والشبكات في أي وقت. ولتسهيل ذلك فرضوا علينا هذا التجانس- تجانس الرغبات والتعبيرات لتتناسب بشكل دقيق وأمان مع علبة واحدة وتطبيق واحد.

لم يعد الإنترنت مساحة للمجتمعات، إنما للشركات. تحاول رقابة الرأسمالية تتبع وربط كل خطوة نقوم بها من خلال الإنترنت بقاعدة بياناتنا الشخصية بشكل متزايد. استكشاف واختبار حياتنا الجنسية- إن لم يكن بمجهولية، فبالتأكيد بطريقة أكثر تحفظاً- في غرف النوم والشاشات ما زال مهماً وضرورياً جداً، خاصة للأشخاص أصحاب الهويات المهمشة والمتجاهلة من المجتمع المهيمن. بشكل متزايد، من المستحيل الهروب من الشعور بالمراقبة المستمرة، وبالتالي على الأرجح أن نبقى محصورين في ما كان يعتبر “آمناً” ثقافياً.

ما يحصل هو انتصار للمعيارية بكل أشكالها. بحيث يتم اسكات كل احتجاج وكويرية وانشقاق، وفرض الرقابة عليهم وتخبئتهم من خلال الخوارزميات التي تعطي الأولوية لما يمكن تحقيق الربح منه. لطالما جرى التحكم بالعمل والنشاط الجنسي للنساء والفئات المهمشة الأخرى كوسيلة للحد من قوتهم/ن في المجتمع، ولكنهم/ن اليوم يختفون من حياتنا ومساحاتنا على الانترنت بشكل متزايد. لذلك المساحات المشابهة بهذا المهرجان مهمة جداً، وعلينا النضال من أجلها، والبناء والحفاظ على المجتمع الذي أبقيناه خارج نطاق الرقابة والسيطرة الرأسمالية.

ليس من مسؤوليتنا أن نكون مطية لتحقيق الأرباح على ظهرنا، ليس هدفنا البيع أو نكون كذلك سلعة للبيع.

هذه الجملة لطالما أرددها، وأعتبرها تعويذتي في وقت أحاول التنقل ضمن تقاطع “أن أكون شخصاً يعمل على الانترنت ويجني الأموال من صورته ومن ذاته والاستفادة من رغبات الآخرين من خلال صناعة البورنو بهدف الربح”. لا يوجد أجوبة سهلة، أحاول التركيز على الناس، الممثلين والمشاهدين، من المهم بالنسبة لي أن يبقى هذا المشروع متاحاً ومفتوحاً للناس، سواء من خلال البقاء كإنسانة مسؤولة عنه والابتعاد عن الربح والنمو كهدف نهائي.

تحقيق الأرباح مقابل التحرر

يرتبط العديد من حركات الإيجابية الجنسية اليوم بحركة السوق والبيع، التي باتت تركز على فكرة أن الألعاب الجنسية الغالية الثمن، والدورات والحفلات الجنسية للنخبة هي الطريق لتحقيق الوجود الجنسي. هذا لا يعني أن هذه الأمور سيئة بطبيعتها، لكن حصرها بإنفاق المال باعتباره الطريق لتحقيق الحرية الجنسية لا يجعل منه تحرراً.

أفكر بالطرق التي تشعرنا بالذنب تجاه رغباتنا والشعور باللذة والشعور باللامبالاة عندما لا يكون ذلك مرتبطاً بإنفاق المال على الأشياء. الاستكشاف الجنسي المتعلق بالارتباط بالآخرين وبأنفسنا، الذي لا يحتاج إلى تغذية السوق، يُرفَض باعتباره مخادعاً أو حتى أسوأ: خطير ومنحط في عالم يُستَثمَر فيه ألمنا ومعاناتنا ويعاد بيعها إلينا مقابل المال والماركات المسجلة™️ واعتبار كل ذلك منشط. إذا قادنا ذلك إلى الاعتقاد بأن وصولنا المحترم والوحيد لتحقيق رغباتنا وملذاتنا مرتبط برأس المال- فعلينا التخلي عن هذا الوهم.

من دون شك أن الإضافات والمعززات الخارجية هي رائعة تماماً- من دون شك ينبغي منح جائزة لصانعي الهزازات (vibrator) مقارنة مع يدي الباردة الميتة- ولكن علينا التوقف عن التركيز على السلع والمنتجات التجارية خلال التفكير بالتحرر الجنسي. الجنس واللذة هما لكل الناس الذين يريدونهما وذلك يبدأ من أنفسنا وأجسادنا. سأحاول ألا أظهر مبتذلة هنا ولكن التواصل مع ذاتنا الجسدية، هو أمر لا يكلف أي شيء ولا يمكن اختطافه منا إنما هو تعبير عميق عن الإرادة الحرة.

أريد أن أختم بالقول إننا الآن في عالم يشعر على الأغلب كأنه يحترق، يمكن أن يكون الشعور أنانياً أو غبياً أو لا-أخلاقياً إذا جرى التركيز على الجنس واللذة. بحيث يتم تشجيعنا في أوقات المحن على التقليل من رغباتنا وتوقع الأقل. ولكن اختبار واستثمار الوقت بالفرح، يمكن أن يكون عملاً راديكالياً. إن التعامل مع جسدنا وحياتنا على أنهما يستحقان اللذة تذكّر الآخرين بأن ذلك هو كذلك بالنسبة لهم. أن نرغب هو أن نكون أحياء، لا يمكننا أن نقبل الوجود السلبي، علينا المضي قدماً حتى نعيش حقاً، واستكشاف كل التعقيدات والفوضوية الجميلة التي يحققها لنا ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي