الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصتان للخلق في الكتاب المقدس

عمانوئيل موسى شكوانا

2022 / 2 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قد يستغرب الكثير من المؤمنين بالكتاب المقدس من هذا العنوان فهم نشأوا وسمعوا وتعلموا قصة واحدة للخلق تتحدث عن أيام الخلق الستة وخلق آدم وحواء وإسكانهما الجنة وقصة الثمرة المحرمة وعصيانهما أوامر الله مما تسبب في طردهما من الجنة.
ولكن الأمر ليس هكذا فهناك قصتان اثنتان للخلق في الكتاب المقدس فيهما اختلافات عدة، وإن القصة المعروفة والمتداولة هي تجميع لعناصر من كلا القصتين.
القصة الأولى وردت في العدد(١) بكامله والعدد(٢) الآيات ١٣ من سفر التكوين. والقصة الثانية وردت في العدد(٢) من الآية ٤ والى نهاية العدد والعدد (٣) بأكمله. وتختلف القصتان في الأمور التالية:
١ طريقة الخلق:
في القصة الأولى يتم الخلق بكلمة من الرب ينطقها فتظهر المخلوقات حسب كلمته كما ورد في تكوين ٣:١ الذي ينص ( وقال الله : ليكن نور. فكان نور) وتكوين ١١:١ ( وقال الله : لتنبت الارض نباتاً.......... فكان كذلك فأخرجت الأرض نباتاً........). وتكوين ٢٤:١ ( وقال الله : لتخرج الأرض خلائق حية من كل صنف ،بهائم ودواب ووحوش أرض من كل صنف....... فكان كذلك).
أما القصة الثانية فالخلق فيها يتم بعمل يقوم به الرب كما ورد في تكوين ٨:٢ الذي ينص ( وغرس الرب الإله جنةً في عدن شرقاً) وتكوين ١٩:٢ ( فجبل الرب الإله من الأرض جميع حيوانات البرية وجميع طير السماء).

٢ تسلسل عملية الخلق:
في القصة الأولى يتم خلق الانسان في اليوم السادس أي الأخير من أيام الخلق الستة ، تكوين ١ :٢٦٣١ ( وقال الله: لنصنع الانسان على صورتنا كمثالنا............) وكان مساء وكان صباح. يوم سادس. بعد أن تم خلق النباتات في اليوم الثالث (تكوين ١ :١١١٣) وخلق الحيوانات المائية في اليوم الخامس ( تكوين ١ :٢٠٢٣) وخلق الحيوانات البرية في بداية اليوم السادس ( تكوين ١ :٢٤٢٥) وبعدها وفي نفس اليوم يتم خلق الانسان كما ذكرنا آنفاً.
أما القصة الثانية فكان آدم أول الخلائق بعد أن صنع الرب الإله الأرض والسماوات كما ورد في تكوين ٢ :٧٨ الذي ينص ( وجبل الرب الإله آدم تراباً من الأرض ونفخ في أنفه نسمةً حيةً. وغرس الرب الإله جنة في عدن شرقاً وأسكن هناك آدم الذي جبله). وبعد ذلك يتم خلق الحيوانات ( تكوين ٢ :١٨٢٩). ومن الملاحظ أن القصة الثانية هذه لا تتحدث عن خلق الحيوانات المائية آلتي ورد ذكر خلقها في القصة الأولى.

٣ الجنة:
القصة الأولى بأكملها تتحدث عن الأرض والخلائق كلها ولا ذكر فيها مطلقاً عن الجنة. لكن القصة الثانية تتحدث عن الجنة وعن إسكان آدم فيها كما ورد في تكوين ٢ : ٨ الذي أوردنا نصه أعلاه.

٤ الثمرة المحرمة:
القصة الاولى لا ذكر لشجرة المعرفة ولا لشجرة الحياة وبالطبع لا ذكر للثمرة المحرمة ولا للمعصية إنما هذه القضية مذكورة في القصة الثانية فقط في تكوين ٩:٢ التي تنص ( .... وكانت شجرة الحياة وشجرة معرفة الخير والشر في وسط الجنة). وفي تكوين ٢ :١٦١٧ التي تنص ( وأوصى الرب الإله آدم قال : من جميع شجر الجنة تأكل، وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها فيوم تأكل منها موتاً تموت).

٥ عدد البشر المخلوقين:
القصة الأولى لا تحدد عدد البشر الذين تم خلقهم في البدء حيث يرد في تكوين ١ :٢٧٢٨ ما نصه ( فخلق الله الإنسان على صورته ، على صورة الله خلق البشر ذكراً وأنثى خلقهم ، وباركهم الله ،فقال لهم : إنموا وأكثروا وإملاؤا الارض وأخضعوها..........). نلاحظ انه تم خلق الذكر والأنثى في نفس الوقت.
أما القصة الثانية فهي تتحدث عن خلق آدم وحيداً ولوحده أولاً كما ورد في تكوين ٧:٢ الذي أوردنا نصه آنفاً. وبعد خلق آدم غرس الله النباتات وصنع الحيوانات البرية والطيور ( تكوين ٢ :٨٢٠). وبعد ذلك خلق الله المرأة حسب ما جاء في تكوين ٢ :٢١٢٢ الذي ينص( فأوقع الرب الإله آدم في نوم عميق. وفيما هو نائم أخذ إحدى أضلاعه وسد مكانها بلحم. وبنى الرب الإله إمرأةً من الضلع التي أخذها من آدم فجاء بها الى آدم).
أما اسم حواء فقد جاء بعد ذلك حيث أن آدم هو الذي سماها بعد طردهما من الجنة ( تكوين ٢٠:٣ الذي نصه : وسمى آدم إمرأته حواء ،لأنها أم كل حي).

٦ طبيعة الأرض :
القصة الأولى وردت في تكوين ٢:١ الذي نصه ( وكانت الأرض خاويةً خاليةً وعلى وجه الغمر ظلام، وروح الله يرف على وجه المياه). ولكن القصة الثانية والتي وردت في تكوين ٢ :٥٦ تقول (...... فلا كان الرب الإله أمطر على الارض ....... بل كان يصعد منها ماء يسقي وجه التربة كله).

٧ لقب الخالق:
يرد إسم الخالق في القصة الاولى وأينما يرد بتسمية ( الله) بينما يرد اسمه في القصة الثانية وأينما يرد بتسمية ( الرب الإله).

٨ خلق السماء في القصة الأولى:
لا تقتصر الاختلافات على نصوص كل من القصتين لكن هناك اختلاف في القصة الاولى نفسها وذلك فيما يخص خلق السماء ففي تكوين ١:١ يرد مايلي ( في البدء خلق الله السماوات والأرض ) أي أن السماوات خلقت منذ البداية وقبل خلق المخلوقات الاخرى. ولكن تكوين ١ :٦٨ ينص ( وقال الله ليكن في وسط المياه جلد يفصل بين مياه ومياه ، فكان كذلك: صنع الله الجلد وفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد ،وسمى الله الجلد سماءً. وكان مساء وكان صباح. يوم ثان. ) أي ان السماء تم خلقها في اليوم الثاني من أيام الخليقة الستة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الى السيد دانيال سامي
عمانوئيل موسى شكوانا ( 2022 / 2 / 6 - 00:18 )
اعتمدت نصوص الكتاب المقدس الترجمة العربية المعتمدة لدى الكنيسة الكاثوليكية. فإن كنت تعتقد أن الترجمة غير دقيقة فمن واجبك أن تعمل على تصحيحها. مع تحياتي.


2 - السيد دانيال سامي
عمانوئيل موسى شكوانا ( 2022 / 2 / 6 - 00:25 )
شكراً لمرورك على المقال. اعتمدت على النسخة العربية المعتمدة لدى الكنيسة الكاثوليكية. فإن كنت تعتقد أن هذه الترجمة غير دقيقة أعتقد أن من واجبك كمؤمن أن تعمل كل جهدك لإصلاح النص. مع التحية.

اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد