الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستقبل أوروبا وازمة القيم الحالية في الدراما القديمة

عصمان فارس

2022 / 2 / 6
الادب والفن


المسرح هو ساحة يمكن أن تشكلنا نحن البشر بكل تنوعنا ، بكل اختلافاتنا وتضارب المصالح . في المسرح لدي فرصة للاستماع فعليًا إلى الشخص الذي تصطدم أحلامه بشكل مباشر مع أحلامي. ، ولكن لتحمل البقاء في خلافاتنا ربما تجد كتل بناء صغيرة لمنصة تناسب كلانا؟ شاهدت عروض مسرحية من خلال اليوتوب أوديب وأنتيجون في ذا رويال في كوبنهاغن , تندمج مآسي سوفوكليس القديمة معًا في أداء مكثف ، من إخراج المخرجة الدانماركية إليسا كراجيروب ,كما نعلم جميعًا فإن الملك أوديب هو الرجل الذي تم نفيه, منذ أن اكتشف والناس أنه قتل والده, وتزوج والدته تمكن الزوجان من إنجاب أربعة أطفال قبل وقوع المأساة. يقرر الابنان اللذان يرثان العرش التناوب على السلطة. أولا إيتيوكليس سنة واحدة ، ثم بولينيس سنة واحدة. يتم اخراجه ببراعة على خشبة المسرح يرقص الناس ويستمتعون ببهجة . لكن فجأة يختلف الأخوان يقتل الشقيقان بعضهما البعض ، ويتم دفن أحدهما ، بينما يُحكم على الآخر بولينيس بالتعفن فوق الأرض. تتحدى أخته أنتيجون عمها الملك كريون ويظهر الناس ا خوفهم من دعم احتجاجها ,عندما تطالب بسلام شديد لأخيها بولينيس - تمثيل الممثل بيتر بلاوك بوري ، تعبر إليسا كراجيروب والمجموعة عن مدى القلق الذي نميل إليه نحن البشر بناءً على ما نعتبره ميولًا معاصرة للفوز بطبيعة الحال ، نريد جميعًا أن نكون على الجانب "الصحيح". ولكن هل يمكننا أن نكون على يقين تام من أن الحقيقة والصواب يكمن في إما أو؟ في اوديب وانتيكونا يتم وضع الجمهور في موضع وسط نعزو السلطة والنضج إلى تجربة وضع يكون فيه الجميع على حق ، من وجهات نظر مختلفة تعتمد الديمقراطية كما نعرفها في العالم الغربي اليوم على قدرتنا كمواطنين على التفكير والتصويت بناءً على هذا الموقف ، في وسط مجتمعنا يجب أن يطلعنا الإعلام والسياسيون على الصياغات المختلفة للمشاكل والصراعات والاستراتيجيات الموجودة. بناءً على هذه المعرفة ، لا يجب أن نهرب كقطيع قلق من طرف إلى آخر.الديمقراطية مثل المسرح لها مكان لنا جميعًا وهي الأكثر إثارة للاهتمام لأننا نحاول أن نفهم بعضنا البعض بشغف ووضوح واحترام، يتعامل المسرح الألماني مع مستقبل أوروبا ويعرض انطلاق مشروع تجربة مسرحية لـكوستاس باباككوستوبولس حول الأزمة الحالية لمجتمع القيم الأوروبي ،الجوقة في الدراما القديمة هو صوت الشعب. يتحدث الكثيرون بصوت واحد عالي النبرة؟ هل بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؟ هل نحن أوروبيين نتراجع إلى القومية؟ وهل المشروع الأوروبي ينهار بسبب اللاجئين؟ وإعادة اكتشاف القيم الأوروبية ، والعثور على مفتاح لمستقبل ناجح في أوروبا ملحمة كوميدية مأساوية ,تضع قناعاتها وقيمها ومُثُلها على المحك ، يدمج كوستاس باباك باولوس أصوات المواطنين الأوروبيين ومقاطع الفيديو والشعرية ,ونصوصه الخاصة التي جمعها بنفسه مع أجزاء نصية من "اجاممنون" لإسخيلوس وهذا يشكل الأساس لمشروع أدائي وتفاعلي من أجل تصوير الأزمة الأوروبية منظور الفرد في هذه المجموعة من النظرة الرصينة للتاريخ المكتوب ،"هل نحن بالفعل على الطريق لأننا تلقينا أخبارًا جيدة ,أم لأننا نأمل في أخبار جيدة؟" يسأل الجوقة. في الأوقات التي تتزايد فيها القوى السياسية في أوروبا ويتم وضع المصلحة الوطنية فوق المصلحة العامة ، فإننا ننتقل إلى بؤرة الفكرة الأوروبية. هل هناك أي أسباب للمواصلة والمحاولة؟
مسرحية يوريكسيت
إخراج : كوستاس باباكوستوبولوس
بعد "أجاممنون" لإسخيلوس
إخراج : كوستاس باباكوستوبولوس
تصميم السينوغرافيا والأزياء: أولريك ميتشكي
التأليف الموسيقي: هربرت ميتشك
الدراما: فلوريان ماير
الاضاءة : جوليا ماركس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا