الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملحوظات حول المسألة الوطنية !

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2022 / 2 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


استنادا إلى مداورة في الذهن على ضوء تجربة موضوعية ، يمكننا من و جهة نظري ، الإكتفاء بمفهوم مبسط عن المسألة الوطنية بماهي إنتاج لشروط ضرورية و لازمة لكي تستطيع جماعة من الناس العيش معا ، متشاركين أو متجاورين ، في بلاد يستوطنونها بعد أبائهم و أجدادهم الذين استقروا فيها نتيجة مخاضات ميزت العصور التاريخية المتتالية والفترات المفصلية أو الإنتقالية من عصر إلى آخر .

يحسن التذكير في هذا السياق بأن التاريخ " يكتبه المنتصرون " في الصراع على المكان والثروات و التراث و السلطة ، وان الضعفاء و المتأخرين يدفعون أكثر من غيرهم ، فاتورة الغنائم ، التي تبرر في أغلب الأحيان السردية التا ريخية الإستيلاء عليها .

ينبني عليه أن الجماعة الوطنية ، الأمة ، ليست كيانا ثابتا ، نهائيا ، جغرافيا و اجتماعيا وثقافيا ، لجهة العلاقة بالأرض و العرق و المعتقد ، بدليل أن الثقافات تختلط و تتبادل التاثير فيما بينها ، و أنه قليلا ما تجد سكانا أصليين لم يتفرقوا في غير بلدانهم الأصلية ، فمن البديهي في هذا الصدد ، أن الأمر لا يختلف في ما يخص المعتقدات الدينية و الانتماءات العرقية المزعومة او "المسيسة " . ينجم عنه أنه يمكن لواحدنا أن يخوض تجربة " الوطنية " إذا جاز التعبير ، بكل أبعادها ، منفردا أو ضمن الجماعة الوطنية ، بحسب ما تفرضه بعض الظروف ، لا سيما في ما يتعلق بصيرورة هذه الجماعة ، إلى شعب أو أمة .

أما حيث يُجهض نشوءُ الأمة فيتضاءل الفرق بين البلاد الأصلية و غيرها ، إلى حد أن المرء يشعر بالغربة فيدفعه ذلك إلى الهجرة ، بحثا عن " و طن " لعل تتوافر فيه شروط الإنضمام إلى أمة على مدى جيلين أو ثلاثة أجيال ، أو يقضي العمر ضحية تمييز تراتبي عرقي أو ديني .

مجمل القول أن مفهوم الأمة معروف ، حيث يجسده أساسا ، العيش المشترك ، في البلاد الأصلية اما إذا تعذر هذا العيش فيها ، فيمكن اكتساب الوعي بضرورته عن طريق التجربة أو بواسطة التربية و التثقُفْ .

الرأي عندي أن الإنسان يستمد انسانيته من خلال العيش المشترك ، في إطار جماعي ، تمثل الأمة الوطنية و جها متقدما من أوجههه . و كأي كيان توجد عوامل جاذبة و محفزة للعيش المشترك في كنف الأمة . بينما ينتج الفشل في التوافق و التفكك المجتمعي عوامل منفرة تدفع إلى الهجرة . ولكن هذا موضوع يضيق المجال هنا عن التوسع فيه . نكتفي بالقول انه يصعب على المرء أن يمحو من الذاكرة و الوجدان حكاية البلاد الأم حيث الأمكنة التي ترعرع فيها و صور الأهل الذين ربّوه و تعهدوه ، و لكنهم لم يدّعوا أنه " ملك لهم " ، والرفاق و الأصدقاء .

من البديهي أن الروابط الوجدانية تترسخ بواسطة التعارف المباشر و المعاشرة ، ينبني عليه أن العلاقة الحية ، التفاعلية ، بين الوالدين من جهة و و لدهما من جهة ثانية ، لا تُعوّض عنها بالقطع الصور التي يتخيّلها الولد أثناء زيارة قبر أبيه .

و في الختام يميز أحفاد المهاجر في أغلب الأحيان بين بلادهم بالتبني من ناحية و بلاد جدودهم الأصلية ( الفرق بين رابطة الدم و رابطة الأرض ) من ناحية ثانية ، التي سطا عليها حكام مهرّبون ، فباعوا ثرواتها وتاريخها و تراثها . إن الأحفاد لا يستردون ما اغتصب من الجدود !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط