الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقتطف من كتابي فلسفة الخلاص في اليوم الاخير

الحبيب حميدي
استاذ

(Hmidi Hbib)

2022 / 2 / 8
الادب والفن


كنا في الحقيقة عندما ابتدأنا الكتابة في ادب ميخائيل نعيمي بين اظهر موقفين مختلفين فيه أولهما للأديبة ثريا ملحس في كتابها "نعيمة الاديب الصوفي" وثانيهما للدكتور محمد شفيق شيا في رسالته المقدمة للدكتوراه "فلسفة ميخائيل نعيمة" بلبنان.
هي تنكر على دارسي ادب نعيمة ونقاده انهم "اخطؤوا الفهم عندما أهملوا صوفيته جملة ذلك ان " ادبه لا ينصف الا إذا درس على ضوء الصوفية واخلاقها ولا يقدر قدرها الا إذا قيس بمقاييس الصوفية".
اما هو فلا يرى في هذا التصوف "سوى لحظة يجري استيعابها في بناء أكثر شمولا "ذلك ان نعيمة فيلسوف بالمعنى الصحيح والدقيق للكلمة" اذ «القضايا التي عالجها نعيمة في مؤلفاته تشكل معظم مسائل الفلسفة قل هي الوجه الإنساني العام من الفلسفة "بل له من كل ذلك "نظرية منجزة تامة".
واذا ما كانت الاديبة ملحس قد فهمت المعرفة عند نعيمة على انها المعرفة الاشراقية الذوقية فان الدكتور شيا لا يرى في هذا الفهم ما يتلاءم مع اعتقاد نعيمة الراسخ بالحيوات " التقمص" وسواء اكان هذا هو السبب الذي أدى به الى رفض اعتبار نعيمة متصوفا ام اخر غيره فانه يطرح فهما اخر مختلفا تماما للمعرفة عند نعيمة هي "المعرفة المطلقة لكل علم وفن وخبرة" فهي وحدها التي يجدها تتلاءم وهذا الاعتقاد ذلك ان بلوغها او تحقيقها عمليا ممثلا في فعل الخلاص "يعتمد على تقدم الانسان وحضارته وعلى المزيد من الاكتشافات والإنجازات الشخصية والعلمية والانسانية" أي بتثمير كل التراث الإنساني وهذا بلا شك يحتاج الى اماد فاذا ما تكامل الوعي او تنامى تكامل الخلاص ولا يبلغها الا من تجاوز كل ثنائية واصبح بمقدوره ان يكون صيغة الهية بل الله ذاته .واذا كانت المعرفة معرفة العالم كله فان الخلاص بالتالي هو خلاص العالم كله... وذلك عبر كل انجاز يتحقق لأي انسان او شعب ...والكفاح من اجل الخلاص يكون بتنقية العالم من الجهل و....."
ولكن إذا كان نعيمة قد ابدى قبولا نسبيا لراي ملحس من انها استطاعت ان تلقي أضواء كاشفة عن الناحية الصوفية في ادبه فانه ابدى اعتراضه على نتائج بحث الطالب وسوء فهمه لما ظن انها فلسفة نعيمة ونظريته في المعرفة وكيفية الخلاص في رسالته المقدمة بعنوان "فلسفة ميخائيل نعيمة " وقد كان ذلك بحضور الكاتب نفسه وقد ذهب الراي بالدكتور الى ان "التطور الصحيح لفلسفة نعيمة يؤدي أحيانا الى غير ما يصرح به هو...."
وامام هذا التناقض وذاك الاختلاف وذلك الرضى النسبي كان ثمة ما يدعونا الى إعادة النظر للتثبت بالتحليل والتمحيص والتدقيق والحس السليم عسى نحقق الغاية من الفهم السليم لادب نعيمة وفلسفته وعملية الخلاص نحن نجده بعد التحليل مختلفا عما نشر قبلنا
وقد اخترنا لبيان ذلك رواية نعيمة "اليوم الأخير" لأسباب ليس اقلها
أولا: انه أحد الكتب الصادرة في المرحلة الثانية من حياة نعيمة الفكرية التي اقلع فيها عن النقد بمعناه المحصور لينطلق الى ما هو اعم من ذلك بكثير الا وهو دراسة الانسان وحياته والغاية من وجوده وهي المرحلة التي اعتبر "مرداد" 1948 خلاصة لها بل لان اليوم الأخير 1963وباعتراف من نعيمة نفسه قد مثل المنطق الكلي لخبرته في الحياة كشفا واحاطة ففيه جلى الحقيقة نظاما وانتظاما نظرا وتطبيقا وهي الخبرة التي حملها بدوره لموسى العسكري "بطل الرواية".
ثانيا: هو كتاب لم يلق حظه من الدراسة جاء بعد ملحس ولخصه الدكتور شيا تلخيصا نختلف معه في فهمه.
........وإذا كان نعيمة يكشف عن ان اليوم الأخير يتعلق بفلسفة جديدة يقدمها بشكل روائي وبأسلوب درامي وليس مجرد بحث فقد بات التأكيد في دراسته على ناحيتين
الأولى: الإطار الروائي الذي يساعد البطل على إدراك الحقيقة او يحقق التصور الجديد للوجود والانسان ...
. الثانية: وتتمثل في تقديم هذا التصور ونترسمها كما تولد مع البطل ونضعها تحت عنوان "فلسفة الخلاص" على ان ذلك لم يمنعنا من الالتفات الى الكاتب أحيانا بقدر الحاجة والى الاطلاع على الفلسفات الشرقية والغربية مصادر نعيمة ما اتفق منها وما اختلف وعسى نبلغ برد الفهم نسال الله حسن التوفيق والتبليغ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية


.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-




.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ


.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ




.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني