الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما معنى براءة من الله ورسوله الى...؟؟

عمر ابو زرقا

2022 / 2 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بدايتا ما معنى القول مثلا (صدرت براءة من لجنه القضاء الى فلان)؟؟
..
الا يوجد فرق بين القول (براءة مني لفلان) وبين القول (انا بريء من فلان)؟؟
..
البراءة لغتا يقال انها تعني سلم او خلو او خلوص
..
الان .. دعونا نذهب للنظر في اول ايات سورة التوبه
..
1. الاية (بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ (1))
نجد ان صيغة النص توجب او تمنح براءة من الله ورسولة الى من لهم عهد من المشركين مع المؤمنين
..
2. الايه (فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ ۙ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2))
نجد ان النص يحدد مهلة سلام وامن زمنية قدرها اربعة اشهر
..
3. الاية (وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ۙ وَرَسُولُهُ ۚ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3))
نجد في النص بيان او اعلان من الله و رسوله الى الناس وقت الحج الاكبر بان الله بريء من المشركين ورسولة بالتالي بريء منهم كذالك .. ولكن هناك استثناء للبعض من المشركين يتبع في الاية التالية رقم 4 ويتوافق هذا الاستثناء مع البراءة التي منحها لهؤلاء البعض في الاية رقم 1
..
4. الاية (إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4))
من هذا النص يتاكد ان مفردة (البراءة) في الاية رقم 1 هي بمعنى السلم وعدم الاعتداء على هؤلاء المعاهدين على السلم مع المؤمنين .. هؤلاء اصلا وبمجرد معاهدتهم للمؤمنين على السلم وعدم الاعتداء يصبحوا بشكل ما بريؤن ممن لم يعاهد المؤمنين على ذالك
..
5. الاية (فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (5))
نجد في النص تاكيد على مهلة الاربعة اشهر من الامن والسلام التي جاءت سابقا في الاية رقم 2 وهي المهلة التي يجب خلالها الوصول لعقد معاهدة سلم وعدم اعتداء .. فاذا ماطل وماكر المشركون وانتهت المدة دون عقد معاهدة عندها تكون الحرب بلا هوادة عليهم حتى يتوبوا ويقيموا التواصل بعقد معاهده امن وسلام ويوفوا بتزكيتها عمليا .. فاقامة الصلاة والزكاة من قبل المشركين يستحيل علقيا و وفق السياقات ان تعني امر اخر
..
6. الاية (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ (6))
نجد في النص انتقال من كيفية التعامل ككيانات اجتماعية سياسية مستقلة الى كيفية التعامل على المستوى الفردي ما بين مؤمن ومشرك
..
الخلاصة
..
ان الاية رقم ( 1) من سورة التوبه واضحه المعنى وتؤكدها الايه رقم ( 4) من نفس السوره
..
الايه رقم ( 3) تحذر المؤمنين من مولاة المشركين .. والايه رقم ( 5) مع رقم ( 6) فيهما تشريع او تنظيم وتوضيح لكيفيه العلاقه بين الدولة والمجتمع المؤمن وبين الدولة والمجتمع المشرك وهي اما عقد عهد سلام واما الحرب ... وهذا هو الواقع الدولي .. حرب باردة وحرب ساخنة وحرب بين وبين .. ولكن في المحصله يبقى نظام عقد المعاهدات اكثر تنظيما وانسانية ويصب في صالح كل الاطراف ليعرف ويلتزم كل طرف بحدوده
..
فحتى في زواج المؤمن من المؤمنة مطلوب عقد عهد وشهود .. وفي الاقتصاد والبيع والشراء مطلوب ايضا عقد عهد وكتابة كتب .. فتقدم وازدهار وسلام وامن حياة المجتمعات الانسانية يتطلب ويوجب توثيق العلاقات بعقد كتب و معاهدات في كل جانب
..
اما الدين فلا اكراه عليه .. وهذا اصلا ما خلقنا الله عليه حيث جعلنا مخيرين اصحاب ارادة .. وقصة ابوانا ادم و زوجه ومعصيتهما بارادتهما لامر الله بعدم الاقتراب والاكل من تلك الشجرة مسجلة في النصوص السماوية .. كان هناك عقاب لهما على المعصية بالخروج والابتعاد والنفي والهبوط من الجنة الى مكان اخر في الارض .. ولكن لم يكن هناك اكراه على عدم المضي بالمعصية بل شييء اي انفذ الله ارادتهما ومنحهما فرصة التوبة حيث ابقاهما مخيرين
..
اما موضوع القتال فكل النصوص المتعلقه به تندرج تحت الاية 190 من سورة البقرة (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190))
.
هذا والله القائل وامرهم شورى بينهم اعلى واعلم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماريشال: هل تريدون أوروبا إسلامية أم أوروبا أوروبية؟


.. بعد عزم أمريكا فرض عقوبات عليها.. غالانت يعلن دعمه لكتيبه ني




.. عضو الكنيست السابق والحاخام المتطرف يهودا غليك يشارك في اقتح


.. فلسطين.. اقتحامات للمسجد لأقصى في عيد الفصح اليهودي




.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال صبيحة عي