الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقوب في الشاشة رواية المكان والانسان

ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)

2022 / 2 / 10
الادب والفن


يبدو ان الروائي محمد سهيل يقرب الصورة اكثر الى القارئ ويجعله يعيش الرواية كما يريد هو ، هذا ما نلحظه في روايته "ثقوب في الشاشة" الصادرة عن اتحاد ادباء وكتاب البصرة ، بالنتيجة فان تعيش هذه اللحظات يعني ان محمد سهيل قد نجح في تصويرها كتابة "قشور ، حمص مسلوق، حلقات خيار، لبن خاثر، اعقاب سجائر تتربع على صحن مثلوم الحافة" فهذا وصف يجعلك تتعايش مع واقع الرواية بشكل صحيح جدا ، كما ان التورية الناجحة التي يصورها نجد لها واقع واضح جدا " كلنا نعيش الثقوب ،انه دأب الكائنات الحية "فهاهو يوحي للتكاثر ،للجنس ،للطعام، لاهم عمليات تطورية تقوم بها الكائنات الحية جميعها ، فالثقب مرتبط بالطعام ، تأكل عن طريق الفم وهو ثقب وتخرج من الكائن الحي الفضلات عبر ثقب ونتناسل عبر ثقوب وهكذا فللثقب اهميته ، وتتقافز بعض المفاهيم العلمية في الرواية ، فالثقب هنا هو مفهوم علمي .
وهاهو الروائي يصور تصويرا علميا اخر "القذيفة تحفر ، الزمن يحفر" نعم ، فكلاهما يحفر ،فالزمن يحفر في الكون وفي كل شيء حسب نظررية اينشتاين ،فالزمن هو بعد رابع من ابعاد الكون وهو يشكل البعد الاهم، فالزمن يدمج حسب النظرية النسبية مع الابعاد الثلاثة المكان والزمان والمكانية شيئا موحدا بعد ان كان يتم التعامل معهما كشيئين مختلفين ،فالزمكان هو نتاج اينشتاين، المهم بالتالي فان الزمن عندما اصبح بعدا رابعا فهو يحفر بالكون منذ الازل والزمن ضمن ثلاثية محمد سهيل يشكل مع "الصمت ، النسيان" بعدا ثالثا والعلاقة تتجسد كالتالي:
فالصمت يقود الى النسيان ،اما الثرثرة فهي بالتضاد مع النسيان ،ولاتقود اليه، الصمت يقود الى النسيان والنسيان كفيل به الزمان حيث تجري

الصمت النسيان
دائرة الزمان
فدائرة الزمان هي التي تكتنف الصمت والنسيان وتؤدي مؤداهما ،واستخدام البعد الزماني لديه هو استخدام علمي وكذلك ادبي، فالزمن يحفر في كل شيء ،فما نحن الا كائنات يحفر بها الزمن حتى يلاشيها وكل شيء يجعل منه الزمان ايقونة "تلاشي" وروح الزمان هي المتحكمة في كل الاشياء.
ويبقى سكنى المكان حاضرا في وجدان محمد سهيل فالبصرة لاتغادر مخيلته وهاهي شوارعها وازقتها حاضرة ،من شارع الوطن وبتجسيداته المختلفة ...فشارع الوطن هو شارع النسيان الغارق في بحر الالام ،بالتالي نحن امام المكان فمحمد سهيل يجعلك تعيش الحميمية مع المكان من ناحية ذكره له ووصفه لاماكن ومتلازمات مكانية تعيد للذاكرة صلتها مع المكان "الوطن، شارع الملاهي ،شارع الاثام، شارع الندم، مقهى علي بابا، عطور اورزدي باك"متلازمة مكانية" سيروان، سينمات الوطني والبصرة واطلس والرشيد" وغيرها حيث يصور شارع الوطن بشارع الاثام حيث تجري فيه كل مغريات الحياة في الزمن الجميل وتنساب فيه الراقصات وينساب الخمر والموسيقى فخمور شهرزاد والزحلاوي وبار ماتيلدا وتسمع اصوات شاديا ، والى جنب هذه الصور المتناغمة مع الحياة وجمالها نجد في الجهة المقابلة ، شيخا يرتقي منبرا ويوجد له وصفا فيه حقيقة رجال الدين من ناحية كذب الكثير منهم ودجلهم "جفف عرق جبينه الذي التمعت عليه بصمة الافراط في السجود لامعة حقيقية غير مدعوكة بقشرة الباذنجان على حد وصف احد المفتونين بجاذبيته" وهكذا فهنا نلمس تصويرا واقعيا للكثير من رجال الدين حيث يصل بهم الامر كي يبينوا كثرة سجودهم بحرق جباههم ب"الباذنجانة" كما نلحظ الاسترسال الديني في لوحات متعاقبة ،صوت يتغلب على "صوت عبد الباسط عبد الصمد وعبد الزهراء الكعبي " وتتداخل الرؤية الدينية مع الاسطورة والخرافة "فحاجة اللائذين بالملجأ للامان" تدعوهم الى استخدام اشرطة "العلق" الخضر مخضببين جدرانها الخارجية بالحناء واستخدام صور "ال البيت" كذلك فان الدعاء المعروف لدى المسلمين الشيعة نجده حاضرا "يا الهي عظم البلاء ، وبرح الخفاء ، الى ان يقول :الغوث الغوث" ويقصد به طلب الغوث من الامام المنتظر في نظر الشيعة الاثني عشرية .
كذلك نجد في خضم احداث الرواية حوارا دينيا فكريا بين ما يتبناه الاسلام كدين من خوف وترهيب حتى اضحى في نظرنا دينا ترغيبيا وترهيبيا "ان توبوا الى الله جميعا قبل ان يفوت الفوت فلا ينفع الصوت، فهل انتم على ما ارى عازمون" فهذا اسلوب ترهيبي يستخدمه رجالات الاسلام وينتقل بصورة اخرى الى الدين المسيحي "نحن كمسيحيين نعمل بمبدأ التكفير الذي يقود المرء الى التطهر عن طريق الاعتراف في حضرة كاهن الكنيسة ، فاذا ما ارتكب الواحد منا الزنا او ازهق روحا بريئة او سرق او خان الامانة ، عرج على الكاهن واعترف في حضرته بما اقترفته يداه من ذنوب" وهنا في خضم هذا الحوار يتدخل الشيوعي مناقشا وهو ابو صارم "لكن هذا يجعل من الدين حنفية يغتسل الخاطئ بمائها كلما اقترف ذنبا" وهكذا يعكس محمد سهيل التحولات ضمن الدين الواحد ويعكس من خلال الحوار كيف ان العقل العلماني المتمثل بالشيوعي ابو صارم ينتقد ممارسات الدين في هذه القضايا ، ويستمر النقاش ويعلو حتى يصل الى " وجب علينا ان نتوجه اليه دون اي وسيط بشري سواء كان كاهنا ، شيخا تقيا ورعا ام مخلوقا ذا كرامة" وفي هذه الكلام نقد واضح للمؤسسة الدينية التي تجعل من رجل الدين وسيطا بين الناس والاله ، فمحمد سهيل يعتبر ان الاله ليس بحاجة الى وسيط وينفي دور رجل الدين .
الاقليات الدينية في الرواية ...
ومن خلال الحوار الديني تتبدى لك الكثير من القضايا ومنها قضية الاقليات الدينية "لا ادري .. حين كنا في الابتدائية كان معنا في الصف عدد من المسيحيين وعدد اخر من الصابئة وحتى اليهود، اكثر بكثير من عددهم هذه الايام" وهذه اشارة الى وضع الاقليات في السنين الاخيرة التي تلت التغيير في 2003 حيث تم تصفية الكثير منهم وملاحقتهم سيما المسيحيين في البصرة واليهود قبلها في زمن النظام البائد عندما عمل على تصفيتهم ضمن ما عرف بتأمرهم على البلد ويصل الى نتيجة مهمة " في الحقيقة لا اجد ضرورة لوجود كاهن " " الحقائق تبقى نسبية " "لسنا سوى امم مقموعة" وفي ختام الحوار تتمظهر الهويات بين المتحاورين :
عصام مسيحي ينطلق في نقاشه من وازع ديني .
ابو صارم شيوعي علماني
اما نجم الذي يتفاعل مع الحوار ولسان حاله "لسنا سوى امم مقموعة " بفضل رجال الدين طبعا يقول عن هويته " مجرد انسان عراقي متألم" فنجم قافز فوق هويات الاخرين الطا-فية والسياسية .
فالهوية العراقية فوق الهويات الاثنية والطائفية والحزبية الاخرى ..
الزي افرنجي والرأس شرقي....!!!!
كما يناقش وبرؤية انسانية معاناة الفلاحين البصريين من نظام الاقطاع ومن الملاكين وكيف كان "عبد الغفار افندي ينتصف لمولاه اكثر مما ينتصف للفلاحين وشريحة(التعابة) " هذه الشريحة التي كانت تعاني كثيرا قبل ثورة 14/تموز/1958م والاقطاعيين كانت لهم حياتهم الخاصة التي تختلف عن حياة الفلاحين "فانصاع بعضهم لهجمة الحياة الجديدة فاقتنوا السيارة والمذياع وامسوا روادا لدور السينما والملاهي والحانات" وكيف تحولت الحياة من قروية متمثلة بالاقطاعيين الى مدنية حيث تحول الاقطاعيون الى المدنية والافندية "وفي المدينة نفسها صارت طبقة الافندية النواة الحقيقية لمجتمع صائر الى التمدن" ولكن المشكلة الفكرية الكبرى التي يشير اليها محمد سهيل ليس في التبدل نحو المدنية ، حيث يشير الى ان المتمدنين الجدد اخذوا فقط البنطال من المدنية "اضحى الزي افرنجيا وبقي الرأس شرقيا فلاحيا" وهذه مشكلة العرب اليوم عموما ، ان تقاليهم البالية مازالت حتى اليوم من نظرة سيئة الى المرأة ومن رؤى مغايرة للواقع المدني الا انهم يلبسون الجنز اليوم ويغيرون من تسريحات شعرهم ونمط غذائهم الا ان تفكيرهم ومنهجهم ما زال شرقيا قد اكل عليه الدهر وشرب. ويشرح وبشكل فكري اجتماعي رائع كيف تغيرت احوال البصرة وتغير مجتمعها حيث جاءها الوافدون من شمالها فاندمجوا بحياتها الا انهم " لم يقطعوا اواصرهم مع القبيلة فاصطحبوا معهم دواوينهم وسوابيطهم ودلاءهم وقواعد الاعراف العشائرية محتفظين بحذرهم الطبيعي ازاء المدن وبنمط حياتهم المؤسس على الجماعة فقويت شكائمهم في مجتمع لين الخواصر ترف الاضلاع" وهذه صورة وصف حقيقية للتبدلات المجتمعية الكبرى في البصرة وهم كانوا خليطا من اصول بدوية وفلاحية وكلا النمطين يحتفظ باخلاقياته المغايرة نوعا ما الى اخلاق ابيناء المدينة مما كان له التاثير الاكبر في مسخ هوية البصرة وتبدلاتها نحو البدوية والفلاحية بعد ان كانت طبقى المدنية تنمو شيئا فشيئا وبحذر شديد وبسبب تسلط الاقطاع وظلمه انجذب الفلاحون بغالبيتهم نحو اوساط الحزب الشيعي بحثا عن العدالة الاجتماعية التي غابت على ايدي الملاكين واصحاب الاراضي وكان اهل شمال المدينة بدا "من كرمة علي" الى الاهوار اكثر غلظة على الفلاحين من اهل جنوب المدينة "الفاو وابي الخصيب" المهم ان شريحة الافندية في البصرة انتمت الى مدن الجنوب في غالبيتها "الفاو والزبير و ابي الخصيب" الا انهم حملوا معهم جرثومتين "قطعوا صلتهم بالقبيلة التي ينتمون اليها مما ادى الى ضعف هذه الطبقة ، والثانية امعنوا في بيع اراضيهم في سبيل ملذات زائلة فهزلت كياناتهم "لصالح ملاكين جدد جاء اغلبهم من القرى الشمالية هربا من الاقطاع والفقر " وهكذا اصبح الجنوبيون مهمشون و"اسفل دولاب الحياة" ويعد هذا الوصف الروائي واقعيا تماما وهو وصف اجتماعي رائد لمجتمع البصرة
الفكر السياسي في الرواية :
حاضرا لدى محمد سهيل من خلال استيقافه الحروب ومسائلتها وبالتحديد الحرب العراقية الايرانية التي لم يغادرها الكثير من روائيينا للاسف فقد ذكرت كثيرا وبالتحديد تاريخ 8/8/1988 حيث يذكره محمد سهيل بصورة تخلو من الادب الرصين والخيال الممتع "وجنود هاربون من جحيم اسمه جبهات القتال" صورة مباشرة جدا تخلو من خيال الرواية .

ان النسق الذي تدور فيه حواريات الرواية هو نسق سينمائي وحوارت سينمائية وظفت روائيا ونحن هنا غير معنيين تماما باساليب الرواية بقدر ما نحن معنيين بفكرها الذي حوته وركزت عليه خصوصا المعطى الاجتماعي الذي تدور في مداراته الرواية وتتحدث عن اثفولاته
وفي مشهد درامي لا يخلو من الحزن العميق يصور محمد سهيل ما جرى يوم 13/شباط/1991م حين اعلن الراديو مقتل 315 عراقيا في ملجأ العامرية في بغداد جراء القصف الامريكي ثم يبدأ الروائي سردا اشبه ما يكون تسجيليا لاحداث وقعت في تواريخ بعينها 24/شباط بدأت فجر اليوم قوات التحالف عملية توغل كثيفة في الاراضي السعودية والكويتية باتجاه الاراضي العراقية وهكذا يصور تقهقر القوات العراقية باتجاه الاراضي العراقية ، وبالتالي فمحمد سهيل ينظر الى الوضع من خلال شاشة عرض فحتى الهندي الاحمر الذي التقاه في البصرة لابد انه خرج من الشاشة اثناء عرض احد افلام التوماهوك . وهكذا حرق ابار النفط التي تسبب بها نظام البعث الصدامي وصدور اعلان بوش الذي تحدث فيه عن تحرير الكويت وانتهاء عاصفة الصحراء ويذكر انه في يوم 28/ شباط هنالك بلاغ من الكويت لاهالي البصرة بضرورة مغادرة المدينة بسبب الحرب ثم يتحدث عن ما سمي حينها ب"الانتفاضة الشعبانية" او ما اسماه نظام البعث الصدامي" الغدر والخيانة" او ما سمي ب"الغوغاء" وهاهو مبنى المحافظة قد سقط بأيدي"الثوار" وهكذا يتوالى التسجيل وها هو يسميهم ب" الميليشيات الثائرة" وهو اسم سياسي واضح المعالم جدا وذكي جدا فهم ميليشيات كونهم خارج سلطة الدولة والقانون وهم ثائرون كونهم تصدوا لاعتى نظام دكتاتوري عرفه التاريخ. فجمع القاص بين اسمين واصفين للحركة انذاك وبشكل واقعي ودلالي جدا.
في القسم الرابع من الرواية والمسمى (اوراق اعتراف) يبتدأ القاص القسم بنص صوفي ترد فيه الموارد التالية : الاعتراف،التوبة، الملكوت، النعيم، المناجاة ، النفس، النقاء ، الطهر ، النبي ، القديس، فالاعتراف هو بطاقة سفر الى الملكوت ونعيم وارف الظلال ، بمعنى كما نتصوره في هذه الدراسة ان محمد سهيل اراد القول : ان الاعتراف يؤدي بالنفس الى راحة كبيرة ، حيث تتخلص من براثن الاشكاليات التي تحيطها حيث تطهر النفس وتتحول باتجاه النقاء ، هذا الاعتراف يؤدي الى النقاء النفسي الذي لن يتحصله سوى النبي والقديس والطفل ببراءته... والاعتراف يسبقه ان تكون نفس الانسان ممتلئة بالخطايا تلو الخطايا والاثام ، والخطيئة وحتى النفايات والانسان ، بين كل هذا وذاك فهو بين نارين (الاله ورجل الدين) فالكاهن او رجل الدين مهم للاعتراف حتى وان كان من صنع الخيال ، و(اليقين هو ما يسعى اليه البشر سعي الظمآن الى سراب) ، وهذه الجملة عميقة جدا ومعناها لايقين كي يبحث عنه الانسان ، فمن يقول : اني على يقين مثله كمثل الظمآن الذي يسعى الى سراب رآه فلما وصل اليه وجده لاشيء، ويبقى الشك هو سيد الموقف ازاء اليقين( ام انك مرتد الى فيافي الشك وجحيم النكران) ويأتي عمق التساؤلات المعرفية والكونية الكبرى عندما يسأل اسئلة عن اصل الكون واين كان قبل مجيئ الدنيا (اين كنت قبل ان تاتي للدنيا ؟ حبات قمح في خابية ؟ رشقات مطر في كأس التهم ابوك حفنة من عجينها؟ شربا ما تبقى من ماء الكأس ؟فانقذفت لهذا العالم؟)وهنا أي خيال علمي وتساؤلات يطلقها الروائي متسائلا اسئلة كونية كبرى ، عن اصل الانسان قبل مجيئه للدنيا وعبر خيال من التساؤلات التي يبعثها...
ان محمد سهيل يعطي تقنيات في الوصف رائعة جدا يجعلك من خلالها تعيش في المكان والزمان الذي يرسم صورة واصفة وصفا دقيقا، فهو يتحدث عن طفل انتزع من حضن امه وعاش في بيت عم ابيه والذي كان يناديه جدو وهو يعطي ابعاد مساحة ذلك البيت (12*8)م2 كانت عبارة عن غابة مصغرة شديدة الكثافة بالغة التشابك ضيقة الممرات احتشدت باشجار اس ورمان وموز وبرتقال ومانجو وسنادين على مدار اضلاعها الاربعة ، خلاف نشوتي نخل قصيرتين كانت احداهما من اجود اصناف البرحي . لقد عاش في بيتين ، بيت امه وابيه، والاكثر في بيت عم ابيه.
ان الملاحظ لثقوب في الشاشة يجد انها تخلو من اسلوب التشويق الذي ينبغي ان يستخدمه الروائي لايجاد التواصل المنشود مع القارئ بالاضافة الى التفكك وعدم وجود الحبكة في كثير من الاحيان ، أي :ضياعها والاسلوب التقريري المباشر سيما التسجيلات الخاصة بما حدث ابان الغوغاء في 1991، ولاتخلو الرواية من اماكن البصرة وتراثها وفلكلورها
الافندي الافندي عيوني الافندي الخ.
ونراه ينتقل بين مفيد ابن عم ابيه والذي كان من عشاق السينما وبين بيت اولاد عم ابيه الذي كان يصف ما يحدث فيه وصفا دقيقا ، دون اسلوب تشويقي كما اسلفنا ، وبعد ذكر طويل لجده لا نجد سوى حياة التي كان يهيم معها في مجاهل ادغال واجمات لايسمع فيها سوى تغريد الطير وصياح بعضها، وقبل حكايات الملجأ يتحدث عن الاشياء التي لم تعد كما كانت حيث المغنية رحلت ، ولملمت امتعتها وسافرت الى بغداد شأنها شأن اية فراشة تتبحث عن النار والنور ورحل السمار كذلك ، فلم يتبق شيئا يستحق ان نقف عنده فكل شيء كان قد اختفى من جمال في مدينة الحرية والجمال /البصرة ، وهي صورة مهمة نقف عندها في هذه الرواية التي حملت الكثير من الصور غير المترابطة ، ولانها تتحدث عن مجريات احداث اشبه بسيناريو فيلم غير مكتمل الملامح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعرف وصايا الفنانة بدرية طلبة لابنتها في ليلة زفافها


.. اجتماع «الصحافيين والتمثيليين» يوضح ضوابط تصوير الجنازات الع




.. الفيلم الوثائقي -طابا- - رحلة مصر لاستعادة الأرض


.. تعاون مثمر بين نقابة الصحفيين و الممثلين بشأن تنظيم العزاءا




.. الفنان أيمن عزب : مشكلتنا مع دخلات مهنة الصحافة ونحارب مجه