الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رقصة الاستشهاد الأخيرة

حسن إسماعيل

2022 / 2 / 11
الادب والفن


ولد على حافة الكالوس
في منطقة الاظلام الدامس والمبهم
ارتبك الارتباكة الأولى ..
فنقاب البصيرة عندما ينشق فجأة
وتجد نفسك وجهاً لوجه مع الظلام الدامس ترتبك
تؤمن بالشك .. ويكفر الإيمان بك
ويقين مغامرتك يقودك دون إذن منك
يأخذك في النفق المظلم
نحو الضوء الخافت والمتردد
في الشك .. حتى النور يكون متردد
يكون في شبه النور
في شبه ملاك
في وجه طفل لا يتقن طفولته
تحبو بخوفك نحوه .. تحبو ببطيء
وتسبق يديك قلبك..
تطوحها وكأنك تسبح في بحر الظلمات
يديك .. ثم قدميك .. ثم بقية روحك
الحواس هي التي تقودك الآن
أما روحك .. فبعيدة مختبئة في آخر ركن من كيانك
تبوح لك بسرها .. بعجزها
بأنها لا تقدر أن تخلص نفسها
ومن لا يقدر أن يخلص نفسه .. بديهي أن تشك فيه
من لا يقدر أن يخلص نفسه .. طبيعي ألا يقدر أن يخلص غيره
تصغي إليها بنصف قلب
وبالنصف الآخر .. تصغي لتيه الظلام
أخيراً .. وصلت إلى بداية المسرح
خرجت من رحم الكالوس أخيراً
ترمي عينيك لتمسح كل الزوايا
لتتحسس لوحات الحوائط
لتتنفس مسامك رائحة الخشب البني المعتق
ولتلمس بأناملك السجادة الحمراء متكبرة المظهر .. وفارغة الجوهر
ولتقفز كالأيائل على كل الكراسي الفارهة الرخيصة
لتكتشف الوجه الآخر للكالوس
تنجذب في صمت نحو البيانو المترب
المتروك وحيداً كنشاز الأبرص
تضع بصماتك عليه لتؤرخ بكارتك
ودموعك التي أصبحت فضيحتك
تبتسم له في حياء المعجزة السرية
حيث الحـُب بلا بوق .. ونبي بلا وحي ..
وإله بلا عبيد
تعزف عليه .. ويعزف عليك
تسمعه ويسمعك .. تفهمه ويفهمك
تضله .. ويهديك
الآن تعرفه معرفة آدم لحواء
معرفة الأحياء .. لا جهل الأموات
المسرح والكالوس
الضوء والظلال
وارتباكاتك المدهشة
واسئلتك الثورية وإجاباتهم الجاهزة
حيث التعليب الذي يفسد الأحجية
أحجية السرائر .. وليست أحجية الألغاز
فالسر له خبايا .. لا يدخله غير المرتبكين
المتشككين الطاهرين .. الطاهرين من اليقين
غير الملوثين من اليسار أو من اليمين
المتجسدين .. هواة حبة الحنطة
هواة جذور الكالوس .. وثمر المسرح
ثمر المسرح المحتجب
روح الجندي المجهول
صمت الجاذبية الذي يكره الضوضاء
أحب هذا الحـُب
يحتلني هذا الحب
يربكني هذا الحب
يشككني هذا الحب
يمتلكك ولا تمتلكه
محدود محاصر
باللا محدود
بالداخل والخارج هو
تهرب منه .. فتجده امامك
رداءك .. وجسدك .. وروحك .. وكفنك
حرفك الذي يقتل .. وروحك التي تحيي
إنزوائك وشبقك
فتورك وبركانك
عجزك وكل قدرتك
كالوسك ومسرحك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في