الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلم الأهلي والإسلام السياسي

صوت الانتفاضة

2022 / 2 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


منطقيا، فأنه لا يوجد شيء اسمه "سلم اهلي" بوجود قوى دينية تحكم، بمعنى ان وجود قوى الإسلام السياسي وهي تحكم البلد -أي بلد- فأن الحرب الاهلية ستكون حاضرة دائما، فالإسلام السياسي يحمل بذرة العنف في احشائه، فهو شكل حكم ينتمي لحقب وانماط انتاج قديمة، حقب غزو واحتلالات وصراعات قبلية وعشائرية، ولا يمت بأي صلة للحاضر الآني.

بذرة العنف التي يحملها الإسلاميون في داخلهم هي نفيهم، الغاءهم، تجاوزهم؛ ففي لحظة معينة من لحظات التاريخ، وعندما تتراكم مشاكلهم وازماتهم، سيصطدمون فيما بينهم؛ قد يؤجلون هذا الاصطدام لفترات محددة، او قد يخففوا من وقعها، او يجعلوها ضمن حدود معروفة لديهم، لكنها لن تبقى محبوسة داخل هذا المسار، ليس برغبتهم انما منطق الاحداث والوقائع والمصالح، ومنطقهم سيرغمهم على ذلك.

الأعوام التسعة عشر الماضية من حكم هذه العصابات الإسلامية والقومية والعشائرية تعطي للمراقب أفضل الأدلة؛ "القاعدة، داعش، الميليشيات، العشائر، العصابات، المافيات"؛ كل أولئك رغم وحدتهم "إسلاميون او تحت عباءة الاسلاميين"، الا انهم كانوا-وما زالوا- في صراع، في تضاد، يخفت أحيانا لكنه حتما لن يتوقف.

ان احداث مدينة ميسان الأخيرة ما هي الا خطوة أخرى في مشوار "الحرب الاهلية"، فهذه القوى المتضادة قد وصلت درجة محددة من الصراع على المصالح وتقاسم الحصص فيما بينها، هذه الدرجة قد تبدأ بتشغيل قانون النفي عليها، فهي ان بدأت الصراع فلن ينتهي الا بزوالها، هم يدركون ذلك جيدا.

القوى "التشرينية" التي دخلت الانتخابات كانت تردد –الى اليوم- مقولة "الحفاظ على السلم الأهلي"، وها هم اليوم يدركون جيدا ان الديموقراطية في هذا البلد هي "محض وهم"، يدركون جيدا ان "السلم الأهلي" لا يأتي ابدا بالانتخابات او المشاركة فيها؛ ونتمنى ان يدركوا أيضا ان لا وجود "للسلم الأهلي" بوجود قوى وعصابات الإسلام السياسي.
#طارق_فتحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على مركز رادارات في سوريا قبيل الهجوم على مدينة


.. لماذا تحتل #أصفهان مكانة بارزة في الاستراتيجية العسكرية الإي




.. بعد -ضربة أصفهان-.. مطالب دولية بالتهدئة وأسلحة أميركية جديد


.. الدوحة تضيق بحماس.. هل تحزم الحركة حقائبها؟




.. قائد القوات الإيرانية في أصفهان: مستعدون للتصدي لأي محاولة ل