الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدكرات

محمد طالبي
(Mohamed Talbi)

2022 / 2 / 12
الادب والفن


صعد على مثن حافلة متجهة من مدينة بني ملال صوب مدينة اكادير،جلس في مقعد يبعد عن السائق بتلاثة صفوف،حاول الاسترخاء، استعداد لرحلة قد تدوم ست ساعات او اكثر. غيوم كثير تعكر صوف تفكيره، عقله مشوش،افكاره مبعثرة، حاول ان يتناسى الهواجس التي تهاجمه و تسيطر على تفكيره، لم يقلح في ذلك.. عاودت الاسئلة الحارقة الرجوع و بقوة اكبر :كيف يمكنه ان يتحمل الابتعاد عن مسقط راسه؟ كيف ولد وتربى و كبر في القلعة الصامدة ان يتركها على حين غرة؟ كيف سبتعد عن التنظيم و عن الرفيقات والرفاق؟كيف ستكون علاقته بفرع التنظيم في تارودانت؟ وهل هناك تنظيم اصلا في تارودانت؟ هل سينجح في تكوين شبكة جديدة من العلاقات كما فعل في مسقط راسه؟
نظر نحو كرسي السائق وكأنه يهرب من الاجابة عن الاسئلة الحارقة التي تؤرقه.تصفح عبارات مكتوبة على زجاج وراء كرسي السائق: "ممنوع التكلم مع السائق" في السطر الاول،في السطر الموالي عبارة اخرى غاية في الغرابة : " ممنوع البصق و التنخيم".
التنظيم يحاول ان يؤسس لوطن يتسع للجميع،وطن ينعدم في الاستغلال،وطن يؤمن الكرامة لمواطناته و مواطنيه،وطن يسود فيه القانون،وينعم مواطنوه بالعدالة الاجتماعية,التنظيم كان يحلم بالرفاهية للجميع فيسياق مجتمعي لازال فيه الناس يبصقون و "يتنخمون" في وسائل النقل العمومية، لا شك ان طريق التحير و التحرر لازال طويلا,كما النقيض الطبقي بسط يده على اداة السيطرة الطبقية،وكل الامكانيات البشرية و المادية،كما استقطب جزء مهما من نخبة المجتمع ،واصبحت تؤتث جوقته الاعلاميات وتحاول تجميل وجهه القبيح. اليات ممارسته للصراع غير شريفة.
بينما هو في مونولوغه الداخلي،اقتربت منه شابة في مقتبل العمر،سالته:
-خاوية هاد البلاصة؟
- وي خاوية؟
- ممكن نجلس حداك؟
- بكل سرور،مرحبا
الفتاة كانت بسيطة وعفوية في حوارها معه ،لم تحاول التصنع قط. بعد نصف ساعة من الحوار عرف انها من بني ملال، وتشتغل في احدى الضيعات الفلاحيةبسبت الكردان,حدثته غن ظروف الاشتغال في الضيعات الفلاحية،و المشاكل التي تواجه العاملات و العمال في الضيعة,كما اشتكت له من الظروف اللانسانية التي تعيشعها العاملات و العمال الفلاحيين,وضعف الناطير السياسي و النقابي لهذه الفئة.يجاريها في حوارها،و يجهذ نفسه كي لا ينظر الى التفاحتان المنمتصبتان على صدرها،وكانهما قائدين حربيين يستعدان لمعركة فاصلة,احمر وجهه فجاة عندما احس بفخدها تحتك بفخده
-مالك حشمان راه الطريق طويلة وخاصنا نتحاورو باش ندوزو الوقت.
كان يود ان يحدثها عن انطونيو غرامشي وجوج لوكاتش وجورد بوليتزر وعن العلاقة بين المثقف و الطبقة العاملة، لكن اسفل بطنه بدأ في الانتفاخ، وفكر في تغيير موضوع النقاش و الحديث عن نظرية التحليل النفسيي عند سيغموند فرويد. فاجأته بسؤال غريب قبل ان ينبس ببنت شفة.
- انت مزوج؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصدمة علي وجوه الجميع.. حضور فني لافت في جنازة الفنان صلاح


.. السقا وحلمى ومنى زكي أول الحضور لجنازة الفنان الراحل صلاح ال




.. من مسقط رأس الفنان الراحل صلاح السعدني .. هنا كان بيجي مخصوص


.. اللحظات الأخيرة قبل وفاة الفنان صلاح السعدني من أمام منزله..




.. وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما