الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يقف وراء تخريب تمثال الأمير عبد القادر؟

رضي السماك

2022 / 2 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


الأمير عبد القادر الجزائري غني عن التعريف، فهو رمز وطني كبير تصدى لمقاومة طلائع الاحتلال الفرنسي للجزائر في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، ما عرّضه لانتقام سلطات الأحتلال بنفيه إلى خارج البلاد، لكنها بدلاً من أن تنفيه- حسب الاتفاق معه- إلى الاسكندرية للإقامة في مصر، نكثت بالاتفاق و توجهت السفينة التي تقله وعائلته إلى مدينة أمبواز الفرنسية . وقبل ما يزيد عن عام وبطلب من الرئيس الفرنسي أيمانويل ماكرون أصدر المؤرخ الفرنسي بنيامين ستورا تقريراً حول ملف ذاكرة الحقبة الاستعمارية لبلاده في الجزائر وما سببته لشعبها من آلام وأضرار طوال 132 عاماً، ومع أن التقرير لم يفِ بشروط الحد الأدنى لتكفير فرنسا عن جرائمها في الجزائر، وفي مقدمتها رد الاعتبار لها بالتعويضات المالية المستحقة، إلا أنه لم يخلُ من بعض التوصيات الرمزية ومنها بناء تمثال للأمير عبد القادر في مدينة أمبواز التي اُعتقل فيها. وإذ أنجز هذا المشروع مؤخرا النحات الفرنسي تياري بوتار، إلا أنه قبل ساعات من حفل التدشين أقدم مجهولون على تخريب الجزء السفلي من التمثال. ورغم أن هذا الفعل العنصري المشين تعرض لتنديدات عدد من كبار مسؤولي الحكومة الفرنسية، وعلى رأسهم الرئيس ماكرون نفسه، إلا أن تلك الجريمة يصعب فصلها عن مناخ الكراهية وصعودالشعبوية السائد في فرنسا تجاه العرب والمسلمين، ناهيك عن شيوع ثقافة نبذ الأعتراف بجرائم الماضي الاستعماري، بما في ذلك كراهية تخليد رمز وطني ينحدر من أرض كانوا يعتبرونها جزءاً من فرنسا من خلال نصب تمثال له في قلب مدينة فرنسية . أكثر من ذلك لم تكن غائبة رموز الدولة نفسها بدءاً من رئيس الجمهورية عن المشاركة في تغذية ذلك المناخ ، ففي خريف العام الماضي شكك ماكرون بوجود الشعب الجزائري أو "الامة الجزائرية" عشية أحتلال بلاده للجزائر عام 1930 ما أثار غضب الجزائريين على الصعيدين الشعبي والحكومي ، ومع أن باريس وكبادرة حسن نية منها تجاه الجزائر أحتفت في اكتوبر الماضي بالذكرى الستينية لجريمة شرطتها عام 1961 المتمثلة في قمعها الوحشي لمسيرة سلمية لآلاف الجزائريين راح ضحيته مقتل نحو 200 متظاهر جزائري اُلقيت جثثهم في نهر السين بدم بارد، ومع أن فرنسا توعدت أيضاً بتعقب مخربي التمثال وهو أمر مشكوك في وصولها لمرتكبيه، فإن مثل هذه الأعمال مرشحة للتكرر في ظل تغييب مراجعة دراسة موضوعية جادة لتاريخ فرنسا الحديث ،بخيره وشره؟ وصولاً للأعتراف الشجاع بما أرتكبته من جرائم بحق شعوب البلدان التي أستعمرتها ، وما يترتب على هذا الاعتراف من إقرار بحقوق الجزائر الكاملة معنوياً ومادياً ، وهذ ما لا تريد فرنسا الإقدام عليه !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليار شخص ينتخبون.. معجزة تنظيمية في الهند | المسائية


.. عبد اللهيان: إيران سترد على الفور وبأقصى مستوى إذا تصرفت إسر




.. وزير الخارجية المصري: نرفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم | #ع


.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام




.. وكالة الأنباء الفلسطينية: مقتل 6 فلسطينيين في مخيم نور شمس ب