الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العائدون من الثورة!

سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)

2022 / 2 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


فقراء مصر الطيبين الذين لم يجدوا في سلطة يوليو من "يحنو عليهم" على مدى ستة عقود، وفشلت ان تخرجهم من قاع الزجاجة، خرجوا يطالبون بالعدل والحرية كما وعدتهم "ثورة" يوليو منذ ستة عقود، ولم تفي بالوعد، خرجوا في 25 يناير 2011، ليتمموا ما كانوا قد تدربوا عليه قبلها بـ33 عاماً - بدون قيادة قادرة - في بروفة 18 و 19 يناير 1977، وبعد ان خاب املهم مرة اخرى، من السلطة والقيادة، من نفس القيادة، عادوا من الثورة .. "أنهم يحنون للعودة من مخاطر الثورة إلى حلل اللحوم المصرية".


أثناء فرار اليهود من الأسر في مصر، كما تروي التوراة، شرع الجبناء بينهم، من جراء مصاعب الطريق وبسبب من الجوع، يتأسفون للأيام التي قضوها في الأسر، إذ كانوا آنذاك، على كل حال، شبعانين. ومن هنا جاء القول المأثور: "تأسف على حلل اللحوم المصرية".
"إن الناس يصنعون تاريخهم بيدهم؛ إنهم لا يصنعونه على هواهم . إنهم لا يصنعونه في ظروف يختارونها هم بأنفسهم بل في ظروف يواجهون بها وهي معطاة ومنقولة لهم مباشرة من الماضي . إن تقاليد جميع الأجيال الغابرة تجثم كالكابوس على أدمغة الأحياء. وعندما يبدو هؤلاء منشغلين فقط في تحويل أنفسهم والأشياء المحيطة بهم، في خلق شيء لم يكن له وجود من قبل، عند ذلك بالضبط، في فترات الأزمات الثورية كهذه على وجه التحديد، نراهم يلجئون في وجل وسحر إلى استحضار أرواح الماضي لتخدم مقاصدهم، ويستعيرون منها الأسماء والشعارات القتالية والأزياء لكي يمثلوا مسرحية جديدة على مسرح التاريخ العالمي في هذا الرداء التنكري الذي اكتسى بجلال القدم وفي هذ ه اللغة المستعارة."


"أن ثورة فبراير 1848/فرنسا، كانت هجوما مفاجئًا، كانت أخًذا مباغًتا للمجتمع القديم . وقد أشاد الشعب بهذه الضربة غير المتوقعة باعتبارها عملا ذا أهمية تاريخية عالمية يؤدي بحقبة جديدة. وفي اليوم الثاني من ديسمبر، تختفي ثورة فبراير، بين يدي نصاب ماكر ويبدو في النتيجة أن ما أطيح به ليس هو الملكية بل التنازلات الليبيرالية التي انتزعتها منها قرون من الكفاح. وبدلا من أن يظفر المجتمع نفسه لنفسه بمحتوى جديد، بدا أن الدولة قد عادت إلى أقدم أشكالها فحسب، إلى السيطرة البدائية العديمة الحياء، سيطرة السيف والقلنسوه الكهنوتية. والجواب على عمل طائش، عمل وقح. كان ديسمبر ١٨٥١ عمل حاسم. فبراير ١٨٤٨، وما تأتي به الزوابع تأخذه الرياح .


ولكن هذه الفترة من الزمن لم تضع سدى . فمن سنة ١٨٤٨ لغاية سنة ١٨٥١ هضم المجتمع الفرنسي – وتم هذا بطريقة مختصرة لأنها ثورية – العبر والتجارب التي كان ينبغي لها في تطور يسير بصورة صحيحة، أو، إذا جاز القول، بصورة منهاجيه، أن تسبق ثورة فبراير، لو كانت هذه الثورة أكثر من مجرد هزة على السطح . أن المجتمع يبدو الآن وكأنه أرتد إلى ما وراء نقطة انطلاقه . أما في الواقع فلا يترتب له سوى أن يوجد لنفسه نقطة الانطلاق لثورته والوضع والعلاقات والظروف التي لا تصبح الثورة الحديثة بدونها ثورة جدية.".(1)



"وداوها بالتي هي كانت الداء"!
ملايين من المصريين ضد الاخوان، سواء بسبب مواقفهم الشخصية المباشرة، او بسبب الشحن الاعلامى على مدى سنوات، وفى نفس الوقت هناك ملايين من المصريين مع الاخوان، سواء بأنتمائهم المباشر للجماعة، او بسبب قناعاتهم وتعاطفهم وارتباطاتهم مع الاخوان.

سلطة الحكم فى مصر، سلطة يوليو، تقف بكل قوتها امام التغيير، لذا فهى المدافع الاول عن استمرار وجود الاخوان، على مدى سبعة عقود الذى كان احد اهم عناصر استمرار سلطة يوليو، بخلاف اشياء اخرى، فهى تبنى شرعيتها على انها تحارب جماعة الاخوان المسلمين، الذين لولاها لاقاموا فى مصر دولة دينية، دولة الظلام، تعود بالمجتمع المصرى قرون الى الوراء.

قطاعات واسعة من الشعب المصرى ترغب فى التغيير بشدة، خاصة بعد فشل سلطة يوليو فى تحقيق اياً من مهامها الاساسية فى التنمية او العدالة الاجتماعية او الديمقراطية على مدى سبعة عقود، ليس فقط ترغب فى التغيير، بل مستعدة ايضاً للمشاركة الايجابية فى التحرك من اجل التغيير، الا ان خوفها من ان تساعد بدون قصد فى انتصار الاخوان على سلطة يوليو الذين سيقيموا "الدولة الرجعية، دولة الظلام"، هذا الخوف هو المانع الرئيسى من تحرك هذه القطاعات نحو التغيير، وهو فى نفس الوقت احد اهم اسباب استمرار سلطة يوليو سبع عقود رغم الفشل المزمن.(2)



لا تغير فى موقف السلطة، الا بتغير "ميزان القوى" المحلى والاقليمى والدولى!
مفتاح تغير "ميزان القوى"، فى نضال القوى المحلية "الوطنية" الفاعلة.

ميزان القوى محلياً:
لقد حرصت سلطة يوليو على اضعاف القوى المدنية على مدى اكثر من سبعة عقود، وحرمتها من العمل، فى المقابل سمحت للقوى الدينية بالعمل فى فترات مختلفة، والتى قمعتها قمعاً عنيفاً فى فترات اخرى، وفقاً لمعادلة "الاستخدام / القمع"، وهو ما يفسر فى جانب منه النمو المضطرد لقوى الاسلام السياسى خلال نفس الفترة، حتى اصبح من شبه المؤكد ان "الانتفاضة/الثورة" القادمة فى مصر بقيادة اسلامية.

ميزان القوى اقليمياً:
تحالفت الانظمة الاستبدادية، "الملكيات والجمهوريات"، ضد التغيير، وهو ما ادى الى الانتصار المؤقت للـ"ثورة" المضادة.
فى نفس الوقت، غياب انظمة "تقدمية" اقليمية لمساندة قوى التغيير المدنية، فى حين تتوفر انظمة "دينية" اقليمية مساندة لقوى التغيير الدينية، والاهم ان القوى اليمينية الحاكمة للعالم لا تتناقض جذرياً مع القوى الدينية اليمينية المحلية، بعكس الموقف مع القوى اليسارية.

ميزان القوى عالمياً:
الحكومة العالمية، يتشكل مجلس ادارتها من الشركات عابرة القارات وشركات الاقراض المالية الدولية وتترأس حفنة من الآسر الثرية الامريكية الحكومة العالمية، وما حكومات الدول سوى موظفين لدى الحكومة العالمية، بما فيها الحكومة الامريكية، ولكن بـ"أجور" باهظة.
فى الشرق كما الغرب، ما يهم الانظمة الدولية هو ضمان استمرار تحقق مصالحهم مع اى سلطة مسيطرة، سواء فى مصر او فى اى مكان اخر فى العالم، الشرط الوحيد هو ان يضمن هذا النظام لهم استمرار تحقيق مصالحهم.(3)

هام جداً
الاصدقاء الاعزاء
نود ان نبلغ جميع الاصدقاء، ان التفاعل على الفيسبوك، انتقل من صفحة سعيد علام،واصبح حصراً عبر جروب "حوار بدون رقابة"، الرجاء الانتقال الى الجروب، تفاعلكم يهمنا جداً، برجاء التكرم بالتفاعل عبر جروب "حوار بدون رقابه"، حيث ان الحوار على صفحة سعيد علام قد توقف وانتقل الى الجروب، تحياتى.
لينك جروب "حوار بدون رقابه"
https://www.facebook.com/groups/1253804171445824


المصادر:
1- كارل ماركس.
الثامن عشر من برومير "لويس بونابرت".
2- أحجية الثورة المصرية ؟!
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734735
3-"الرباعية المصرية"، "خارطة انقاذ مصر".
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=579184








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست