الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضربة قاسم سليماني أضرت بمصالح الولايات المتحدة

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2022 / 2 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


لا تزال الولايات المتحدة والعراق يشعران بالعواقب بعيدة المدى للقرار المتهور باغتيال قاسم سليماني.

في كانون الثاني (يناير) 2020 ، بعد أيام فقط من اغتيال الولايات المتحدة للجنرال قاسم سليماني والقائد أبو مهدي المهندس ، ردت الجمهورية الاسلامية بهجوم صاروخي أصاب أكثر من 100 جندي أمريكي بحسب صحف أمريكية ، ألقى وزير الخارجية الأمريكي آنذاك مايك بومبيو خطابًا بعنوان "استعادة الردع : الإيرانيون". مثال ." ثم ادعى بومبيو أن الاغتيال "أعاد تأسيس الردع " مع إيران ، ولكن كما كشفت الزيادة الهائلة في الهجمات التي تشنها فصائل المقاومة المدعومة من إيران ضد المصالح الأمريكية باعتراف واشنطن نفسها ، فإن حجة بومبيو أصبحت أضعف بعد عامين تقريبًا، كما تقول الصحف الأمريكية المتخصصة بالدفاع التي أكدت أيضاً أن قرار اغتيال سليماني (وأبو مهدي المهندس) كان إساءة طائشة للسلطة التنفيذية أدت إلى رد فعل سلبي كبير على الولايات المتحدة.

إستناداً الى ما تقوله الولايات المتحدة نفسها التي تتحدث عما تصفه بـ الزيادة الهائلة في هجمات فصائل المقاومة (كما تقول واشنطن) على القواعد الأمريكية منذ كانون الثاني (يناير) 2020 ، ثبت أن الحجة القائلة بأن الضربة أعادت تأسيس "الردع الحقيقي" ومنعت المزيد من الهجمات كانت خادعة. في حين سرعان ما ردت إيران وفرضت عقوبات ضد المصالح الأمريكية في أعقاب اغتيال سليماني وأبو مهدي المهندس ، فإن العامين الأخيرين من التصعيد نتج إلى حد كبير عن فوضى الأمن وفراغ السلطة الذين نشآ في العراق بعد اغتيالهما .

الضربة الأمريكية - التي قتلت كلاً من سليماني وأبو مهدي المهندس ، أعقبها تحريض أمريكي صهيو سعودي - على قوات الحشد الشعبي ، التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الأجهزة الأمنية للدولة. وقد أوجد هذا التحريض الذي ترافق مع تحريض و تصعيد لافتين في دموية مظاهرات تشرين غير العفوية ، انقساماً بين العراقيين الشيعة ، وأضعفت موقف العراق عموماً، في إدارة ملف تواجد القوات الأمريكية في البلاد.

مع تزايد جرأة الجماعات المدعومة من السفارة الأمريكية الأكثر تطرفاً ضد ثلاثية الحشد والمرجعية وايران في الربيع الماضي ، أصبح من الواضح أن مخطط الرئيس الأمريكي جو بايدن لاقصاء القوى الشيعية المعترضة على الوجود العسكري الأمريكي يمضي بنفس الفعالية التي فعلها سلفه ترامب من واقع اعتقاد أمريكي اسرائيلي سعودي خاطيء أن اغتيالات سليماني والمهندس ربما تكون قد نجحت في إضعاف النفوذ الإيراني على قوات الحشد الشعبي ، و الفراغ الذي خلقته عزز وجودها أكثر بما يسمح لها الاعلان أنها سحبت قواتها القتالية من العراق.

لكن فصائل المقاومة (والكلام لصحف أمريكية ) لم تتوقف عند هذا الحد أي استهداف القواعد الأمريكية ، وأنهم أظهروا مزيدًا من الاستقلال العملياتي وصعّدوا هجماتهم ضد القوات الأمريكية ، بدأوا أيضًا في مواجهة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بقوة ومحاولاته القيام بعمل ضد الحشد الشعبي ، وفصائل المقاومة ، وكان وعد بما يسميه معهد واشنطن بكبح جماح الميليشيات .وصل التوتر بين الكاظمي والمعترضين على نتائج الانتخابات المزورة إلى ذروته بعد أن ثبت تورط الكاظمي بتزويرها لتفقد الكتلة الداعمة للحشد والمقاومة والرافضة لبقاء القوات الأمريكية، أكثر من نصف مقاعدها في انتخابات أكتوبر.

في 7 تشرين الثاني (نوفمبر) ، عندما اتضح أن لدى المعترضين على نتيجة الانتخابات تورط الكاظمي والحكومة عموماً في المسألة ، تم افتعال مسرحية محاولة اغتيال الكاظمي.
حاولت الولايات المتحدة التي سارعت الى تبني إدعاء الكاظمي أنه يعرف المتورطين بالاغتيال المزعوم ، اتهام كتائب حزب الله ، باعتبارها إحدى الجماعات المسؤولة عن الهجوم المزعوم ، وهي ليست سوى أحدث محاولة لإضعاف ما يسمى نفوذ إيران على الفصائل .
يبرز فشل اغتيال سليماني والمهندس في ردع فصائل المقاومة والقوى السياسية المؤيدة لها ، حدود القوة العسكرية والتحديات الكامنة في محاولة ردع التهديدات غير المتكافئة. ربما تكون الولايات المتحدة قد أربكت ولو لفترة، حسابات طهران بقتل سليماني ، لكنها لم تجعل المقاومين يشعرون أن مخاطر الاستمرار في استهداف القواعد الأمريكية كافية للامتناع عن القيام بذلك.
مع اغتيال سليماني والمهندس ، وباعترافها هي كما تذكر الصحف الأمريكية، لم تتمكن الولايات المتحدة من وقف الهجمات حتى عندما تحاول ذلك.
الجنرال فرانك ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية، قال في الآونة الأخير ، إنه يعتقد ان هجمات الفصائل العراقية ستزداد في الأسابيع المقبلة. في النهاية ، لن تكون هناك القدرة على ردع هجمات الفصائل العراقية إذا لم تكن القوات الأمريكية غير موجودة في العراق.

لقد أثبتت القوات العراقية فعاليتها في محاربة فلول داعش ويمكن تحقيق أهداف مهمة المشورة والمساعدة الصغيرة دون وجود بصمة عسكرية دائمة. بالإضافة إلى ذلك ، بعد سنوات من هيمنة التدخل الأجنبي والطائفية على السياسة العراقية ، هناك حاجة إلى حكومة قوية لا يُنظر إليها على أنها تعتمد على الرعاة الأجانب لتوحيد البلد الممزق . ويعارض العديد من العراقيين بقاء القوات الأمريكية والغارات الجوية ، بما يشكل عائقا كبيرا أمام تشكيل الحكومة التي يراها الشعب العراقي على أنها شرعية.

بينما تفاخر بومبيو بالإنجازات المزعومة لسياسته تجاه إيران في مؤتمر العمل السياسي للمحافظين في أوائل عام 2021 ، و أعلن أن "[سليماني] لن يسبب مشاكل للأمريكيين مرة أخرى ، و أن سليماني لم يؤذ الولايات المتحدة من القبر ، فإن قرار اغتياله كان له مجموعة من العواقب السلبية التي لا تزال محسوسة حتى اليوم.
وعلى الرغم من دفاعه عن حملة "الضغط الأقصى" التي شنها دونالد ترامب ضد إيران ، فإنه يكشف أن طهران لم تلبي أيًا من مطالب بومبيو الاثني عشر . الضغط الأقصى لم يحقق أي أهداف ملموسة ، وعندما غادر ترامب البيت الأبيض ، كانت إيران كما يقول خليفته بايدن هي الأقرب من أي وقت مضى للحصول على أسلحة نووية منذ توقيع خطة العمل الشاملة المشتركة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا