الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف غلبت علينا التفاهة؟

حنان بديع
كاتبة وشاعرة
(Hanan Badih)

2022 / 2 / 17
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يقول الكاتب للكاتب النمساوي كارل كراوس للدلالة على سيطرة التافهين وإحكامهم القبضة على العالم؛ "هوت شمس الثقافة أرضاً، حتى أصبح الأقزام أنفسهم يظهرون بمظهر العمالقة".
هذا صحيح إذا ما اعترفنا بأن الإعلام في الدول العربية والدول الأخرى قد نجح في جعل الأغبياء مشاهيراً،، في المقابل غفلوا ربما متعمدين عن التعريف عن العلماء والمبدعين! فأصبحنا نتحدث عن عالم تهيمن عليه التفاهة ..
ذات الفكرة تبناها كتاب "نظام التفاهة" للكاتب الكندي آلان دونو..
أما خصائص هذا النظام وأسباب تأسيسه فقد عرف "آلان دونو" الشخص التافه بأنه الشخص العادي والمتوسط الذي لا يلمع في أي مجال وبلا موهبة..
وأشار الكاتب إلى أن هذه الظاهرة قد برزت في التسعينات وذلك عند تعميم منطق المصنع في إدارة كل شىء في الحياة، فأصبح العامل عبداً للآلة وتابعاً لها، فهو يصنع منتجاً لا يعلم ما هو مما ساهم في ظهور خبراء فارغين، والقى الكتاب الضوء على حقيقة لم نكن نجهلها بل نتجاهلها دون وعي منا ومفادها أن الفئة التي تتبوأ اليوم أعلى المناصب هم مجموعة من التافهين الذين لا يفقهون شيئاً في مجالهم ولم ينجحوا في التقدم به بل عمقوا الأزمة وحلق حولهم التافهون، فالسياسي التافه أو الفنان التافه من مصلحته أن يحيط به مجموعة من التافهين للإعلاء من شأنه لأنه سيكون الأرقى بينهم، وليتواطؤوا مع تفاهته أيضا وبهذه الطريقة تصبح التفاهة نظام حياة، كما تدرج الكاتب في تحليله ليكشف لنا أهم أسلوب ساهم في نشر التفاهة! حيث حمل الكاتب كامل المسؤولية للإعلام الذي نجح في نشر التفاهة بشكل سريع فالمنابر الإعلامية لا تكف عن عرض الشخصيات التافهة والترويج لكونها شخصيات هامة إلى أن تصبح تلك الشخصية موضوع حديث وقدورة في أعين الصغار!
الكتاب صنف لنا الشخصيات الموجودة في نظامنا الحالي إلى خمسة أنواع هي الكسير، وهو الشخص الذي يرفض النظام بالانسحاب لا بالتعبير عن رفضه، وهناك الشخص التافه بطبيعته وهو الفرد الذي يصدق نظام التفاهة، إضافة إلى المتعصب وهو الباحث عن مكانة عالية ضمن هذا النظام وكل ما يهدد نظام التفاهة هو تهديد له، ولا ننسى التافه رغماً عنه وهو شخص مجبر تسخره الواجبات لخدمة نظام التفاهة لإعالة أبنائه وبلوغ مواقع إجتماعية عالية.
وأخيراً الطائش، وهذا الأخير ينتقد هذا النظام وهو بالحقيقة يعمل به ويتعايش معه،
حسب تصنيف آلان دونو؟ يبقى أن نسأل أنفسنا، أي من هذه الشخصيات تنطبق علينا وإلى أي مدى نتعايش مع نظام التفاهة بكل رضى وتفاهة؟
وهل أصبحنا حقاً تافهيين رغماً عنا؟





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


التعليقات

1 - كن تافها لتكون زعيما و نجما
محمد بن زكري ( 2022 / 2 / 17 - 16:43 )
انها حكومة العالم في وول ستريت ، التي تدير صناعة التفاهة ، لتعميم ثقافة الاستهلاك و الوجبات السريعة الجاهزة ؛ مراكز دراسات ، و منظمات مجتمع مدني .. نوادي و جمعيات ، و مؤسسات إعلام كلية السطوة ، مكرسة للتتفيه . قنوات فضائية للعري الفج ، و أخرى للفن الهابط (كان الشاعر الليبي رفيق المهدوي يسميه توريةً : الفن بعينه) ، و أخرى لغسل الأدمغة و تتويهها في دوامات الغيبوبة ، و غيرها لإلهاء الجمهور بمعارك كرة القدم أو ردح مطربات النص كم أو إطلاق بالونات اختبار لقياس درجة التفاهة .. إلخ . و أسوا ما في الامر أن يحكم التافهون دولا و يسوسوا شعوبا و يقرروا مصائر ملايين البشر .. في نظام التفاهة المعولم ، كما يتجلي في الزرائب العربفونية .

2 - ارجوك كن عاقلا فاميركا بلاد العلم والعمل والثقافة
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2022 / 2 / 17 - 22:18 )
وليس معقولا ان شخصا مثلك ابن البلد المتخلف البدائي ضحية اساطير الاول البلد الذي عجز حتى عن انتاج الخبز والملح لمواطنيه فيحصل عليه من الخارج-وكيف تستطيع ان تستشهد برجل من مواطنيك مهما كان محترما لتسفيه اميركا وعظمتها -اخي محمد ان كل شئ ايجابي في ليبيا-حملة الدكتورا -الجامعات -المءسسات الاخرى من مستشفيات ومستوصفات هو بفضل الثقاقة والتعليم الغربي-لماا هذه العدوانيه ضد هذا الضوء المستنير وهذا المجتمع الذي يجمع العالم كله في واحد وانت ونحن وجميع العرب والمسلمين غير قادرين ان نجمع ناسنا العائشين في الغرب معاخوتهم في الشرق والجنوب-لماذا لانتعلم من اميركا كيف اصبحت العالم كله والمثل الذي ستكونه الدنيا ان استخدمت الدنيا عقلها وسارت في طريق العلم والعمل والثقافة كاميركا تحياتي

اخر الافلام

.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة


.. قوات الاحتلال تعتقل شابا خلال اقتحامها مخيم شعفاط في القدس ا



.. تصاعد الاحتجاجات الطلابية بالجامعات الأمريكية ضد حرب إسرائيل

.. واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة لإسرائيل وتحذر من عملية



.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را