الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رفاعة الطهطاوى والفهم المستنير للحضارة الأوربية

محمد حمادى
كاتب رأى حر مصرى

2022 / 2 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المكان "طهطا" أحدى مدن الصعيد بمحافطة سوهاج ، الزمان 15 أكتوبر 1801 ، حيث ولد رفاعة رافع الطهطاوى ومن المفارقات العجيبة أن يوم مولد الطهطاوى هو نفس ذات التى خرجت فيه الحملة الفرنسية عن مصر فأعتبر هذا تاريخيا تقديرا لميلاده ينتسب الطهطاوى لعائلة من الأشراف لها امتيازات كثيرة فى الأرض. ولكن طفولته شهدت إلغاء محمد على نظام الإلتزام، وسحب الالتزامات التى كان يتمتع بها الأشراف ومشايخ الأزهر، عنى والده بتحفيظه القرآن الكريم، فلما توفى عنى به أخواله وكان منهم الشيوخ والعلماء، ولما بلغ السادسة عشرة من عمره التحق بالأزهرالشريف فى 1817، وتتلمذ على يد علماء الأزهر العظام، ومنهم الشيخ القويسنى، وإبراهيم البيجورى .

وفى الأزهرالشريف التقى رفاعة بالشيخ حسن العطارأى الشيخ العطار أن الفتى من أنبه تلاميذه وأقربهم إلى نفسه، الذى انضم إلى أعضاء البعثة. ولكن قبل أن تصل البعثة إلى باريس، وينشغل كل مبعوثٍ بما ابتُعث له أو من أجله، تفرَّغ رفاعة الطهطاوى لتعلم اللغة الفرنسية التى أتقنها، وبدأ فى الدراسة بها والترجمة عنها بما فرض حضوره النابه على المشرفين على البعثة، فأولَوه عنايتهم والإشراف على دراساته، وعونه فيما ترجم أو قرأ استيعابًا فاهمًا واعيًا من كتب أساسية، تُعد مفاتيح ضرورية لفهم طبيعة العقل الفرنسى فى نواحيه السياسية والاجتماعية والثقافية من ناحية، وفى الوقت نفسه استيعاب وتمثُّل المعطيات الجديدة للحياة الأوروبية وازدهارها الفكرى الذى اكتمل بفكر التنوير المُقترن بكل أشكال التقدم الصناعى والسياسى والاجتماعى والثقافى والفنى.

من المُفارقات العجيبة أن الشيخ الفتيّ رفاعة الطهطاوى لم يكن أحد شيوخ البعثة التى أرسلها والى مصر، محمد على باشا، إلى باريس لتلقِّى العلوم الحديثة. والتى كانت تتكون من أربعين طالبًا. فلم يكُن رفاعة واحدًا من أعضائها. وما ضمَّه إلى الرحلة إلا خاطر وَرَد فى ذهن الوالى محمد على، فى أن يكون هناك إمام من سِن أعضاء البعثة يؤمَّهم فى الصلوات الخمس، ويذكِّرهم بدينهم وتقاليدهم الإسلامية، التى تحميهم من الآثام والشرور التى يمكن أن يقعوا فيها خلال السفر إلى فرنسا أو الإقامة فيها. ولذلك فقد طلب محمد على من الشيخ حسن العطار شيخ الجامع الأزهر فى ذلك الوقت، أن يقدم إليه فتى أزهريًّا شابًا نابهًا يتولى إمامة الصلاة بأعضاءِ البعثة فى رحلة سفرها إلى باريس وإقامتها فى فرنسا.

ركب المسافرون البحر من الإسكندرية، وبدأوا رحلة السفر إلى مرسيليا بفرنسا يوم 12 أبريل 1826، وفقًا للشيخ رفاعة الطهطاوى فى كتابه «تخليص الإبريز فى تلخيص باريز»..«كان المسافرون 44 شابا أرسلهم محمد على باشا والى مصر فى بعثة تعليمية ترجع أهميتها إلى أنها أولى البعثات العلمية الكبيرة إلى أوروبا فى تاريخ البعوث العلمية أيام محمد على، كما تفوق الكثير من بين أعضائها

يؤيد «الطهطاوى» هذا الرأى فى «تخليص الإبريز»، قائلا: «لاينكر منصف أن بلاد الأفرنج الآن فى غاية البراعة فى العلوم الحكمية وأعلاها فى التبحر فى ذلك، فى بلاد الإنكليز، والفرنسيس، والنمسا، فإن حكماءها فاقوا الحكماء المتقدمين، كأرسطاليس وأفلاطون، وبقراط، وأمثالهم، وأتقنوا الرياضيات والطبيعيات، والإلهيات، وماوراء الطبيعيات أشد إتقان، وفلسفتهم أخلص من فلسفة المتقدمين، لما أنهم يقيمون الأدلة على وجود الله تعالى، وبقاء الأرواح والثواب والعقاب، وإذا رأيت كيفية سياستها، علمت كمال راحة الغرباء فيها وحظهم وانبساطهم مع أهلها، فالغالب عن أهلها البشاشة فى وجوه الغرباء، ومراعاة خواطرهم، ولواختلف الدين، وذلك لأن أكثر أهل هذه المدينة إنما لهم من دين النصرانية الاسم فقط، حيث لاينتحل دينه، ولاغيرة له عليه، بل هو من الفرق المحسن والمقبحة بالعقل، أوفرقة من الإباحيين الذين يقولون: إن كل عمل يأذن فيه العقل صواب، فإذا ذكرت له دين الإسلام فى مقابلة غيره من الأديان أثنى على سائرها، من حيث إنها كلها تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وإذا ذكرته فى مقابلة العلوم الطبيعية قال: إنه لايصدق بشىء مما كتب أهل الكتاب لخروجه عن الأمور الطبيعية

يضيف الطهطاوى:«فى بلاد الفرنسيس يباح التعبد بسائر الأديان،فلا يعارض مسلم فى بنائه مسجدًا،ولايهودى فى بنائه بيعة،إلى آخره،ولعل هذا كله هو علة وسبب إرسال البعوث فيها هذه المرة الأولى أبلغ من أربعين نفسًا لتعلم العلوم المفقودة،بل سائر النصارى تبعث أيضًا إليها،فيأتى إليها من بلاد«أمريكية»وغيرها من الممالك البعيدة وفى هذا السياق أود أن أشير الى موقف إنسانى رائع أيضا فى الشيخ رفاعة فقد أتى من الازهر الشريف ذاهبا مع البعثة الى مرسيليا وفى الطريق مرت السفينة بمدينة مسينا بايطاليا ومكث بها أربعة أيام ، وتزامن هذا الوقت مع عيد عند المسيحيين ، فسمع رفاعة أجراس الكنائس تدق إحتفالا بالعيد ، حتى ان ضربهم للنواقيس مطرب جدا، وفى تأثرالنفس بضرب الناقوس إذا كان من يضرب الناقوس ظريفا يحسن ذلك وقد أنشد تلك الابيات قائلا:
من جاء يضرب بالناقوس قلت له من علم الظبى ضرب النواقيس
وقلت للنفس أى الضرب يؤلمك ضرب النواقيس أم ضرب النوى قيسى

ويقصد بالنوى البعد فهذا الشيخ المسلم الذى تعود على صوت الاذان الجميل نتوقع أن يزعجه صوت أجراس الكنائس ومع ذلك لم ير رفاعة ذلك ، وإنما شعر بالتناغم الايقاعى فى ضرب هذه الاجراس فامتدحه ، وعندما أستشهد بأبيات الشعر السابق ذكرها فقد رأى أن ضرب البعاد أقوى من ضرب الاجراس ولم ير الطهطاوى ضرب النواقيس الا أمرا جميلا، وهذا يدل على ما لديه من قدرة على التكيف وتفهم ثقافة ومعتقد الاخر .

أخذ رفاعة يُعمل عقله فى كل شيء يراه أو يسمعه أو يتعرف عليه، فينتهى إلى هذه العبارات التى يمكن أن نَعُدها المفتاح الأساسى لفهم كتابه كله، أو لفهم ما رآه من مظاهر التقدم فى باريز. وهى عباراته التى يقول فيها: «الفرنساوية من الفِرق التى تعتبر التحسين والتقبيح العقليين... ويعتقدون أنه لا يمكن تخلف الأمور الطبيعية أصلًا، وأن الأديان إنما جاءت لتدل الإنسان على فعل الخير، واجتناب ضده، وأن عمارة البلاد وتطرق الناس وتقدمهم فى الآداب والظرافة تسد مسد الأديان، وأن الممالك العامرة تصنع فيها الأمور السياسية كالأمور الشرعية». والمسافة بالغة القُرب بين هذا الذى يقوله رفاعة وإعجابه بما قرأه فى مجال «الحقوق الطبيعية الذى هو عبارة عن التحسين والتقبيح العقليين، يجعله الفرنج أساسًا لأحكامهم السياسية المسماة عندهم شرعية». هذه القاعدة الأصل هى الميزان العقلى الذى يزن به رفاعة كل ما رآه أو سمعه أو أدركه فى الحياة الفرنسية، ابتداء من الأحكامِ السياسية والدستورية والقانونية وليس انتهاء بالتمثيل على المسارح التى كُتب فوق أكبرها وأقدمها أن «الفن يُصلح أخلاق الشعوب».

كما أنه رأى المرأة الفرنسية فى العمل جنبًا إلى جنب الرجل، وفى المدارس والجامعات وفى المعامل والمصانع، وفى إدارات الدولة وأجهزتها، وفوق خشبات المسارح. وكان لا بد أن ينبثق فى ذهنه السؤال الطبيعى عن زيها وحضورها وسلوكها مع الرجال ومع رؤسائها ومرؤوسيها على السواء. ومن المؤكد أنه على أساسٍ من المبدأ الاعتزالى الذى جعله حَجر الزاوية فى كتابه، والإطار المرجعى الأساسى الذى لا يفارقه، طَرَح على نفسه ربما للمرة الأولى كل القضايا المرتبطة بالمرأة ابتداء من عقلها ووعيها الذى لا يمكن أن يكون قد خلقه الله أقل من عقل الرجل ووعيه. فيؤمن أن العقل واحد فى كل الأحوال، ويبرز ما يؤكد ضمنًا أو صراحة ذلك فى كتابه، من أن العقل يستوى عند الرجل أو المرأة، وأنه لا ميزة للذكورة أو الأنوثة فى هذا المجال، فربما كان عقل المرأة أشد تفتحًا وتعمقًا فى النظر فى قضايا الحياة والأحياء من الرجل. وإذا كان رفاعة الطهطاوى لم يجد ما يراه شاذًّا فى أزياء الرجال، فقد انتهى إلى الأمر نفسه فى أزياء النساء الفرنسيات طيلة الفترة التى ظل فيها طالبًا فى باريس عبر خمس سنوات تقريبًا. ولكنه يواجه نفسه بالسؤال الأهم عن زى المرأة، ومن ثم عن بعض الأحاديث التى تتحدث عن حدود هذا الزى. هل حدوده جسد المرأة كله على أساس أن المرأة عورة؟ أم بعض الجسد المُباح مثل سفور الوجه وظهور الكفين بعد أن تبلغ المرأة المحيض؟ الطريف والأهم أن رفاعة فى هذا الكتاب لا يدخل فى هذا الجدل التقليدى الذى لم يكف عنه التيار النَّقلى السلفى مع التيار السُّنى طيلة عصور الحضارة العربية. ويبدهنا رفاعة بقوله قُرب نهاية الكتاب: «إن وقوع اللخبطة بالنسبة لعفة النساء لا يأتى من كشفهن أو سترهن، بل منشأ ذلك التربية الجيدة والخسيسة، والتعود على محبة واحد دون غيره، وعدم التشريك فى المحبة والالتئام بين الزوجين». ولا يعلن رفاعة عن من تقع عنده «اللخبطة» أو عن من يتسبب فى هذه اللخبطة. إن كل ما يعنيه بوضوح وبشكلٍ مُحدد هو تأكيد أن الكلام فى هذه الأمور وبالتحريم هو نوع من اللخبطة. وليس هناك من حلٍ لهذه اللخبطة إلا بالعودة إلى العقل، ومن ثم استخدام مبدأ «التحسين والتقبيح العقليين». فما صح فى العقل صح فى الدين، والعكس صحيح بالقدر نفسه.


وفى نهاية البعثة عام 1830 تقدم الطهطاوى إلى لجنة الامتحان بـ 12 كتابا مترجما ومخطوط كتاب «تخليص الإبريز» ونجح نجاحا مبهرًا وعاد إلى مصر تسبقه تقارير أساتذته واستقبله فى الاسكندرية ابراهيم باشا ابن محمد علي.

وكان الشيخ حسن العطار أصبح شيخا للأزهر وقدم تلميذه الطهطاوى إلى محمد على باشا الذى قرأ كتابه «تخليص الابريز» وأعجب به رغم أنه يتحدث عن الدستور والديمقراطية ومراقبة الحاكم وإدارة الدولة. وأمر بطبعه وتوزيعه على الدواوين والمواطنين والانتفاع به فى المدارس المصرية ثم ولاه وظيفة مترجم بمدرسة الطب، وكان أول مصرى يعين فى هذا المنصب.

ثم أصبح ناظرا لمدرسة الألسن عام 1835 لتستيقظ الأسطورة كالمارد عندما يوافق محمد باشا على إنشاء مدرسة الألسن، ليعود رفاعة الطهطاوى من رحلة نيلية أخرى فى مركب أكثر متانة هذه المرة بالتأكيد يتجول بنفسه فى قرى مصر، يدخل الكتاتيب ويمتحن التلاميذ ويختار أكثرهم ذكاء فيأخذهم معه ليضمهم إلى مدرسة الألسن. فى البداية كان عدد التلاميذ 50 تلميذا ثم ارتفع العدد إلى 150 تلميذا وكان رفاعة يقيم مع تلاميذه ليلا ونهارا، يناقش، ويحاضر، والدراسة تبدأ بعد صلاة الفجر لمدة 6 ساعات، وبعد صلاة العشاء لمدة ثلاث ساعات.

وكان رفاعة الطهطاوي يأمل في إنشاء مدرسة عليا لتعليم اللغات الأجنبية، وإعداد طبقة من المترجمين المجيدين يقومون بترجمة ما تنتفع به الدولة من كتب الغرب، وتقدم باقتراحه إلى محمد علي ونجح في إقناعه بإنشاء مدرسة للمترجمين عرفت بمدرسة الألسن، وافتتحت المدرسة بالقاهرة 1835 ميلاديا، وتولى رفاعة الطهطاوي نظارتها، وكانت تضم في أول أمرها فصولاً لتدريس اللغة الفرنسية والإنجليزية والإيطالية والتركية والفارسية، إلى جانب الهندسة والجبر والتاريخ والجغرافيا والشريعة الإسلامية، وقد بذل رفاعة جهدًا عظيمًا في إدارته للمدرسة.

وظل جهد رفاعة يتنامى بين ترجمةً وتخطيطاً وإشرافاً على التعليم والصحافة، فأنشأ أقساماً متخصِّصة للترجمة "الرياضيات - الطبيعيات – الإنسانيات" وأنشأ مدرسة المحاسبة لدراسة الاقتصاد ومدرسة الإدارة لدراسة العلوم السياسية.

ولم يكتف رفاعة بهذه الأعمال العظيمة، فسعى إلى إنجاز أول مشروع لإحياء التراث العربي الإسلامي، ونجح في إقناع الحكومة بطبع عدة كتب من عيون التراث العربي على نفقتها، مثل تفسير القرآن للفخر الرازي المعروف بمفاتيح الغيب، ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص في البلاغة، وخزانة الأدب للبغدادي، ومقامات الحريري، وغير ذلك من الكتب التي كانت نادرة الوجود في ذلك الوقت.

وقام بترجمة أكر من خمسة وعشرين كتابًا، كما أشرف على الكثير من الترجمات وما راجعه وصححه وهذبه. وكان كتاب "قلائد المفاخر في غريب عوائد الأوائل والأواخر" تأليف دبنح (باريس 1826) أول كتاب يترجم من لغة أوروبية حديثة وينشر باللغة العربية عام 1833، ومن أعظم ما قدمه الطهطاوي هو تلاميذه النوابغ الذين حملوا مصر في نهضتها الحديثة، وقدموا للأمة أكثر من ألفي كتاب خلال أقل من أربعين عامًا، ما بين مؤلف ومترجم.

ولم يتوقف الطهطاوى لحظة واحدة عن العمل والجد طبقا لأسطورته التى ارتحلت به صغيرا من قرية إلى مدينة إلى الأزهر الى باريس حتى وضع أسس وقواعد نهضة مصر الفكرية ودخل بها طور الحداثة والتقدم، فكان أول مترجم وأول منشئ لصحيفة مصرية وأول مصرى يكتب عن تاريخ بلاده بفخر، وأول من فتح الباب لنشر الثقافة السياسية وتعليم المصريين علم السياسة الذى يهدف إلى حسن إدارة البلاد، يقول الطهطاوى : إن الأصول والأحكام التى بها إدارة المملكة تسمى فن السيادة وتسمى فن الإدارة وتسمى علم تدبير المملكة أو البحث فى هذا العلم، ودوران الألسن به، كل ذلك يسمى (بوليتيقه) أى سياسة.

لقد وضع بلاده على طريق الحداثة رغم أنه ذهب إلى باريس لا يحسن استخدام الملعقة، لكنه عاد حاملا شعلة الحضارة، يعمل بلا كلل ويقول: الكاتب مثل الدولاب: إذا تعطل تكسر، وكالمفتاح الحديد إذا ترك ركبه الصدأ.

وظل حتى آخر لحظة فى حياته كالمصباح، حملت إليه الحملة الفرنسية صدمة الحضارة فذهب إلى فرنسا بعقله واسطورته ينهل من هذه الحضارة ويضيء الوطن ولعل أفضل تعبير على أنه أب للثقافة المصرية حتى وافته المنية يوم 27 مايو1873 ،

رحل الطهطاوى وبقيت رؤيته وعلمه باقية نستشف منها الاستنارة وتجديد الفكر والتحديث ومواكبة العصر والبعد عن التطرف والانحراف ، والتقرب من الوسطية والاعتدال وقبول الاخر والسماع لكافة الرؤى والافكاروالتجارب وعدم وأدها ومحاولة البحث والاستفادة منها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماريشال: هل تريدون أوروبا إسلامية أم أوروبا أوروبية؟


.. بعد عزم أمريكا فرض عقوبات عليها.. غالانت يعلن دعمه لكتيبه ني




.. عضو الكنيست السابق والحاخام المتطرف يهودا غليك يشارك في اقتح


.. فلسطين.. اقتحامات للمسجد لأقصى في عيد الفصح اليهودي




.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال صبيحة عي