الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اختلاف الرؤى الإنسانية

كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)

2022 / 2 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل الالتزام بالمنهج العلمي في معالجة كل أمور البشر كفيل بتوحد رؤاهم، أم أننا لا نصل لهذه النتيجة دائماً؟
بالعلم نحصل على:
بيانات. نخرج منها بمعلومات. نستنتج منها معرفة.
في المباحث الطبيعية يكون اتفاق الجميع تاماً، في الوصول من البيانات للمعرفة، مع إمكانية تعديل المعارف، بالحصول على بيانات جديدة، تؤدي إلى معلومات جديدة، نحصل بها على معارف قد تكون مختلفة أو معدلة.
أما في المباحث الإنسانية، فغالباً ما يكون الاتفاق على البيانات ثم المعلومات. لكن التوصل منها إلى معرفة لا يكون بالنسبة للجميع بنفس الحسم الموضوعي. فهنا لابد وأن تدخل العناصر الذاتية للباحث.
سنكتفي بمثال واحد لتوضيح هذا الاختلاف بين البشر، في الانتقال من البيانات والمعلومات إلى المعرفة:
سوف نتفق جميعاً على بيانات نصل منها إلى معلومة أن هناك شخصاً فقيراً.
المعرفة المرجوة هنا هي ماذا على هذا الشخص أن يفعل، ليتجاوز حالة الفقر.
هنا سيظهر الخلاف بيننا، حسب رؤية كل منا للحياة.
فمنا من سيقولون مثلاً أن على هذا الشخص البحث عن مهنة وعمل يناسبه، ويبذل فيه أقصى جهده.
ومنا من سيرى أن هذا الشخص عليه أن يرجع للرب، ويتوب عن خطاياه، ويتضرع للإله ليرزقه.
لجأنا لهذا المثال لأنه شديد الوضوح. لكن اختلاف البشر في الانتقال من المعلومات للمعرفة، يظهر في كل أمر إنساني، وهذا أصل ما نشهده من اختلاف في رؤى الأفراد والشعوب.
فنحن في مباحث الرياضيات والفيزياء نتمكن من تنحية ذواتنا، لنكون موضوعيين تماماً. ما يؤدي لتوحد رؤانا. هذا لا يمكن حدوثه عملياً في جميع المباحث الإنسانية. والتي تختلف درجة إمكانية الموضوعية البحتة فيها من حالة أو مبحث لآخر. لتظل الموضوعية التامة افتراضاً نظرياً طوباوياً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكات | مكافآت لمن يذبح قربانه بالأقصى في عيد الفصح اليهودي


.. ماريشال: هل تريدون أوروبا إسلامية أم أوروبا أوروبية؟




.. بعد عزم أمريكا فرض عقوبات عليها.. غالانت يعلن دعمه لكتيبه ني


.. عضو الكنيست السابق والحاخام المتطرف يهودا غليك يشارك في اقتح




.. فلسطين.. اقتحامات للمسجد لأقصى في عيد الفصح اليهودي