الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حياة الرهبنة في أديرة القرون الوسطى

عضيد جواد الخميسي

2022 / 2 / 18
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


وظيفة الرهبان في أديرة القرون الوسطى ؛ هي تماماً مثل أي مهنة أو حرفة لها مزاياها الكثيرة ، إلاّ أن عيوبها كانت في طبيعة معيشتهم المتواضعة وممتلكاتهم القليلة . أمّا جهودهم في تقديم الخدمات ؛ فقد كانت مستمرة على مدار الساعة في الليل والنهار، إلى جانب التزامهم حالة الصمت والهدوء في حياتهم اليومية .
كان الدافع الرئيسي للشباب في الانضمام إلى سلك الرهبنة هو الاستفادة من سقف يحمي رؤوسهم ؛ وإمدادات غذائية منتظمة تسدّ رمقهم ، والتي بكميتها ونوعيتها تفوق على ما كان يحصل عليه الغالبية من شعوب أوروبا ، بالاضافة إلى جانبها الرّوحي في محاولة الاقتراب الى الرّب بواجباتهم الكنسية ودراساتهم الدينية .
لربما كانت هناك فوائد من وجود الرهبان في مجتمعاتهم ، منها ؛ تثقيف شباب العائلات الثرية ، تأليف الكتب ، تذهيب أغلفة الكتب ، و تأطير اللوحات وكتابة المخطوطات المُذهبّة ؛ والتي أثبتت بمجملها من أنها أرشيف تأريخي لا يُقدّر بثمن عن حياة الناس في القرون الوسطى .

فكرة الأديرة
في القرن الثالث الميلادي أصبح الدخول في سلك الرهبنة اتجاه مألوف في كل من مصر وسوريا عند بعض المسيحيين الأوائل ؛ وذلك عندما قرروا أن يعيشوا فُرادى ونسّاكاً متعبدّين . لقد فعلوا ذلك لأنهم كانوا يعتقدون ان الإلهاءات المادية والدنيوية قد تضعف قلوبهم في محبّة الرّب والابتعاد عنه . وعندما زاد اضطهاد المسيحيين الأوائل في مناطقهم أخذوا يهربون منها مضطّرين الى مناطق جبلية نائية ؛ حيث تفتقر إلى أبسط مقوّمات العيش الاساسية .
مع نمو أعداد هؤلاء الأفراد بدأ بعضهم العيش معاً على شكل مجموعات ، واستمروا على هذا النهج في النأي بأنفسهم عن شرائح المجتمع الأخرى ، وتكريسها بالكامل في الصلاة ودراسة الكتب المقدّسة . ولا يزال أفراد تلك المجاميع يعيشون حياة الانعزال والتفرّد في مناطق معروفة من سوريا ومصر ، إلاّ انهم يجتمعون مع العوام فقط في المراسيم والطقوس الدينية .

كان كل مجموعة من تلك المجموعات لها رئيس يطلق عليه " أب أو آبا Abba " (ومنها جاءت كلمة "رئيس الدَّيْر Abbot ") ، أما الرهبان فقد أُطلق عليهم كلمة "موناكوس Monachos " في اليونانية ، والمشتقة من كلمة "واحد Mono " والتي تعني أصل كلمة "راهب Monk ". ومع مرور الوقت انبثق المفهوم الأولّي لفكرة "الدَير"، وذلك بعد أن تطورت الأساليب المتداولة بين أفراد المجموعة الواحدة وأصبحت أكثر سلاسة . فقد أخذوا يتشاركون في الأعمال الموكلة ومكان الإقامة والمأكل والمشرب ؛ للحفاظ على الاكتفاء الذاتي والاقتصاد في النفقات .
في القرن الخامس الميلادي انتشرت فكرة الأديرة عبر الإمبراطورية البيزنطية ثم إلى أوروبا الرومانية ؛ حيث اعتمد الناس في ممارساتهم المتميزة على تعاليم القديس " بنديكت نورچيا" (عام 480 ـ 543 ميلادي) . إذ شجعت تلك التعاليم تابعيها على سلوك حياة الفقر مع مجموعة من اللوائح التي كان على الرهبان اتباعها في الطعام المُقنّن والسكن البسيط مع قليل من الممتلكات . ولأنهم عاشوا جميعاً بالطريقة نفسها ، فقد أصبحوا معروفين باسم "الإخوة".
اختلفت قواعد الرهبنة عند الدرجات المختلفة التي تطورت خلال القرن الحادي عشر الميلادي وحتى بين الأديرة الخاصّة . و بعض القواعد كانت أكثر صرامة من غيرها ، مثل "السيسترسيون" التي تم تشكيلها عام 1098 ميلادي من قبل مجموعة من الرهبان البينديكتين المؤمنين في حياة دنيوية قاسية .
بما أن الأديرة كانت تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في تسيير شؤونها ، كان على الرهبان الجمع بين العمل اليومي لتوفير الطعام والالتزامات التعبدّية ، بالإضافة الى حضور الفصول الدراسية . إلاّ أن الأديرة قد توسعت من حيث المكانة والثروة عندما ساعدتها جملة الإعفاءات الضريبية والتبرعات المالية السخيّة من الميسورين . إذ أصبح العمل البدني أقل ممارسة عند الرهبان بعد الاعتماد على جهود الشباب من العامّة المتطوعين ، أو العمال المُستأجَرين . ونتيجة ذلك ؛ فإن الرهبان في العصور الوسطى كان لديهم المزيد من الوقت في البحث والدراسة ، وتعلّم فنّ تذهيب الكتب والمخطوطات .

الانتماء إلى الدَّيْر
انجذب الناس في القرون الوسطى إلى حياة الرهبنة لأسباب مختلفة ؛ أبرزها الإيمان بشكله الظاهر ؛ ولكن في حقيقته كان خياراً مهنياً مُقدّراً. فهي تُعد فرصة مُحتملة في بسط النفوذ وإعلاء الشخصية . وإذا ما نال الشخص أحد المراكز المتقدمة في التسلسل الهرمي الكنسي فإنه بالتأكيد سوف يضمن مكاناً لائقاً لإقامته ورعيّة في خدمته مع وجبات طعام فاخرة ولمدى الحياة .
غالباً ما كان يتم تشجيع الأبناء الصغار والذين يأتي تسلسلهم الثاني أو الثالث في العوائل الثرّية في دخول سلك الرهبنة ، ومن أولئك الذين لا يُحتمل أن يرثوا أملاك آبائهم . كما تًعدّ فرصة لهم في الحصول على التعليم هناك ( القراءة ، الكتابة ، الحساب ، اللغة اللاتينية) . ويتم إرسال الأولاد في سن ما قبل المراهقة وهم في أعمار ( من 5 إلى 15 سنة ) ؛ ويطلق عليهم صفة (المنذورون) . أما الذين تتجاوز أعمارهم الخمسة عشر سنة أو أكثر؛ يُعرفون باسم (المبتدئون) . ولا يُسمح للرهبان البالغين في الاختلاط مع هاتين المجموعتين ، كما لا يجوز لأي شخص من المجموعتين في أن يكون بمفرده دون إشراف راهب متمرّس .

بعد عام واحد أو أكثر بقليل يمكن للمبتدئ أن يؤدي القَسم الكنسي ويصبح راهباً كاملاً . ولم تكن الرهبنة خياراً مهنياً مُستدام لا رجعة فيه ، فقد تغيرت القواعد بعد القرن الثالث عشر الميلادي ؛ حيث يمكن للشباب ترك الدّير بحرّية عند بلوغ سنّ النضج .
يأتي بعض الرهبان من خلفية اجتماعية ميسورة ، وكان من المتوقع ان يقدّم المنذور أو المبتدئ تبرعاً سخياً من المال عند دخوله الدّير . إذ يميل الكهنة عادة الى قبول الفتيان والصبيان من المناطق المحيطة بالأديرة الصغيرة ، ولكن الأديرة الأكبر كانت قادرة على جذب الشباب حتى من المناطق البعيدة . ونتيجة لذلك ؛ لم يكن هناك أي نقص في الأشخاص الذين يرغبون في الانضمام إلى الأديرة على الرغم من أن الرهبان كانوا يشكلون حوالي 1 ٪ فقط من تعداد سكّان القرون الوسطى .

تباينت الأديرة في عدد منتسبيها ، فمنها ما كانت صغيرة ولم يكن لديها ​​سوى عشرة رهبان أو نحو ذلك ، والكبيرة منها ربما يصل العدد فيها حوالي المائة راهب أو أكثر . غير ان دير "الأب كلوني" الكبير في فرنسا قد ضمّ حوالي 460 راهباً في منتصف القرن الثاني عشر الميلادي . وكان عدد الرهبان يعتمد بشكل أساسي على مقدار الدخل العائد للدّير الذي يحصل عليه من الأرض الزراعية المملوكة له ( تبرّع بها أحد النبلاء ) ، والمستأجرة من قبل بعض الفلاحين والرُعاة بعقود طويلة الأجل . وتضمّ الأديرة كذلك بالإضافة إلى الرهبان عدداّ مناسباً من المتطوعين من غير المتدينين الذين يقيمون في أماكن خاصة بهم ، وهؤلاء يتم تشغيلهم للقيام بأعمال يدوية مثل ؛ الطهي والتنظيف أو غسل الملابس .

رئيس الدَّيْر " الأب "
كانت الأديرة تُدار عادة من قبل (الأب) الذي يملك السلطة المُطلقة فيها ، وعادة ما يتم اختياره من قبل الرهبان الشيوخ ، والذي من المفترض أن يُستشار حتى في القضايا السياسية ( يمكنه أن يتجاهلها) . وكان رئيس الدّير لديه وظيفته لمدى الحياة إذا سمحت صحته بذلك ، كما أن تلك الوظيفة ليست حكراً على كبار السن والشيوخ لوحدهم ؛ بل هناك احتمال من أن راهب شاب في العشرينيات من عمره قد يصبح رئيساً للدّير؛ حيث كان هناك ميل لاختيار شخص يمكنه تولّي المنصب لعقود طويلة كي ينعم الدير ببعض الاستقرار . كما يساعد رئيس الدير في واجباته الإدارية فريق من المفتشين الكهنة لمتابعة أنشطة الرهبان يومياً . أمّا الأديرة الأصغر التي لا يوجد فيها رئيس خاص بها عادةً ما كانت تتولى إدارتها مجموعة الأديرة الكبيرة .
الرئيس أو الأب كان يمثل الدّير عند التعامل مع الحكومة والأديرة الأخرى ، حيث يصنّف مركزه الطبقي إلى جانب أقوى ملاّك الأراضي العلمانيين . و كان ليس من المستغرب عندما ينحني الرهبان بشدّة في حضوره وتقبيل يده تقديساً له . وإذا كان رئيس الدّير لا يحظى بشعبية كبيرة وتصرفاته تخالف الأوامر ؛ يمكن أن يعزله بابا الفاتيكان سريعاً .

القواعد و الأنظمة
اتبع الرهبان تعاليم يسوع المسيح في رفض اكتناز الثروات ، كما ورد في إنجيل متّي عند الإصحاح (19:21) :
" إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلًا فَاذْهَبْ وَبعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي "

على ضوء تلك الوصيّة وغيرها ، تم تجنّب وسائل الرّاحة والترف عند الرهبان ، ولكن تطبيقها في حذافيرها يعتمد على كل دّير لوحده . حتى أن الصمت كان وسيلة أيضاً لتذكير الرهبان بأنهم يعيشون في مجتمع مُغلق يختلف تماماً عن العالم الخارجي . كما لايُسمح للرهبان أبداً في التحدّث أثناء تواجدهم سواء كان في الكنيسة ، المطبخ ، قاعة الطعام ، أو صالات النوم المشتركة . لربما يتمكن أحدهم في أن يكون جريئاً ويتحدث بشكل مباشر أثناء اجتماع يحضره عامة الناس في الدّير، ولكن يجب جعل المحادثة عند حدودها الدنيا ، وأن يقتصر الكلام على المسائل الكنسية أو الضرورات اليومية . تم تقييد الرهبان في التحدّث قليلاً مع بعضهم ؛ إلاّ أنهم لا يستطيعون ذلك مع المبتدئين والمنذورين ، ناهيك عن الزوّار من خارج الدّير .
كما يتم إبلاغ رئيس الدّير عن أيّ شخص يخالف القواعد باعتباره واجب ديني . وقد تشمل العقوبات ؛ الضرب أو الإقصاء من الأنشطة الجماعية لفترة محددة ؛ أو حتى السجن داخل الديّر .

الملابس والمقتنيات
كان على الرهبان أن يحافظوا على رؤوسهم حليقة ، ولكن توّجب عليهم ان يتركوا خصلة متدليّة من الشعر فوق الأذنين مباشرة .
كان تصميم ملابس الرهبان المصنوعة من الكتّان لتغطية أكبر قدر ممكن من جسدهم ، فهم يرتدون الجوارب الطويلة والضيّقة مع سترة صوفية قصيرة تربط عند الخصر بحزام جلدي . أما أكثر قطعة متميزة في هذه الملابس كانت " القَلنسُوَة الكهنوتية ". والقَلنسُوَة؛ هي عبارة عن غطاء للرأس برداء طويل من غير أكمام يرتديها الراهب مع كساء آخر فوقها ، ولكن هذه المرّة بأكمام طويلة . أمّا في فصل الشتاء ؛ فقد يتم توفير الدفئ الإضافي من خلال عباءة مصنوعة من جلد الغنم الرخيص والقاسي . وعادة ما كان الراهب يملك أكثر من قطعتي ملابس مع عباءة جديدة في أعياد الميلاد السنوية .
لم يكن لدى الراهب ملابسه فقط ؛ بل كان يمتلك قلماً ، وسكيناً ، ومنديلاً ، ومشطاً ، وعلبة أدوات خياطة صغيرة . يتم توزيع شفرات الحلاقة في أوقات محددة فقط . وفي غرفته الخاصة كان لدى الراهب فراش من القش أو الرّيش وعدد من البطانيات الصوفيّة .

الروتين اليومي للراهب
لا يسمح للرهبان بمغادرة الدّير ما لم يكن لديهم سبب خاص جداً وبموافقة رئيس الدير حصراً . إلاّ أن هناك استثناءات محدودة كما هو الحال في الأديرة الأيرلندية ؛ حيث كان الرهبان يجوبون المناطق الريفية لإطلاق المواعظ الدينية ، أو لتأسيس أديرة جديدة .أما بالنسبة لمعظم الرهبان ؛ فقد كانوا يعيشون حياتهم اليومية بالكامل داخل مبنى الدّيرعندما انضمّوا إليه كمبتدئين ؛ و لربّما حتى أنهم قد ماتوا فيه أيضاً .
عادة ما يستيقظ الرهبان مع طلوع الفجر ؛ مما يعني الساعة الرابعة والنصف صباحاً في الصيف ؛ والسادسة صباحاً في الشتاء . حيث يبدأ يومهم في الاغتسال السريع ومن ثم متابعة الأعمال الصامتة والتي قد تستغرق ساعة أو نحو ذلك . تتمثل في أداء الصلوات وقراءة النصوص الذي تم تحديدها من قبل رئيس الدّير ؛ أو نسخ كتاب معين (عملية شاقة تستغرق عدة شهور) . بعد ذلك يُقام قدّاس الصباح يتبعه اجتماع يحضره الجميع لمناقشة بنود الخطط الشاملة والمهمة المتعلقة بالدير . يلي ذلك ، إنجاز بعض الأعمال البدنية إذا لم يكن هناك متطوعون يؤدون تلك الأعمال . كان هناك قدّاس منتصف النهار (القداس الأعلى) ، ثم تناول وجبة الطعام الرئيسية . ويتم قضاء فترة ما بعد الظهر في العمل مرة أخرى والتي تنتهي حوالي الساعة الرابعة والنصف مساءً في الشتاء ، ثمّ يليها وجبة طعام ثانية إذا كان الموسم صيفاً . أمّا وجبة العشاء ؛ موعدها حوالي الساعة السادسة مساءً ، بعدها مزيداً من العمل .
يذهب الرهبان إلى الفراش في وقت مبكر من المساء بعد الساعة السادسة مساءً في الشتاء ؛ أو الساعة الثامنة مساءً في الصيف . ولم يكن لدى الرهبان عادة النوم المتواصل ، إذ عند حوالي الساعة الثانية أو الثالثة صباحاً ينهضوا مرة أخرى ليحيوا حفلات الليل الموسيقية ، ويطلق عليها (ماتينز Matins) ؛ أو ( صلاة الصباح ) في الكنائس . وللتأكد من أن لا أحد ينام في حالة الحزن والكآبة بسبب الظلام ؛ يتطوع مجموعة الرهبان من الكورال الكنسي في فحص الفوانيس والمشاعل في الشتاء ، وبالأخص عند هبوب الرياح القويّة ، أو بعد انتهاء العواصف ، ولا يعودون إلى الفراش إلاّ بعد إكمال جميع الأعطال .

كان الرهبان بطبيعة الحال فقراء جداً ، بحيث كانوا لايمتلكون أيّ شيء سوى حاجياتهم الشخصيّة ، ولكن الأديرة نفسها كانت من أغنى المؤسسات في العالم خلال القرون الوسطى . ونتيجة لذلك تم رعاية الرهبان بشكل جيد في المناطق التي ربما تكون أكثر أهمية بالنسبة لغالبية السكان من حيث المأكل والمشرب ؛ على عكس 80٪ من الناس الذين عاشوا خارج الأديرة . ولم يكن على الرهبان أن يقلقوا بشأن الاختلافات الموسمية أو شحتها ؛إذ كان لديهم الطعام الجيّد على مدار السنة ، واستهلاكه محدداً بمدى صرامة قواعد التقشف في ديرهم الخاص . أمّا في الأديرة الأكثر صرامة ؛ لا يؤكل اللحم إلاّ من قبل المرضى ، وغالبا ما يتم تخزينه مجففاً لأيام الأعياد . وعلى الرغم من ذلك ، فقد سمحت تلك الأديرة الأكثر تساهلاً في توفير لحوم الخنازير والأرانب والدجاج والطيور ؛ لتقدم على موائد العشاء الجماعية في كثير من الأحيان .
في جميع الأديرة لم يكن هناك أي نقص في الخبز و الأسماك والمأكولات البحرية والحبوب والخضروات ،أو بالفواكه والبيض والجبن ، بالإضافة إلى الكثير من أصناف النبيذ والبيرة . وعادة ما يتناول الرهبان وجبة واحدة في أيام الشتاء ، ووجبتين في أيام الصيف .

ردّ الجميل للمجتمع
أعاد الرهبان والأديرة (الدَين ) إلى المجتمعات التي قدّمت الدعم المادّي والمعنوي وبوسائل متنوعة ؛ وذلك عن طريق مساعدة الفقراء ، وبناء المستشفيات ، دور الأيتام ، الحمّامات العامة ، والمنازل للمسنين . علاوة على ذلك فقد كانت الأديرة مآوي المسافرين الذين لا يمكنهم العثور على مبيت .
كما ذكرنا سابقاً ؛ لعبت الأديرة أيضاً دوراً بارزاً في التعليم ولا سيما في بناء المكتبات الكبيرة وتعليم الشباب . واعتنت الأديرة في الأماكن المقدّسة لدى الحجّاج ، وكانت راعية عظيمة للفنون ؛ ليس فقط في عرض نتاجهم الخاص ؛ بل تعدّى ذلك في دعم ورعاية الفنانين والمهندسين المعماريين في تزيين مبانيهم من خلال الأعمال الفنيّة الساحرة ، والنقوش الجميلة لتوظيفها في نشر الرسالة المسيحية.
أخيراً ؛ كان هناك جمع من الرهبان قد ترك بصمة واضحة في التاريخ الأوروبي ، أمّا حاضراً ؛ يعكف عدد من الباحثين والمؤرخين المعاصرين على دراسة مجموعة الرسائل والسِيَر الذاتية للقديسين والمشاهير والحكّام في القرون الوسطى .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وم بلوكمانز ـ مقدمة الى القرون الوسطى في أوروبا ـ راوتلج للنشر ـ 2017 .
جيس فرانسز ـ الحياة في مدينة القرون الوسطى ـ هاربر بيرنيال للنشر ـ 2016 .
موريس كين ـ تاريخ أوروبا في القرون الوسطى ـ بنجن للنشر ـ 1991 .
جيفري سنكمان ـ حياة كل يوم في القرون الوسطى ـ ستيرلينغ للنشر ـ 2013 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبة على العقوبات.. إجراءات بجعبة أوروبا تنتظر إيران بعد ال


.. أوروبا تسعى لشراء أسلحة لأوكرانيا من خارج القارة.. فهل استنز




.. عقوبات أوروبية مرتقبة على إيران.. وتساؤلات حول جدواها وتأثير


.. خوفا من تهديدات إيران.. أميركا تلجأ لـ-النسور- لاستخدامها في




.. عملية مركبة.. 18 جريحًا إسرائيليًا بهجوم لـ-حزب الله- في عرب