الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤامرة على الزراعة في العراق

سعد السعيدي

2022 / 2 / 19
الصناعة والزراعة


من خلال التهيئة للمقالة السابقة حول الشركة العامة لصناعة السيارات والمعدات اكتشفنا بعض الامور الغريبة من الاعيب هذا العهد الفاسد والكاذب. فعلى صفحات فرع الشركة المسمى منتجات مصنع الميكانيك على الشبكة قد رأينا صورا لمنتجات زراعية معروضة كما يفهم على انها من صنع محلي. من هذه ساحبات بعلامات امريكية واخرى من غيرها، غير معدات زراعية اخرى. بيد انه بعد تدقيق امر هذا الغموض على الشبكة قد تأكدت لنا بعض الامور. وهي مع كون كل هذه المنتجات مستوردة، وان معظمها كالساحبات الامريكية لا تأتي من منشئها الاصلي حيث ربما ستكون غالية الثمن. إنما من مناطق اخرى في العالم حيث يجري تجميعها. وحتى في هذه الحالة لا يستورد إلا المستعمل منها ربما ايضا لرخص ثمنه. ولما لا تكون كل هذه المعلومات مذكورة على موقع الشركة، يكون في الامر كذب وغش.

لم يكن قرار تصنيع الجرارات محليا في العراق هو فقط للحفاظ على المال العام. وإنما غرضه الاساس كما هو واضح هو مساعدة الفلاحين بمعدات زراعية عالية المواصفات وباسعار مناسبة لا تثقل كاهلهم. إذ لا يخفى من انه بمكننة الزراعة لا تكون الاهداف فقط زيادة انتاج الحقول مع تقليل فترة العمل عليها، إنما ايضا بتقليل كلفة الانتاج الزراعي. وكانت احصائيات لمنظمة الفاو للدول النامية تعود الى العام 2013 او قبله، قد بينت بان البلد يحتاج تقريبا الى 350 الف جرار زراعي. بينما بينت دراسة للامم المتحدة لنفس الفترة بان عدد الجرارات في العراق كان ثلاثة لكل الف شخص، مقارنة ب 30 جرار في ايران و 130 في اوروبا. وهو ما يجعل اعداد الجرارات في البلد لتلك الفترة 96 الفا. من الواضح بان استمرار هذه الاوضاع بهذا الشكل الى حد هذه اللحظة يشير الى عدم اهتمام واضح بالزراعة في العراق إن لم يكن هو الاهمال الكلي.

ولم يطل الاستيراد التجهيزات اعلاه فقط، انما طال ايضا باقي المنتجات الاخرى مثل معدات الحرث واقراص التمشيط وتسوية الارض. فهي ايضا مستوردة من الخارج حيث ان معظمها تركية المنشأ. كذلك قد انتبهنا الى وجود صور على موقع الشركة لمنظومات ري بالرش. هذه ايضا اكتشفنا من خلال البحث والتدقيق بعدم وجودها في الحقيقة من ضمن منتجات الشركة. إذ لا وجود لمعمل لهذه المنظومات في العراق. ولا ندري إن كان قد وجد اصلا. إذ لم يسعفنا البحث على الشبكة باي إثبات لوجوده إن سابقا او لاحقا. وعلى هذه الشاكلة توجد منتجات اخرى مختلفة على نفس الصفحة الآنفة لكن ويا للسخرية.. من دون اسعار !! وهو ما يمكننا من اطلاق صفة الوهمية عليها.

وقد تابع الجميع كما نعتقد امر انشاء مصنع استثماري لهذه المرشات الزراعية في العراق باموال سعودية. وهو ما نراه مؤامرة لتهميش الزراعة. إذ اننا لا نعرف لماذا جرى تأخير امر انشاء مثل هذا المعمل طوال هذا الوقت، والاهم هو عدم معرفتنا باسعار هذه المرشات لمن هم بحاجة اليها. وبرأينا فان مصنع المرشات الزراعية هذا لن يرى النور كون منتوجه وبسبب غلاء ثمنه المؤكد لن يكون قابلا للتصريف. وانه من الافضل للدولة انشائه بنفسها ليكون باسعار معقولة خدمة للصالح العام. وكل تأخير في انشائه يعني ان الدولة غير مهتمة بالمطلق بدعم وتطوير الزراعة في البلد.

إن الاستنتاج من كل ما وجدناه هو وجود مؤامرة على الزراعة والاقتصاد الوطني. ومن خلال هذه المؤامرة تجري خدمة الرغبات الامريكية في تدمير الزراعة والصناعة العراقيتين. اي تدمير كل ما بناه العراق خلال عهوده كلها. وخدمة هذه الرغبات تسمى تواطؤا وخيانة عظمى. لذلك برأينا يكون الحل هو عودة الدولة لانتاج كل هذه المنتجات كما كان الامر سابقا والابتعاد عن سياسات حكومات 2003.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جعفر الميرغني : -الجيش حامي للوطن وللمواطن السوداني-


.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟




.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟


.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل




.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي